لندن في صدمة أمام احتمال انفصال اسكوتلندا

قادة الأحزاب السياسية في حالة استنفار

لندن في صدمة أمام احتمال انفصال اسكوتلندا
TT

لندن في صدمة أمام احتمال انفصال اسكوتلندا

لندن في صدمة أمام احتمال انفصال اسكوتلندا

ألغى رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، لقاء المساءلة الأسبوعي أمام البرلمان ليسارع الى اسكوتلندا، التي قد يخسر سيادته عليها خلال أيام معدودة إذا أجابت بـ«نعم» على الاستفتاء المزمع تنظيمه يوم 18 سبتمبر (أيلول) الحالي. كما توجه زملاؤه في الأحزاب الرئيسة إلى اسكوتلندا «للوجود في المكان الطبيعي» لهم جميعا، بعد أن أصبحت الأمور على حد السكين بعد الكشف قبل أيام عن نتيجة استطلاع الرأي الذي أظهر تقدم الانفصاليين على الوحدويين بنقطتين لأول مرة منذ أن أعلن رسميا تنظيم الاستفتاء على استقلال اسكوتلندا في مارس (آذار) 2013.
لندن أصبحت متخوفة من أن النتيجة ستكون لصالح الانفصاليين، وستصحو في اليوم الثاني بعد الاستفتاء، لتجد أن ثلث أراضيها أصبحت خارج سيادتها، أضف إلى ذلك أن الأمر سيشكل تهديدا لترسانتها النووية، التي تتخذ من اسكوتلندا قواعد لها، وسيقلل من مكانتها الدولية والاقتصادية، ويذهب بعض المحللين الاستراتيجيين والعسكريين إلى أن تفكك بريطانيا قد يفقدها مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي.
الاستطلاع الأخير كان صادما للمراقبين ولأحزاب السياسية الرئيسة التي كانت ترى أن النتيجة ستكون لمصلحتها في نهاية المطاف، وأنها واثقة بأن اسكوتلندا ستصوت بـ«لا» وستبقى ضمن جسم المملكة المتحدة، وتحافظ على الاتحاد الذي جمعها معه منذ 1707.
استطلاع تصدر عناوين النشرات التلفزيونية مساء يوم السبت ونشرته الصحف في اليوم التالي على صفحاتها الأولي، لاعتقادها أن انفصال اسكوتلندا قد يصبح حقيقة بعد 11 يوما، أي اليوم المحدد للاستفتاء يوم 18 سبتمبر الحالي.
هذا الاستطلاع، الذي قامت به مؤسسة «يوغوف» لاستطلاعات الرأي وصحيفة «صاندي تايمز»، يشير إلى حصول فريق المؤيدين للاستقلال على 51 في المائة من نوايا التصويت مقابل 49 في المائة لفريق المعارضين.
ويوم الثلاثاء الماضي، أي قبل أكثر من أسبوع، أشار استطلاع «يوغوف» إلى تقلص واضح للفارق مع تأكيد 47 في المائة من الأشخاص الذين شملهم استعدادهم للتصويت مع الاستقلال مقابل 53 في المائة من الرافضين.
فارق النقطتين يندرج في هامش الخطأ المعترف به في الاستطلاع، كما أن في كثير من الأحيان تكون النتيجة مخالفة للتوقعات، وهذا ما حصل فعلا في الانتخابات البرلمانية الاسكوتلندية الأخيرة، التي لم تتوقع فوز الحزب الوطني الاسكوتلندي بزعامة أليكس ساموند، الذي تضمن برنامجه الانتخابي وعودا في الاستفتاء. فوزه بأغلبية مقاعد برلمان إدنبره جاء مناقضا لتوقعات الاستطلاعات، وأعطاه الفرصة لسن تشريع الاستفتاء.
وذكرت صحيفة «ذا أبزيرفور» أنه من المتوقع أن يصدر معسكر «لا» بيانا خلال الأيام المقبلة حول خططه لإتاحة الفرصة للاسكوتلنديين بالتصويت على مستقبل فيدرالي لبلادهم بعد محادثات بين مختلف الأحزاب. وكتب المعلق ويل هاتون: «أحيانا يمر بلد بأوضاع تحتم عليه أن يفكر بطريقة كبيرة وجدية ومختلفة». وأضاف أن «بريطانيا تواجهها حاليا هذا النوع من الأوضاع، وعلى قادة مجلس العموم أن يعرضوا قيام بريطانيا فيدرالية وأن يلتزموا بشكل لا رجوع عنه بميثاق دستوري لمناقشة تطبيق تلك الفيدرالية في حال صوتت اسكوتلندا بـ(لا)».
