«المركزي الكوري الجنوبي» يستبعد بلوغ مستهدف التضخم

ثقة المستهلك لأدنى مستوى في 5 أشهر

أظهرت تقارير أمس تراجعاً حاداً بثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية (رويترز)
أظهرت تقارير أمس تراجعاً حاداً بثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية (رويترز)
TT

«المركزي الكوري الجنوبي» يستبعد بلوغ مستهدف التضخم

أظهرت تقارير أمس تراجعاً حاداً بثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية (رويترز)
أظهرت تقارير أمس تراجعاً حاداً بثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية (رويترز)

بينما تتراجع ثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية بشكل حاد نتيجة تأثر الدولة بالحرب التجارية، قال لي جو يول، محافظ بنك كوريا الجنوبية المركزي، إنه يتوقع عدم ارتفاع معدل التضخم إلى المستوى الذي أعلنه البنك المركزي في أبريل (نيسان) الماضي، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون خفضاً للفائدة الكورية خلال الشهر المقبل.
وقال لي في تصريحات للصحافيين، الثلاثاء، إنه «في ظل النزاع التجاري الأميركي - الصيني، تتزايد احتمالات انكماش حركة التجارة العالمية مع زيادة احتمال تأخر تعافي صناعة أشباه الموصلات» التي تعتبر من القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الكوري الجنوبي.
وبحسب لي، فإنه من المتوقع وصول معدل التضخم في كوريا الجنوبية خلال العام الحالي إلى مستوى 1.1 في المائة فقط، وهو ما يقل كثيراً عن المستوى المستهدف وهو 2 في المائة.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى تزايد التكهنات بشأن إقدام البنك المركزي الكوري الجنوبي على خفض سعر الفائدة الرئيسية من 1.75 في المائة حالياً عندما يجتمع يوم 18 يوليو (تموز) المقبل. وكان البنك أعلن في أبريل الماضي، أنه يتوقع نمو الاقتصاد الكوري الجنوبي بمعدل 2.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، في حين يتوقع المحللون الذين استطلعت «بلومبرغ» رأيهم نمو الاقتصاد بمعدل 2.2 في المائة فقط، وهو أقل معدل نمو لرابع أكبر اقتصاد في آسيا منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في خريف عام 2008.
وقال لي في تصريحاته: «عندما ننظر إلى سعر الفائدة الرئيسية الحالي، لا يمكن للمرء القول إنه لا توجد مساحة للحركة أمام السياسة النقدية، لكن أيضاً لا يمكن القول إن مساحة الحركة واسعة»، مضيفاً أن السياسة النقدية الحالية لا تكبح جماح الأنشطة الاقتصادية.
وفي غضون ذلك، انخفض مؤشر ثقة المستهلكين في كوريا الجنوبية خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي لأدنى مستوى له منذ خمسة أشهر، وفقاً للبيانات التي أصدرها البنك المركزي الثلاثاء، وذلك في ظل مخاوف من تباطؤ اقتصادي ناجم عن تراجع الصادرات والنزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن البنك المركزي القول، إن مؤشر ثقة المستهلكين سجل 97.5 نقطة هذا الشهر بانخفاض، بواقع 0.4 في المائة مقارنة بالشهر الماضي. ويشار إلى أن تسجيل قراءة أقل من 100 تعني أن عدد المتشائمين يفوق عدد المتفائلين. وتعد هذه القراءة الأدنى التي يتم تسجيلها منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويرجع هذا الانخفاض إلى تصاعد التوترات التجارية بين الصين وأميركا، التي يعتقد البعض أنها ربما تستمر أشهراً أو أعواماً. ويشار إلى أن الدولتين تعدان من أكبر الدول المستوردة للبضائع الكورية الجنوبية.
وكانت الصادرات الكورية الجنوبية قد انخفضت لستة أشهر على التوالي، في حين انخفضت الصادرات للصين لسبعة أشهر على التوالي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما انخفضت الصادرات الكورية الجنوبية بنسبة 10 في المائة خلال أول 20 يوماً من الشهر الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».