موريتانيا... من رابع أسوأ فريق في العالم إلى التأهل لأكبر بطولة في القارة السمراء

شهدت ثورة كروية وتشارك في كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخها

المدرب مارتينز حول المنتخب الموريتاني من حالة ميؤوس منها في عالم الكرة إلى المشاركة في أعرق البطولات
المدرب مارتينز حول المنتخب الموريتاني من حالة ميؤوس منها في عالم الكرة إلى المشاركة في أعرق البطولات
TT

موريتانيا... من رابع أسوأ فريق في العالم إلى التأهل لأكبر بطولة في القارة السمراء

المدرب مارتينز حول المنتخب الموريتاني من حالة ميؤوس منها في عالم الكرة إلى المشاركة في أعرق البطولات
المدرب مارتينز حول المنتخب الموريتاني من حالة ميؤوس منها في عالم الكرة إلى المشاركة في أعرق البطولات

حتى وقت قريب، لم يكن أي شخص يتخيل وصول منتخب موريتانيا لنهائيات كأس الأمم الأفريقية، وكان البعض يرى أن الطريق الوحيد لتحقيق ذلك هو إلغاء التصفيات ووضع موريتانيا مباشرة في البطولة!
وبمعنى آخر، كانت موريتانيا تبدو حالة ميؤوساً منها في عالم كرة القدم. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2012، احتلَّت موريتانيا المرتبة رقم 206 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للمنتخبات، كأسوأ رابع منتخب في العالم، ولم يأتِ بعدها في التصنيف سوى ثلاثة منتخبات هي بوتان، وسان مارينو، وجزر تركس وكايكوس.
ومع ذلك، تأهَّلت موريتانيا لنهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخها، وستلعب مباراتها الافتتاحية في البطولة أمام مالي اليوم. وقد كانت رحلة صعود المنتخب الموريتاني من هذا التصنيف السيئ إلى التأهل لأكبر بطولة في القارة السمراء مثيرة للغاية وتستحق المتابعة.
ولم تحدث هذه الطفرة عن طريق الصدفة، إذ تطور أداء المنتخب الموريتاني بشكل لافت، وارتقى للتصنيف العالمي رقم 103 كمكافأة له على التطور الكبير الذي طرأ على مستواه خلال الفترة الماضية.
ولم تكن كرة القدم، شأنها شأن أي رياضة أخرى في حقيقة الأمر، تحظى باهتمام كبير في هذه الدولة التي يبلغ تعداد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة وتشكل الصحراء معظم مساحتها. يقول مامادو ثيام، محرر موقع «ريمسبورت» الذي حظي بمتابعة كبيرة في أعقاب الاهتمام بكرة القدم في موريتانيا في الآونة الأخيرة: «حتى قبل عامين فقط من الآن، كان من المستحيل أن تجد شخصاً يرتدي قميص المنتخب الوطني، لكن الآن تبيع المتاجر الكثير من قمصان المنتخب، وهناك حالة من الازدهار في كل شيء يتعلق بكرة القدم، وتتوقف الحياة تماماً في البلاد عندما يلعب المنتخب الوطني أي مباراة، حتى لو كانت مباراة ودية.
أنا أتابع مباريات المنتخب الوطني منذ عام 1995، ولم أكن أتخيل أن يأتي مثل هذا اليوم الذي يهتم فيه الجمهور بالمباريات بهذا الشكل. وفي معظم الأوقات، كان السؤال الرئيسي يتمثل فيما إذا كان بإمكاننا تكوين فريق جيد أم لا، لكننا كنا نتعثر وننتقل من كارثة إلى أخرى».
وخلال الفترة بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 ونوفمبر 2003. لم تفز موريتانيا في أي مباراة من المباريات الـ33 التي لعبتها. لكن موريتانيا تشهد حالياً «ثورة رياضية»، إن جاز التعبير، بقيادة أحمد يحيى، رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم، الذي شارك لأول مرة في هذه الرياضة عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره، بعدما استثمر بعض الأموال التي كسبها من شركة ناجحة في مجال صيد الأسماك لإنشاء نادي نواذيبو في المدينة التي تحمل نفس الاسم، وهي مركز ساحلي شمال العاصمة نواكشوط، وتقع بالقرب من الحدود مع الصحراء الغربية.
ومنذ ذلك الحين، عين يحيى الإسباني لويس فويرتس مشرفاً عامّاً للمنتخب الموريتاني، وأشرف على إنشاء بنية تحتية رائعة لكرة القدم، بما في ذلك إقامة كثير من الملاعب الاصطناعية. ويوجد الآن ما يقرب من 600 نادٍ في جميع أنحاء البلاد، و65 ألف لاعب مسجل في جميع المستويات.
وقد تم تحقيق ذلك بتمويل جزئي من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكنه يُعدّ في حقيقة الأمر قصة نجاح حقيقية.