ومن هنا، جاء تحرك الأحزاب الرئيسة أمس التي تحاول استمالة الناخب الاسكوتلندي بحزمة من الوعود الجديدة تسن بعد الاستفتاء، تعطي برلمان هوليرود سلطات أكبر في إدارة البلاد. وبعد إعلان ذلك، هاجم الوزير الأول أليكس ساموند لندن ووعودها الأخيرة قائلا: «بعد أن فشلوا في تخويف الشعب الاسكوتلندي (من تداعيات الخطوة على مستقبلهم واقتصادهم)، ها هم الآن يحاولون رشوته». وأضاف في تصريحات لوسائل الإعلام أن حملة «معا أفضل»، التي يقودها وزير الخزانة السابق الاسكوتلندي إليستار دارلينغ: «أصيبت بحالة من الذعر بعد الاستطلاع الأخير».
ويعتقد الكثير من المعلقين أن تقدم الانفصاليين جاء بسبب تحول في موقف أعضاء حزب العمال في اسكوتلندا، الذين بدأوا يميلون أكثر إلى فكرة استقلال اسكوتلندا، وهذا يتناقض مع موقف حزب العمال، الذي يقف مع الأحزاب الأخرى الرئيسة في خندق واحد في هذه المعركة المصيرية. ومن هنا، يعول حزب المحافظين الحاكم على المتنفذين السياسيين في حزب العمال أن يضاعفوا من جهودهم من أجل المحافظة على وحدة المملكة المتحدة. ولهذا، فقد انضم هذا الأسبوع غوردون براون، رئيس الوزراء العمالي الاسكوتلندي السابق إلى حملة «معا أفضل»، التي اختير لها ابن بلده إليستار دارلينغ منذ أن أعلن موعد الاستفتاء.
وقال إليستار دارلينغ إن الاستطلاع الأخير يظهر أن الاستفتاء سيكون «محتدما للغاية.. إننا مرتاحون لهذه المعركة»، مضيفا: «إنها ليست معركة إنجلترا، بل معركة اسكوتلندا من أجل أبناء اسكوتلندا وأحفادها والأجيال المقبلة. وسنكسب هذه المعركة».
ويجوب هؤلاء ووزراء سابقون من حزب العمال المناطق التي يتمركز فيها أبناء الطبقة العاملة من أجل إقناعهم بأهمية البقاء ضمن المملكة المتحدة. الاعتقاد السائد بأن معركة اسكوتلندا أو تفكك بريطانيا ستحددها مدينة غلاسغو التي تتمركز فيها الفئات العمالية.
وذكرت صحيفة «صاندي تايمز» أن الملكة إليزابيث الثانية، التي ستبقى رئيسة الدولة الجديدة في حالة جاءت النتيجة لصالح معسكر الانفصاليين. وهي الآن موجودة في قصرها باسكوتلندا، والتقت رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لمناقشة الموضوع، وأنها تشعر بـ«قلق بالغ» حول الاستفتاء على الاستقلال، إلا أن القصر أعلن رسميا أن الملكة موقفها محايد في هذا الموضوع. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف عنه: «الملكة من أنصار الوحدة.. وهناك قدر كبير من القلق الآن».
وقال ساموند إنه يرغب في أن تبقى الملكة إليزابيث على رأس دولة اسكوتلندا المستقلة، إلا أن صحيفة (صنداي تايمز) نقلت عن أحد مساعديه قوله إن هذا «ليس أمرا مسلما به».
وتملك الملكة منزلا في بالمورال بالمرتفعات الاسكوتلندية، وقامت بزيارتها التقليدية السبت إلى ألعاب المرتفعات في بارامار المجاورة.
وبعد يوم من إعلان نتيجة الاستطلاع، التي عدت تحذيرا أخيرا للنخبة السياسية لما قد يحصل لبريطانيا، تناولت وسائل الإعلام خبر دوقة كمبردج، قرينة الأمير ويليام ابن ولي العهد، بأنها حامل وأنها تتوقع قدوم مولودها الثاني. بعض المعلقين يعتقد أن إعلان حملها كان تسريبا مدروسا لتحسين فرص حملة «أفضل معا». لكن، لا يوجد ما يثبت ذلك.
كما بدأ الحديث عن فرص استمرار رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، في وظيفته إذا صوتت اسكوتلندا لمصلحة الانفصال، إلا أن وزير الخزانة جورج أوزبورن نفى ذلك، مع أن صحيفة «التايمز» قالت إن هناك تململا في صفوف الحزب وأنه سيواجه «صعوبات».
إحدى النقاط التي تثار مرارا بخصوص الاستفتاء، أن معظم الوقت تدار شؤون اسكوتلندا من حزب المحافظين الذي لا يوجد له تمثيل حقيقي في البرلمان، إذن لا يمتلك الحزب سوى مقعد واحد في مجلس العموم من بين 59 مقعدا مخصصة لاسكوتلندا، المقعد يشغله مالكلم ريفكيند وزير الخارجية الأسبق.
زعماء الأحزاب البريطانية الرئيسة (ديفيد كاميرون ونيك كلغ وإد ميليباند) يواجهون أزمة سياسية اذا صوتت اسكتلندا للانفصال (أ.ف.ب)



