«فاشرون كونستانتين»... تغامر مع كوري ريتشارد إلى قمة إيفرست

ساعة وحيدة وخاصة بالمستكشف والمصور الشهير تحتفي بالسفر وروح الاستكشاف

ساعة «أوفرسيز» صممت خصيصاً للمستكشف الشاب  -  كوري ريتشارد في رحلته الأخيرة
ساعة «أوفرسيز» صممت خصيصاً للمستكشف الشاب - كوري ريتشارد في رحلته الأخيرة
TT

«فاشرون كونستانتين»... تغامر مع كوري ريتشارد إلى قمة إيفرست

ساعة «أوفرسيز» صممت خصيصاً للمستكشف الشاب  -  كوري ريتشارد في رحلته الأخيرة
ساعة «أوفرسيز» صممت خصيصاً للمستكشف الشاب - كوري ريتشارد في رحلته الأخيرة

القليل جداً من الشركات السويسرية لم تتوقف ورشاتها ومعاملها عن الدوران والبحث بغض النظر عن تذبذبات الأسواق وتغير الأذواق. من بين هذه الشركات يقفز اسم «دار فاشرون كونستانتين»، التي تأسست في عام 1755، ولا تزال روحها شابة ومعاملها تنبض بالديناميكية والتوق إلى المغامرة. لم تشعر بالكلل في أي فترة من الفترات، بل في كل مرة تتحفنا بالجديد وكأنها «ابنة الساعة». قد يتصور البعض عندما يسمع أنها الأقدم في صنع الساعات، وأن عمرها تعدى القرون بعقود، أنها تعيش على أمجاد ماضيها، إلا أنها وفي كل مرة تُفند هذا التصور، من خلال إصدار جديد أو احتفالية تُنظمها. مكمن قوتها، كما تبين في السنوات الأخيرة، أنها كانت دائماً منصتة جيدة لنبض الشارع ومتأهبة للرقص على إيقاعاته. هذه القوة لا يضاهيها سوى اهتمامها بدقات العقارب ودقتها. تأكيداً على مواكبتها لعصرها، أطلقت منذ فترة حملة عالمية بعنوان «One of not many» وربما تكون أقرب ترجمة عربية لهذا الشعار هي «رجل والرجال قليلون». حملة جندت لها مجموعة من الشباب المبتكرين والملهمين، مثل المغني وكاتب الأغاني بنجامين كليمنتين، الذي بزغ نجمه في عام 2013، ولا يزال يحقق الكثير من النجاحات، والفنان الإنجليزي جيمس باي، وأورا إيتو، المصمم المتعدّد الاختصاصات الذي حقق التوازن بين التميّز الميكانيكي والصحوة الجمالية. وأخيراً، وليس آخراً كوري ريتشارد، المصور والمستكشف الذي تسلّق جبل إيفرست مرتين، واحدة منها من دون أوكسجين.
مع هذا الأخير كانت للدار السويسرية مغامرة تتضمن كل عناصر التشويق والإثارة؛ لأنها كانت رحلة إلى قمة إيفرست عبر طريق جديدة لم يخترقها أو يجربها إنسان من قبل. صحيح أنها لم تتكلل بالنجاح، إلا أنها تُمهد الطريق لتحديات كثيرة قادمة. مغامرات كوري ريتشارد إلى جبال إيفرست كثيرة، رواها بنفسه في حفل أقامته «فاشرون كونستانتين» في مدينة نيويورك. معظم هذه المغامرات، إن لم نقل كلها، كانت إنسانية، حسب قوله. فهي تؤكد من جهة أن الإنسان ضعيف أمام الطبيعة، ومن جهة ثانية تحفزه على ألا يتخلى عن البحث والاستكشاف أياً كانت الصعوبات والمخاطر.
لم يتكلم في هذه المناسبة عن آخر بعثاته الاستكشافية فقط، بل أيضاً عن المكانة المميزة التي تحتلها جبال الهيمالايا في قلبه ووجدانه. فرغم قسوة هذه الجبال شتاءً وخطورتها وجد فيها نفسه واكتشف أن الإنسان مهما تغيرت بيئته وظروفه كُتلة مشاعر علينا أن نفهمها ونتعامل معها بحذر واحترام.
