تركيا تعزز نقاط مراقبتها على الحدود مع سوريا بقوات كوماندوز

TT

تركيا تعزز نقاط مراقبتها على الحدود مع سوريا بقوات كوماندوز

دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إضافية وقوات كوماندوز إلى مواقع قواته المنتشرة على الحدود مع سوريا ونقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
ووصلت قافلة عسكرية مكونة من 20 عربة مصفحة تقل قوات كوماندوز إلى بلدة الريحانية التابعة لولاية هطاي الحدودية مع سوريا جنوب تركيا، قادمة من مناطق مختلفة.
وكشفت مصادر محلية عن عبور هذه 20 آلية وناقلة جند ومعدات عسكرية وشاحنات محملة بكتل إسمنتية من معبر كفرلوسين إلى النقاط التركية بريف إدلب وحماة بهدف تعزيزها بعد تعرضها في الفترة الأخيرة لاستهدافات من جانب قوات النظام.
وعزز الجيش التركي، أكثر من مرة، خلال الأيام الأخيرة نقاط المراقبة المنتشرة في مناطق خفض التصعيد بعد تعرضها للاستهداف من قبل قوات النظام السوري، الذي يهاجم جنوب إدلب منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي بدعم من روسيا التي تتهم تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بإخراج المجموعات المتشددة من المنطقة، بموجب «اتفاق سوتشي». بينما تطالب أنقرة كلا من موسكو وطهران بالضغط على نظام الأسد لوقف هجماته التي طال بعضها نقاط المراقبة العسكرية التركية في مناطق خفض التصعيد في إدلب.
في سياق متصل، قام وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بجولة على أحزاب الشعب الجمهوري والجيد والحركة القومية، لإطلاع قادتها على آخر المستجدات الأمنية والعمليات التي تقوم بها القوات التركية خارج البلاد سواء في سوريا أو شمال العراق.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في كلمة أمام المجموعة البرلمانية لحزبه (العدالة والتنمية الحاكم) في البرلمان أمس، إن تركيا تريد أن تحّول ما سماه بـ«الحزام الإرهابي» شمال سوريا (في إشارة إلى مناطق سيطرة القوات الكردية) إلى حزام أمني من أجل توطين اللاجئين الموجودين بتركيا هناك. وأضاف إردوغان: «عاد حتى الآن 330 ألف لاجئ سوري إلى بلدهم، وسيصل هذا الرقم إلى الملايين مع حل المشاكل في منبج وشرق الفرات».
وترغب تركيا في السيطرة على منطقة آمنة أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم إنشاءها في شمال شرقي سوريا، إلا أن الولايات المتحدة لم تحدد بعد عمق أو اتساع هذه المنطقة التي ترغب في أن تكون السيطرة عليها لقوات أوروبية من الدول الأعضاء في التحالف الدولي للحرب على «داعش».
ويثير الدعم الأميركي لوحدات الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) غضب تركيا التي تعتبرها «تنظيما إرهابيا» وامتدادا لحزب العمال الكردستاني (المحظور) في سوريا. وتراقب تركيا بقلق التطورات في إدلب ومناطق شمال غربي سوريا، تحسبا لموجة نزوح ضخمة جديدة إلى حدودها، وأعلنت أنها لن تتمكن من استقبال نازحين جدد نتيجة المعارك التي يخوضها جيش النظام السوري في هذه المنطقة حالياً.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».