الاتحاد الأوروبي يقرض أوكرانيا 90 مليار يورو ويعدل عن استخدام الأصول الروسية

رئيسة المفوضية مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة وزراء الدنمارك (إ.ب.أ)
رئيسة المفوضية مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة وزراء الدنمارك (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يقرض أوكرانيا 90 مليار يورو ويعدل عن استخدام الأصول الروسية

رئيسة المفوضية مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة وزراء الدنمارك (إ.ب.أ)
رئيسة المفوضية مع رئيس المجلس الأوروبي ورئيسة وزراء الدنمارك (إ.ب.أ)

وجَّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشكر، الجمعة، لقادة القمة الأوروبية عقب موافقتهم على زيادة التمويل لبلاده ومنحها قرضاً كانت بأمسِّ الحاجة إليه. بينما ردت روسيا بشكل إيجابي على تسوية توصلت إليها الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي دون اللجوء إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة في بنوك التكتل.

وكتب زيلينسكي في منشور عبر منصة «إكس»: «هذا دعم هائل يقوي صمودنا حقاً»، وشدد على «أهمية أن تظل الأصول الروسية مجمدة»، وأن تحصل أوكرانيا على ضمانات مالية للسنوات المقبلة.

كوستا مع زيلينسكي الخميس في بروكسل (أ.ف.ب)

ويمثل هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه عند منتصف الليل خلال محادثات قمة التكتل في بروكسل، شريان حياة لكييف، في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل تحقيق اتفاق سريع ينهي الحرب المستمرة منذ نحو 4 سنوات.

وبعد شهور من النقاش والجدل، توصل قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل إلى حل وسط في الساعات الأولى من الجمعة، بشأن تمويل أوكرانيا على مدار العامين المقبلين، من دون أخذ الخطوة المثيرة للجدل المتمثلة في استخدام الأصول الروسية المجمدة لدى الاتحاد الأوروبي، على الفور. وبموجب الاتفاق، سوف تحصل أوكرانيا على قرض بقيمة 90 مليار يورو (105.5 مليار دولار). وإذا لم تدفع موسكو تعويضات بسبب الأضرار الناتجة عن الحرب، فسوف يجري استخدام الأصول الروسية المجمدة لسداد القرض.

موسكو: تغليب المنطق والعقلانية

كتب كبير المفاوضين الروس، كيريل ديميتريف، الجمعة، على منصة «تلغرام»: «لقد ساد القانون والمنطق السليم الآن». ووصف القرار الذي تم اتخاذه في بروكسل بأنه «ضربة قاضية» لما وصفهم بـ«دعاة الحرب»، واختص بالذكر رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني، فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر.

كبير المفاوضين الروس كيريل ديميتريف (رويترز)

وكتب ديميتريف: «لقد حالت بعض الأصوات العقلانية داخل الاتحاد الأوروبي حتى الآن دون استخدام الاحتياطات الروسية بشكل غير قانوني لتمويل أوكرانيا».

