مركز «راصد»: الحكومة الأردنية أنجزت 14 % من تعهداتها خلال عام

TT

مركز «راصد»: الحكومة الأردنية أنجزت 14 % من تعهداتها خلال عام

أظهر تقرير أردني محلي لمراقبة أداء حكومة عمر الرزاز، بعد عام من تشكيلها، إنجاز ما نسبته 14 في المائة فقط من تعهداتها التي أعلنت عنها منذ تشكيلها في 14 يونيو (حزيران) 2018 التي بلغت 299 تعهداً والتزاماً. وجاء التقرير الذي أعده مركز «راصد» لتنمية المجتمع المدني، أمس الأحد، بعد أيام قليلة من تقرير أعده مركز الدراسات الاستراتيجية للجامعة الأردنية الحكومي، ليظهر حصول حكومة الرزاز على ثاني أدنى تقييم بين الحكومات الأردنية المتعاقبة منذ 2011، وأن 41 في المائة من الأردنيين يعتقدون أن الحكومة غير قادرة على القيام بمسؤولياتها.
وتضمن تقرير مركز «راصد»، الذي يعد من منظمات المجتمع المدني المعتمدة في مراقبة الانتخابات في البلاد، مراقبة تنفيذ الالتزامات التي قدمتها الحكومة منذ توليها مهامها الدستورية، ومراقبة نشاطات أعضاء مجلس الوزراء، والسفرات التي قام بها الوزراء، والقرارات التي تم إصدارها من الحكومة وتصنيفها حسب المحاور، كما احتوى التقرير على دراسة ميدانية نفذها فريق إعداد التقرير للتحقق من السياسات الحكومية الخاصة بالعمل والتشغيل، وتم تتبع مجموعة من التصريحات الصحافية والتي تبين مجموعة من التناقضات، وفقا للتقرير.
وأظهرت نتائج التقرير أن الرزاز تقدم بـ299 التزاما خلال العام الأول من عمر الحكومة، استكملت تنفيذ 14 في المائة بالكامل منها، فيما وصلت نسبة الالتزامات التي يجري تنفيذها حالياً إلى 62 في المائة من مجموع الالتزامات في حين وصلت نسبة الالتزامات التي لم يتم البدء بها 24 في المائة من مجموع الالتزامات. ووفقاً للتقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فقد صنف الالتزامات التي قدمتها الحكومة إلى مجموعة من المحاور، حيث وصلت نسبة الالتزامات ضمن محور الخدمات 33 في المائة من مجموع الالتزامات، تلاه محور المال والاقتصاد حيث بلغت نسبة الالتزامات في هذا المحور 15.2 في المائة، ثم المحور التشريعي والذي وصلت نسبته إلى 10.1 في المائة من مجموع الالتزامات، ثم المحور الإداري بنسبة وصلت إلى 9.4 في المائة، ثم محور الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد بنسبة وصلت 9.1 في المائة من مجموع الالتزامات، ثم محور التشغيل والحماية الاجتماعية بنسبة 8.4 في المائة، ثم المحور المتعلق بأداء القطاع العام بنسبة 6.4 في المائة، ومن ثم المحور السياسي بـ6.1 في المائة وأخيراً محور الطاقة بنسبة 2.3 في المائة من مجموع الالتزامات.
وعلى صعيد النشاطات التي نفذها أعضاء مجلس الوزراء خلال العام الأول، وصل عدد النشاطات إلى 2409 أنشطة التي تم رصدها خلال عام، وفقاً للمواقع الرسمية للوزارات وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارات والوزراء ورئاسة الوزراء، ووكالة الأنباء الأردنية بـ«ترا»، وتم تفصيل النشاطات بين مكتبية بنسبة وصلت إلى 31 في المائة من مجموع النشاطات، وميدانية وصلت إلى 69 في المائة من مجموع النشاطات. وتتبع فريق إعداد التقرير السفرات التي شارك بها رئيس وأعضاء مجلس الوزراء خلال العام الأول، والمستخلصة من الأعداد المنشورة من الجريدة الرسمية، حيث وصل مجموع السفرات إلى 228 رحلة سفر خلال العام الأول شارك بها 39عضواً وزيراً، بالإضافة إلى رئيس الحكومة، وعند تتبع إعلان وجهة السفر تبين أن 25 في المائة من مجموع رحلات السفر لم يتم الإعلان عن وجهتها، مقارنة بـ75 في المائة رحلة سفر تم الإعلان عن وجهتها.
وأشار التقرير إلى تناقضات المواقف الحكومية بشأن توفير فرص العمل، مبيناً أن إعلان رئيس الحكومة عمر الرزاز في شهر آذار 2019 عن توفير 38 ألف فرصة عمل سنوياً تناقض مع تصريحات لاحقة تتحدث عن توفير 40 - 45 فرصة عمل سنويا، وأن الأرقام المعلنة ضمن الخطة الحكومية هي توفير 30 ألف فرصة مع نهاية 2020 بينما تم الإعلان عن عزم الحكومة توفير 60 ألف فرصة حتى نهاية 2020، لم يتحقق منها إلى الآن سوى بضعة آلاف.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة الأردنية أمس الأحد وثيقتها «الحكومة في عام... قرارات وأرقام»، والتي تضمنت أرقاماً تفصيلية في 48 صفحة حول إجمالي الأعمال الحكومية ونسبة الإنجاز. وأكدت وزيرة الإعلام الأردنية جمانة غنيمات خلال لقائها مع مديري المواقع الصحافية الإلكترونية الإخبارية أن الحكومة «جاءت على وقع تركة سنوات طويلة من المشكلات». وأعلنت غنيمات عن وثيقة تتضمن أبرز القرارات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة في كل القطاعات خلال عام، مؤكدة أن الحكومة طبقت ما تعهدت به، بحسب موقع «هلا أخبار» المحلي.
وأشارت الوزيرة إلى أن الوثيقة تعرض إجراءات الحكومة، ومؤشرات الأداء في الربع الأول من العام الحالي، ومن ثم الربع الثاني، وذلك تكريساً لمبدأ الإفصاح والشفافية والتزام الحكومة بالتعهدات التي أطلقتها وبينت أنه سيتم شرح الأسباب الموضوعية من تأخر إنجاز بعض التعهدات، مؤكدة التزام الحكومة بالعمل على توفير حلول جذرية هيكلية قابلة للاستمرارية.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.