وكان كوري قد تسلق جبال الهيمالايا مرتين، وفي رحلته الثالثة هاته، التي تدعمها دار «فاشرون كونستانتين» كان ينوي أن يزيد من جُرعة المغامرة والمخاطرة بتسلق التلال الشمالية الشرقية في التبت، وهي واحدة من أصعب الطرق المؤدية إلى أعلى القمم في العالم. بيد أن الظروف الجوية القاسية كانت له بالمرصاد. وعلى الرغم من التحضير الدقيق للرحلة الذي استغرق أكثر من عام، اضطر بعد تردد إلى أن يُغلّب العقل على القلب، وأن يتخلى عن محاولته للوصول إلى القمة على أمل أن يعود إليها مرة أخرى. فالتوقيت لم يكن مناسباً بسبب الأحوال الجوية، وهذا ما كان عليه أن يضرب له ألف حساب؛ لأنه عنصر أساسي في كل رحلاته الاستكشافية إلى قمم الجبال تحديداً. والمقصود هنا أهمية التوقيت. فكل دقيقة يمكن أن تُغير مسار أي متسلق، وهذا يعني أنه يحتاج إلى ساعة غير عادية يأخذها معه إلى أماكن لم يصلها، وربما لن يصلها، إلا قلة قليلة من الناس.
ترك لـ«دار فاشرون كونستانتين» الاهتمام بالدقة والتقنيات والوظائف؛ لأن هذا الجانب يجري في جيناتها وتُتقنه جيداً، واقتصر دوره على التعبير لحرفييها عما يحتاج إليه منها، إلى جانب مساهمته في تجسيد جمال جبال الهيمالايا والطبيعة المحيطة بها على ظهر الساعة. وجاءت النتيجة فريدة من نوعها، بالمعنى الحرفي؛ كونها لن تُطرح للبيع. فهي كما تؤكد الدار السويسرية صممت خصيصاً للمستكشف والمصور الشاب تجسيداً لأهمية العلاقة بينهما. كان أول خروج لهذه الساعة، التي تحمل اسم «أوفرسيز ديوال تايم» Overseas dual time في رحلته الأخيرة، لكن هذا لا يعني أنها جديدة بالمُطلق، فهي تنتمي إلى مجموعة «أوفرسيز» الأيقونية، وكل ما قامت به الدار أنها أضافت إليها مواصفات يحتاج إليها كوري وتعكس شخصيته وما يقوم به. ولا بد من التنويه هنا بأن اختيار الساعة من مجموعة أوفرسيز تحديداً له دلالاته. فهي ترتبط في تاريخ الدار بالسفر، وحسب قول كوري، فإن اختياره الساعة لم يكن صعباً؛ لأنه بالعودة إلى تاريخ الدار اكتشف كم كان فرنسوا كونستانتين، الذي التحق بالدار في عام 1819 عاشقاً للسفر، إلى حد القول إن فضلاً كبيراً في التعريف بـ«فاشرون كونستانتين» وشُهرتها في أوروبا يعود إليه. لم يكن يتأخر عن السفر لكي يقابل زبائنه أينما كانوا. واعترف كوري ريتشارد أيضاً بأن أقصى ما كان يتمناه أن يحصل على ساعة تمكنه من متابعة الوقت في النيبال، بكل أجوائها القاسية، وكذلك في وطنه في الولايات المتحدة، وأن تكون مقاومة للصدمات وعوامل الجاذبية وغيرها، لكن جاءت النتيجة أكبر من توقعاته. فالنموذج الذي أبدعته الدار يُظهر نقش الميزان التأرجحي للساعة بتصميم يستند إلى إحدى صوره في إفرست، بعلبة يبلغ قطرها 41 ملم تم صُنعها من التيتانيوم في حين أضيفت مادة التتنتالوم - وهو معدن صلب بشكل خاص – إلى أسفل الإطار فيما تعززت حماية التاج بمدافعين من التيتانيوم. كما تم تزويد هذا الطراز بقماش فني بلون رمادي برتقالي بخيط Ventile® يتميز بكثافته، بالإضافة إلى مقاومته الاستثنائية للماء على عُمق 150 متراً. أما الطبيعة والروح الرياضية للنموذج فتظهر من خلال الميناء المتجمد باللون الرمادي المعزز بالبرتقالي، وكذلك في علاج NAC المطبق على حركته.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.