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي بمحاولة «سرقة» احتياطيات الدولة الروسية، والتي زعم أنها فشلت حتى الآن. وأضاف أن روسيا ستواصل الدفاع عن مصالحها، وستسعى إلى إنشاء محاكم مستقلة سياسياً، تستجيب لطلب عودة مليارات الدولة المجمدة في الاتحاد الأوروبي. وتابع بوتين، الجمعة: «مهما سرقوا، تجب إعادة (المسروقات) في وقت ما».

وكتب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» في الساعات الأولى من صباح الجمعة: «لقد توصلنا إلى اتفاق. تمت الموافقة على قرار تقديم دعم بقيمة 90 مليار يورو لأوكرانيا للمدة، 2026 - 2027 لقد التزمنا، وأوفينا».

زيلينسكي مع كوستا في الخلف (رويترز)

الجميع يشعر بالارتياح

توصل قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسل إلى حل وسط بعد أن فشلت خطط استخدام مليارات اليورو من الأصول الروسية لتغطية احتياجات التمويل لأوكرانيا في السنوات المقبلة في الحصول على الدعم اللازم.

وكان الخيار الأول المطروح هو الاستفادة من نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي، لتأمين قرض لكييف، لكن هذا المخطط تهاوى بعد أن طالبت بلجيكا، حيث توجد الغالبية العظمى من الأصول، بضمانات بشأن تقاسم مسؤولية استخدام الأصول. وفي مؤتمر صحافي بعد اختتام القمة، أعرب رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر عن اعتقاده أن «العقلانية انتصرت»، مضيفاً: «كان هذا الأمر برمته محفوفاً بالمخاطر وخطيراً للغاية، وأثار كثيراً من التساؤلات (...) لقد كان الأمر أشبه بسفينة تغرق، مثل سفينة تايتانيك. الأمر حُسم الآن (...) والجميع يشعر بالارتياح».

رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان يتوقع فشل القمة (أ.ف.ب)

ورأى المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي ضغط بشدة لاستخدام الأصول الروسية، أن الاتحاد الأوروبي وجَّه «رسالة واضحة» إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموافقته على تقديم 90 مليار يورو إلى كييف.

وحتى الآن همشت واشنطن أوروبا إلى حد كبير في المفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رأى أن الوقت قد حان للقارة للانخراط في حوار مع موسكو نفسها.

ماكرون يطرح الحوار مجدداً مع بوتين

وقال ماكرون بعد الإعلان عن القرض الأوروبي لأوكرانيا إنه «سيصبح مجدداً من المفيد» له وللأوروبيين الانخراط في حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف: «في الأسابيع المقبلة، علينا إيجاد السبل والوسائل للأوروبيين، ضمن الإطار المناسب، للانخراط مجدداً في حوار كامل وشفاف مع روسيا».

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمره الصحافي السنوي في نهاية العام بموسكو يوم 19 ديسمبر 2025 (رويترز)

وأعلن زيلينسكي أن الوفدين الأوكراني والأميركي سيجريان محادثات جديدة، نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل في الولايات المتحدة. ودعا زيلينسكي واشنطن إلى تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وقال: «هناك سؤال لم أحصل بعد على جواب عنه... وهو سؤال حول مجمل الضمانات الأمنية»، مشيراً إلى أنه يرغب في معرفة «ما ستقوم به الولايات المتحدة إن ارتكبت روسيا اعتداءً جديداً». ومع ذلك، واصل ترمب الضغط على كييف، قائلاً مرة أخرى إنه يأمل أن «تتحرك أوكرانيا بسرعة» للتوصل إلى اتفاق.

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال حديثها في مهرجان «أتريو» الذي ينظمه حزبها «إخوة إيطاليا» (أ.ف.ب)

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوكرانيا لن تحتاج إلى سداد القرض إلا بعد أن تدفع موسكو تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها. ويتطلب استخدام الدين المشترك قراراً بالإجماع من قبل الدول الـ27 الأعضاء في التكتل، لكن تم منح الدول المتشككة، وهي المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، إعفاءً من الالتزام لتجنب حدوث عرقلة.

