بعد ثماني سنوات قضاها حسين مرتضى مراسلاً لقناة «العالم» الإيرانية في ساحات المعارك بسوريا، وعلى خطوط التماس، مرافقاً للميليشيات الإيرانية و«حزب الله» اللبناني، أعلن أنه فقد عمله بعد استقالته من قناة «العالم»، وقال في تصريح صحافي: «أنا خارج قناة (العالم)... أجهّز للاستقرار في الهرمل»، مشيراً إلى أنه ليس لديه أي عمل وسيتفرغ لعائلته وأولاده، ما يوحي بأنه لم يستقِلْ برضاه، وليس لديه فرصة عمل أخرى تبرر الاستقالة.
وحسين مرتضى اللبناني الجنسية من مدينة الهرمل، ولد 1972 في «تل الزعتر» بيروت، وجاء إلى العمل الإعلامي عبر المؤسسات الدينية الشيعية، حيث انتسب في طفولته إلى «جمعية كشافة الأمام المهدي»، وقبل إنهائه دراسته الثانوية انتسب إلى ما يُسمى بـ«التعبئة العامة»، وبعد إتمامه دراسته الجامعية في العلوم السياسية عُيّن مديراً لإحدى المدارس التابعة للجمعيات الخيرية الشيعية في لبنان، ثم تقدم إلى مكتب قناة «العالم» بطهران وقت انطلاقتها عام 2000، للعمل فيها، وبقي في طهران حتى عام 2010 حيث تم تعيينه مديراً ومراسلاً لمكتبها في دمشق.
مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، رافق مرتضى الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، في معارك حلب وحمص والغوطة وغيرها من المدن، وأُصِيب عدة مرات نُقِل في آخرها إلى أحد مستشفيات بيروت ليخضع لعملية جراحية. وخلال تغطيته للمعارك عُرِف بمواقفه التحريضية ضد السوريين المعارضين، وبالتشفي في الخصوم، متجاوزاً بذلك أدبيات المهنة كإعلامي ميداني عليه الالتزام بنقل الأحداث والوقائع، دون إظهار ميل مباشر لطرف من الأطراف، لكنّه تمكّن من خلال انحيازه، من حصد شعبية واسعة بين أوساط الموالين للنظام، بالإضافة إلى تمتعه بحفاوة خاصة من قبل المسؤولين في النظام، لا سيما مسؤولة الإعلام في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان.
في المقابل، حصد مرتضى كراهية ونقمة في أوساط المعارضين، وذلك على خلفية رسائله المصوّرة التي دأب على بثها عبر صفحاته الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حفلت بالتحريض والاستفزاز والتشفي والتهديد، أقساها كان تشفيه بالمهجرين، والسخرية من ركوبهم الباصات الخضراء التي خصصها النظام لترحيلهم عن مناطقهم بعد سيطرته عليها.
هذا الولاء منقطع النظير الذي أظهره حسين مرتضى لإيران و«حزب الله»، جعل نبأ استغناء قناة «العالم» عن خدماته، أو «تقديم استقالته» صادماً. «صفحة حسين مرتضى الإخبارية» أكدت الخبر وذكرت: «قدم الإعلامي اللبناني حسين مرتضى استقالته من قناة (العالم) بعد ساعات من تسلم قناة (العالم) لكافة أعمال قناة (العالم) الإخبارية في دمشق. وكانت الإدارة العامة في طهران لقناة (العالم) قد قرَّرت دمج القناتين في دمشق تحت إدارة واحدة ممثلة بقناة (العالم سوريا) التي تبث الأخبار، لكنها تركز على المنوعات، وهي لا تزال تبثّ تجريبياً ولم تكتمل برمجتها بعد». ولفتت الصفحة إلى أن مرتضى «رفض عرضاً بتعيينه مديراً عامّاً لوكالة (إيران برس) في مكتبها ببيروت. وفضل الاستقالة من العمل مع الهيئة التي تدير تلك المؤسسات». وكانت إيران قد أطلقت قناة «العالم سوريا» عام 2017، على أن تكون قناة منوّعة مستقلة عن قناة «العالم» الإخبارية، لكنها لا تزال تبث تجريبياً لغاية الآن، ولم تحقق أي حضور يُذكر، كما أن حضور قناة العالم الإخبارية في سوريا لم يؤثر على القنوات اللبنانية الأخرى المرادفة لها، والتي تدعمها إيران في المنطقة، كقناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» وقناة «الميادين» الخاصة. وعلى الأرجح جاء دمج قناة «العالم سوريا» مع «مكتب العالم الإخبارية» لترشيد النفقات، في وقت تواجه فيه إيران ضغوطاً دولية، وتخضع لعقوبات اقتصادية للحدّ من نشاطاتها الطامحة إلى مزيد من التغلغل في المنطقة العربية وتقوض استقرارها.
جدير بالذكر أن إقصاء حسين مرتضى كمراسل حربي بارز قدم خدمات كبيرة للنظام السوري خلال الحرب ليس الأول من نوعه، فقد سبق وأُقصي عدد من المراسلين الحربيين الذين لمع نجمهم خلال الحرب، وبدأت أصواتهم تعلو ضد حكومة النظام، مستندين على دعم المسؤولين العسكريين الذين توطدت علاقتهم الشخصية بهم خلال الحرب، كمراسل قناة «الميادين» في حلب، رضا الباشا، ومراسل التلفزيون السوري في حلب، شادي حلوة.
مراسل قناة «العالم» في سوريا يعود إلى الهرمل عاطلاً عن العمل
دخل المجال الإعلامي عبر مؤسسات دينية شيعية
مراسل قناة «العالم» في سوريا يعود إلى الهرمل عاطلاً عن العمل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة