عملية نوعية سعودية ـ يمنية تطيح زعيم «داعش» في اليمن

القبض على أعضاء من التنظيم والتحفظ على 3 نساء و3 أطفال

القوات الخاصة السعودية في أثناء مداهمة المنزل الذي كان يوجد فيه زعيم «داعش» في اليمن (واس)
القوات الخاصة السعودية في أثناء مداهمة المنزل الذي كان يوجد فيه زعيم «داعش» في اليمن (واس)
TT

عملية نوعية سعودية ـ يمنية تطيح زعيم «داعش» في اليمن

القوات الخاصة السعودية في أثناء مداهمة المنزل الذي كان يوجد فيه زعيم «داعش» في اليمن (واس)
القوات الخاصة السعودية في أثناء مداهمة المنزل الذي كان يوجد فيه زعيم «داعش» في اليمن (واس)

نجحت القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية في توجيه ضربة موجعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في اليمن، بعد أن نفذت عملية نوعية استطاعت خلالها القبض على أمير «داعش» في اليمن، الملقب بـ«أبو أسامة المهاجر»، والمسؤول المالي للتنظيم، وعدد من القيادات المرافقين لهم.
وأعتبر الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، إن العملية التي «قام بها جنودنا الأشاوس بكل احترافية، وإقدام، بالقبض على زعيم (داعش) في اليمن، تؤكد النجاحات المستمرة لأبطالنا سيوف التوحيد في دحر أعداء الدين والوطن»، مضيفاً في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»، أن عملية القبض على زعيم «داعش» تمت في وقت قياسي، ولم ينتج عنها أي خسائر، سواء في صفوف الجنود أو بين المدنيين، لتدل على التقدم والتطور الكبير الذي شهدته القوات المسلحة بقيادة وتوجيه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، مشيراً إلى حديث ولي العهد في وقت سابق وتعهده بتدمير التطرف.
فيما كشف العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، أن القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية نفذت عملية نوعية ناجحة في الداخل اليمني، تم على إثرها القبض على أمير تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو يمني الجنسية يلقب بـ«أبو أسامة المهاجر»، إلى جانب المسؤول المالي للتنظيم، وعدد من أعضاء التنظيم المرافقين له. وأوضح المالكي أن العملية نفذت في الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الثالث من يونيو (حزيران) الجاري، وأضاف أن «المراقبة المستمرة لأحد المنازل أثبتت وجود أمير التنظيم وأعضاء من تنظيم (داعش) الإرهابي، وكذلك وجود 3 نساء و3 أطفال. وبعدها، اتخذ التحالف كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية لحماية المدنيين أثناء تنفيذ العملية، من خلال تحديد ومعرفة النمط الحياتي حول مكان وجود المطلوبين، لغرض تقليل الأضرار الجانبية لعملية الهجوم، والقبض على العناصر الإرهابية، وكذلك سلامة النساء والأطفال الموجودين بالمنزل».
وبحسب المتحدث باسم التحالف «استمرت العملية مدة 10 دقائق، منذ بداية الهجوم وإلقاء القبض على المطلوبين، وحصر المضبوطات الخاصة بالإرهابيين والتنظيم. ونتج عن العملية إلقاء القبض على أمير التنظيم، وكذلك أعضاء من التنظيم، ولم يصب أي من النساء والأطفال داخل المنزل، ولم يكن هناك أي أضرار جانبية بالمدنيين»، مشيراً إلى أن العملية أسفرت عن «مصادرة عدد من (الأسلحة والذخيرة، وأجهزة لاب توب وكومبيوتر، ومبالغ مالية بمختلف العملات، وأجهزة إلكترونية، وأجهزة GPS، وأجهزة اتصال)، وغيرها من المقبوضات».
ولفت العقيد المالكي إلى أن العملية تأتي امتداداً للتعاون الوثيق بين المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية لمحاربة الإرهاب وتفكيك التنظيمات الإرهابية، كما أنها ضربة موجعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، وبالأخص في اليمن، وتأتي استكمالاً لجهود المملكة في مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة، مؤكداً استمرار جهود المملكة ضمن التحالف الدولي ضد «داعش»، وبالتعاون مع حلفائها لمحاربة التنظيمات الإرهابية، والقضاء على آفة الإرهاب.
ووفقاً للمالكي، فإن مسار التحقيق يقتضي الحفاظ على باقي التفاصيل، عن طبيعة العملية، وأعضاء التنظيم الآخرين الذين تم إلقاء القبض عليهم، وسيتم الإعلان عن بقية التفاصيل في حينه.
وتؤكد السعودية من خلال هذه العملية أن ملاحقة تنظيمي «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين تأتي على رأس أولوياتها في اليمن، بموازاة دعم الحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من طهران.
وتشارك السعودية بفعالية ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، والتنظيمات الإرهابية في عدة دول. ويظهر القبض على قادة تنظيم «داعش» الإرهابي أحياء قدرة واحترافية القوات الخاصة السعودية ونظيرتها اليمنية في مواجهة هذه التنظيمات المتطرفة، بحسب مراقبين.
وتؤكد نجاح التعاون الاستخباراتي السعودي مع الدول الصديقة في محاربة الإرهاب أينما كان، والحفاظ على أرواح المدنيين. فقد استطاعت الأجهزة الأمنية السعودية قبل سنوات قليلة إحباط عمل إرهابي وشيك داخل الولايات المتحدة الأميركية انطلق من اليمن؛ عبارة عن «طابعة كومبيوتر» تحتوي على مواد متفجرة، بعد أن تم تبادل المعلومات الاستخبارية مع الأجهزة الأمنية الأميركية.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.