أوربان: إعطاء المال يعني الحرب

أظهرت مسودة ​اطلعت عليها «رويترز»، الجمعة، أن قادة الاتحاد الأوروبي قد يوافقون ‌على الاقتراض ‌من ‌السوق ⁠بضمان ​من ‌ميزانية الاتحاد الأوروبي من أجل الإبقاء على تمويل أوكرانيا في عامي ⁠2026 و2027. ووفقاً للمسودة فإن ‌القادة لا يزالون يريدون من حكوماتهم والبرلمان الأوروبي مواصلة العمل على إعداد تمويل ​لأوكرانيا بالاستفادة من الأصول الروسية المجمدة. وجاء ⁠في المسودة التي لم يوافق عليها القادة بعد أن الاقتراض المشترك بضمان ميزانية التكتل سيستثني المجر وسلوفاكيا ‌وجمهورية التشيك.

وخلال رده على تساؤلات من صحافيين ومواطنين خلال جلسة الأسئلة والأجوبة السنوية التي يبثها التلفزيون الرسمي في موسكو، أكد بوتين مجدداً أن سعي الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأموال الحكومية الروسية يمكن أن يقوض الثقة بالأسواق المالية الدولية. وقال إن هذه القروض أدت إلى زيادة مديونية دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية النائب الأول لوزير الدفاع فاليري غيراسيموف في موسكو 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

تباينت ردود الفعل الأوروبية على الاتفاق؛ حيث إنه على الرغم من عدم موافقة جميع الدول على حزمة القروض، مع رفض المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك دعم أوكرانيا، فقد تم التوصل إلى اتفاق لم تعرقل بموجبه تلك الدول الحزمة، ووعدت بالحماية من أي تداعيات مالية. وقال رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، وهو أقرب حليف للرئيس بوتين في أوروبا والذي يصف نفسه بأنه صانع سلام: «لا أرغب في أن ينخرط الاتحاد الأوروبي في حرب». وتابع أوربان أن «إعطاء المال يعني الحرب»، ووصف أيضاً الخطة المرفوضة لاستخدام الأصول الروسية المجمدة بأنها «طريق مسدود».

المستشار الألماني ​فريدريش ميرتس (أ.ب)

ويقدر الاتحاد الأوروبي أن أوكرانيا تحتاج إلى 135 مليار يورو إضافية خلال العامين المقبلين، مع توقُّع أن تبدأ أزمة السيولة في أبريل (نيسان). وكان زيلينسكي قد اعتبر سابقاً أن كييف ستواجه «مشاكل كبيرة» إذا ما تعذّر على القادة الأوروبيين التوصّل إلى اتفاق حول استخدام هذه الأصول لتمويل أوكرانيا. وفي حال عدم التوصّل إلى اتفاق، ستفتقر كييف إلى السيولة بداية من الربع الأول من 2026.

وعلى الرغم من أن كييف قد تشعر بخيبة أمل لأن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ خطوة استخدام الأصول الروسية، فإن تأمين التمويل بطريقة أخرى يبعث على الارتياح.

وقال زيلينسكي للقادة إن كييف بحاجة إلى قرار بحلول نهاية العام، وإن وضع بلاده على أرضية أكثر صلابة يمكن أن يمنحها مزيداً من النفوذ في المحادثات لإنهاء الحرب.


ميرتس يُوفد مفاوضه إلى فلوريدا للمشاركة في محادثات السلام بأوكرانيا

المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)
TT

ميرتس يُوفد مفاوضه إلى فلوريدا للمشاركة في محادثات السلام بأوكرانيا

المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس (إ.ب.أ)

يعتزم المستشار الألماني فريدريش ميرتس إيفاد مُفاوضه المعنيّ بملف أوكرانيا جونتر زاوتر إلى ولاية فلوريدا، للمشاركة في المحادثات، المقرر إجراؤها في عطلة نهاية الأسبوع، بين الولايات المتحدة وروسيا حول التوصل إلى حل سلمي.

ووفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن مصادر حكومية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مستشار ميرتس لشؤون السياسة الخارجية سيشارك في هذه المحادثات، وبأي صيغة ستكون مشاركته. وأفادت المصادر بأنه لا يوجد، حتى الآن، أي لقاء مخطَّط له مع الجانب الروسي.

