تعزيزات عسكرية ضخمة للنظام في ريف حماة

المعارضة تقصف 3 مقار للقوات السورية والروسية في المنطقة

سكان بلدة كفرنبل بريف إدلب يتفقدون الدمار بعد غارة من الطيران الحربي الأحد الماضي (أ.ف.ب)
سكان بلدة كفرنبل بريف إدلب يتفقدون الدمار بعد غارة من الطيران الحربي الأحد الماضي (أ.ف.ب)
TT

تعزيزات عسكرية ضخمة للنظام في ريف حماة

سكان بلدة كفرنبل بريف إدلب يتفقدون الدمار بعد غارة من الطيران الحربي الأحد الماضي (أ.ف.ب)
سكان بلدة كفرنبل بريف إدلب يتفقدون الدمار بعد غارة من الطيران الحربي الأحد الماضي (أ.ف.ب)

استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية ضخمة من آليات ثقيلة وجنود ومعدات عسكرية ولوجيستية نحو مواقعها في ريف حماة الشمالي الغربي، في وقت أعلنت فيه المعارضة السورية، أمس الاثنين، عن قصفها بصواريخ «غراد» 3 مقار عسكرية تابعة لقوات النظام السوري وروسيا في ريف حماة.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تحدث عن هجمات محتملة جديدة تسعى قوات النظام والمسلحون الموالون لها بقيادة سهيل الحسن المعروف بـ«النمر»، إلى تنفيذها، بدعم من القوات الروسية، بغية استعادة المناطق التي خسرتها لصالح الفصائل في المنطقة، وذلك بعد فشل عشرات المحاولات في استعادة السيطرة على قريتي تل ملح والجبين التي أحكمت المجموعات والفصائل قبضتها عليها في 6 يونيو (حزيران) الحالي، رغم الدعم المكثف من قبل القوات الروسية وطائراتها.
وقال قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: «قصفت فصائل المعارضة اليوم (أمس) 3 مقرات تابعة لقوات النظام والمجموعات الموالية لها، حيث قصفت قاعدة (بريديج) العسكرية الروسية بصواريخ (غراد) وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم».
وأضاف القائد أن الفصائل استهدفت بصواريخ «غراد» أيضاً اجتماعاً ضم قيادات سورية وروسية عديدين في بلدة الجابرية بريف حماة الشمالي، مشيراً إلى استهداف مقر للدفاع الوطني التابع للنظام في بلدة السقيلبية بريف حماة.
وأكد القائد أن أكثر من 10 سيارات انطلقت من معسكر «بريديج» وقرية الجابرية إلى مدينة حماة وهي تحمل قتلى وجرحى لكلا الطرفين. وأضاف: «دمرت قواتنا اليوم (أمس) 4 دشم بمن فيها من عناصر وسلاح بعد استهدافها بأربعة صواريخ مضادة للدروع، وتدمير دبابة وعربة نقل جنود في بلدة الحماميات بريف حماة الشمالي».
وكشف القائد العسكري عن أن تركيا أرسلت، أمس، تعزيزات عسكرية دخلت الأراضي السورية من معبر كفر لوسين في ريف إدلب، وعددها 12 سيارة، توجهت إلى نقطة المراقبة التركية في قرية شير مغار بجبل شحشبو في ريف حماة الغربي، والتي تعرضت للقصف مرات عدة، مشيراً إلى أنه من بين التعزيزات العسكرية دخول راجمات صواريخ تركية لأول مرة.
من جانبه، قال قائد ميداني يقاتل مع القوات النظام السورية، لوكالة الأنباء الألمانية، رافضاً ذكر اسمه: «قصف مسلحو المعارضة مدينة السقيلبية بثمانية صواريخ من نوع (غراد) سقطت على منازل المدنيين، وخلفت خسائر مادية». وأشار إلى أن الجيش السوري أسقط طائرة مسيرة كانت تقوم بعمليات تصوير على طريق محردة - السقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي.
هذا؛ ورصد «المرصد السوري» قصفاً صاروخياً مكثفاً بعشرات القذائف والصواريخ نفذته الفصائل منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في كل من الحماميات ومحيطها والحويز وتل ملح والجبين والسقيلبية بريف حماة الشمالي الغربي، وذلك بالتزامن مع مرور رتل عسكري ضخم تابع لقوات النظام وصل قسم منه إلى السقيلبية.
كما شهدت مناطق خفض التصعيد قصفاً جوياً وبرياً متقطعاً، مع ارتفاع عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية منذ صباح أمس على أماكن في محور كبانة بجبل الأكراد، وكفر زيتا والأربعين وتل الجيسات والصخر بريف حماة الشمالي، ومعرة حرمة وحزارين وحيش ومحيط كفر نبل بريف إدلب الجنوبي، كما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على محور كبانة في جبل الأكراد.
يذكر أن قوات النظام بقيادة «النمر» تكبدت خسائر بشرية فادحة في معارك الاستنزاف شمال غربي حماة بغية استعادة تل ملح والجبين؛ القريتين الاستراتيجيتين اللتين تمكنت الفصائل من خلال السيطرة عليهما من قطع أوتوستراد السقيلبية - محردة. ويقول «المرصد» إن إشعال الفصائل هذه الجبهات بالإضافة لعمليات مباغتة وانغماسية في جبال الساحل، كبح جماح قوات النظام عن متابعة عملياتها العسكرية التي بدأتها في الريف الحموي وتوغلت إلى جنوب إدلب، إلا إن استنزاف قواتها عبر عمليات الفصائل أجبرها على التوقف.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.