كان زاوتر قد اضطلع بدور محوري في الإعداد والمشاركة في المفاوضات التي جرت بين الأوروبيين والولايات المتحدة وأوكرانيا في العاصمة الألمانية برلين، يومي الأحد والاثنين الماضيين.

وخلال تلك المحادثات، جرى تطوير خطة أميركية من 20 نقطة تهدف إلى التوصل لتسوية سلمية بين روسيا وأوكرانيا بعد نحو أربع سنوات من الحرب.

وقد تحقَّق تقدم ملحوظ، ولا سيما فيما يتعلق ببند توفير الضمانات الأمنية في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في حين لم يسجل أي تقدم بشأن احتمال تنازل أوكرانيا عن أراض لروسيا.

وفي ميامي، يلتقي، الآن، ممثلون عن الحكومة الأميركية و«الكرملين»، لإجراء محادثات إضافية حول الخطة، كما يُنتظر عقد لقاءات أخرى بين الولايات المتحدة وأوكرانيا. وأفادت وكالة إنترفكس-أوكرانيا، نقلاً عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن المفاوضين الأوكرانيين باتوا، بالفعل، في طريقهم إلى الولايات المتحدة.

وقال: «سيكون فريقنا في الولايات المتحدة يومي الجمعة والسبت».


بوتين: أنا مستعد للتفكير في ضمان الأمن إذا أجرت أوكرانيا انتخابات رئاسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحافي (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحافي (إ.ب.أ)
TT

بوتين: أنا مستعد للتفكير في ضمان الأمن إذا أجرت أوكرانيا انتخابات رئاسية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحافي (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحافي (إ.ب.أ)

تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، بوقف الهجمات والضربات بالمُسيرات التي تطول عمق أوكرانيا يوم الانتخابات إذا نظّمت كييف الاقتراع الرئاسي الذي تطالب به كل من موسكو وواشنطن.

وقال، في مؤتمر صحافي بثّه التلفزيون: «نحن على استعداد للتفكير في ضمان الأمن أثناء الانتخابات في أوكرانيا. على الأقل الامتناع عن تنفيذ ضربات في عمق الأراضي الأوكرانية يوم الانتخابات».

وكان من المقرر أن تنتهي ولاية فولوديمير زيلينسكي في مايو (أيار) 2024، إلا أن الغزو الروسي المستمر وفرض الأحكام العرفية حالا دون إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد.

وخلال زيارة للقاهرة، ندّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف باقتراح أوروبي يقضي بتشكيل قوة متعددة الجنسيات للإشراف على أي اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا، ووصفه بأنه تهديد «وقح» لروسيا.

وقال إن «الأمر لا يتعلق كثيراً بالأمن بمقدار ما يتعلق بمحاولة أخرى، تعلمون، وقحة... لتهيئة الأراضي الأوكرانية كمنصة لتهديد روسيا الاتحادية».

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في القاهرة (إ.ب.أ)

وأعلن قادة الدول الحليفة لأوكرانيا، وبينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، هذا الأسبوع، أنهم على استعداد لنشر «قوة متعددة الجنسيات» في أوكرانيا يقودها الأوروبيون «للمساعدة على إعادة إحياء القوات الأوكرانية، وضمان أمن أجواء أوكرانيا، ودعم مناطق أكثر أماناً بما في ذلك عبر القيام بعمليات داخل أوكرانيا».

وأعربت موسكو مراراً عن رفضها فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا، محذِّرة من أنها ستعدُّها «أهدافاً مشروعة» للقوات الروسية.

على صعيدٍ ميداني، تسلمت أوكرانيا جثامين 1003 جنود من روسيا، وفق ما أعلن مقر تنسيق معاملة أسرى الحرب الأوكراني وكبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، الجمعة.

وقال الأخير إن الجانب الروسي تسلَّم، في المقابل، رفات 26 جندياً روسياً.

ورغم القتال الجاري، تتبادل أوكرانيا وروسيا جثامين الجنود بانتظام. وكانت عملية التبادل، اليوم الجمعة، الـ16 من نوعها، هذا العام.

وتسلمت كييف رفات أكثر من 15 ألف جندي. ولم تتسلم موسكو، في المقابل، إلا عدداً ضئيلاً لأن الجيش الأوكراني لا يتمكن دائماً من انتشال القتلى بسبب التقدم الروسي في الأراضي الأوكرانية.