اختار يحيى كورينتين مارتينز مديراً فنياً للمنتخب الوطني في أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وكان هذا الاختيار يبدو غريباً في ذلك الوقت، نظراً لأن مارتينز، الذي كان يلعب في مركز خط الوسط وخاض 14 مباراة دولية مع منتخب فرنسا، كان قد أقيل للتو من تدريب نادي بريست الفرنسي بعد ثماني هزائم متتالية. لكن اثنين من لاعبيه في نادي بريست كانا موريتانيين - أداما با وقائد المنتخب الوطني، ديالو جيديلي - وكانا معجبين بطريقة تدريبه مع النادي الفرنسي، ورشحاه ليحيى لكي يتولى قيادة منتخب موريتانيا.
التقى مارتينز ويحيى في وقت لاحق، وقال مارتينز عن هذا اللقاء: «لقد كان هناك شعور جيد على الفور. وكان من السهل أن ترى أنه كان جاداً ولديه الرغبة في القيام بشيء ما، لذلك قررتُ أن ألقي بنفسي في هذه المغامرة». وقال مارتينز في تصريحات لوسائل الإعلام الفرنسية العام الماضي: «عندما وصلت إلى موريتانيا كان هناك دوري وطني واحد، وهذا هو كل ما في الأمر. لكن ما حدث منذ ذلك الوقت يُعدّ أمراً لا يمكن تصوُّرُه، إذ أصبح هناك الآن دوري ممتاز، ودوري للدرجة الأولى، بالإضافة إلى مسابقات تحت 19 عاماً وتحت 17 عاماً وتحت 15 عاماً للرجال، فضلاً عن فرق نسائية على مستوى الكبار والناشئين.
وأصبح هناك أيضاً المزيد من الملاعب الاصطناعية وأكاديميات الناشئين على مستوى البلاد. لم أكن أنا السبب في حدوث كل ذلك، فلم تكن لي أي علاقة بالأمر. لكن هذا يعود في الأساس إلى المشرف العام على الكرة في موريتانيا ورئيس الاتحاد يحيى، الذي يتمتع بالشباب والحيوية والطموح». وفي وقت سابق من هذا العام، اختار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يحيى كأفضل مسؤول وطني في القارة.
وقاد مارتينز موريتانيا للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين مرتين متتاليتين، والآن قاد موريتانيا للتأهل لكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى في تاريخ البلاد. وعمَّت الاحتفالات جميع أنحاء موريتانيا بعد ضمان المنتخب الوطني للتأهل للبطولة بفوزه على بوتسوانا بهدفين مقابل هدف وحيد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي - وبذلك احتلت المركز الثاني في المجموعة التي ضمت أيضا كلّاً من أنغولا وبوركينا فاسو – وهو شيء لم يسبق لمارتينز أو موريتانيا أن رأوه من قبل.
وقال مارتينز، الذي كان لاعباً في نادي أوكسير عندما فاز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز ثلاث مرات: «كان هناك لاعبون ومسؤولون يبكون من الفرح. لقد كان هذا أفضل شعور انتابني في حياتي على الإطلاق».
ويضم المنتخب الموريتاني 17 لاعباً يلعبون خارج البلاد: يلعب غيدييلي وبا في تركيا الآن، والمدافع سالي سارهاس الذي رحل لتوه عن نادي سيرفيت السويسري، بينما يلعب لاعب خط الوسط الحسن العيد في إسبانيا مع الفريق الثاني بنادي بلد الوليد. لكن هداف الفريق وربما أفضل لاعبيه يلعب في موريتانيا، وهو إسماعيل دياكيتي، الذي انضم مؤخراً إلى نادي آساك كونكورد قادماً من اتحاد طنجة المغربي.
ويتمثل التحدي الآن لكرة القدم الموريتانية في تحقيق نتائج جيدة في مجموعة صعبة تضم كلاً من مالي وتونس وأنغولا، التي فازت عليها موريتانيا بهدف دون رد على ملعبها بعد أن تلقت خسارة ثقيلة في أنغولا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.


مقالات ذات صلة

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

رياضة عربية محمود حسن (تريزيغيه) سجل هدف التعادل لمصر في مرمى بوتسوانا (رويترز)

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

تعادلت مصر 1 - 1 مع ضيفتها بوتسوانا الثلاثاء لتتأهل الأخيرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية لاعبو المغرب يحتفلون بأحد أهدافهم في شباك ليسوتو (الشرق الأوسط)

تصفيات أمم إفريقيا : حلم ليبيا يتبدد.. مهرجان أهداف مغربي... وخيبة تونسية

تبدد حلم ليبيا في التأهل إلى النهائيات الأفريقية لأول مرة منذ 2012 والرابعة في تاريخها، وذلك بتعادلها سلبا مع ضيفتها رواندا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)
رياضة عربية محمد عبد الرحمن لاعب المنتخب السوداني (الشرق الأوسط)

محمد عبد الرحمن بعد تأهل السودان لنهائيات أفريقيا: شكراً للسعودية

قدم لاعب المنتخب السوداني محمد عبد الرحمن شكره لـ«السعودية» وذلك عقب تأهل صقور الجديان إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا في المغرب 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عربية منتخب ليبيا فشل في التأهل لنهائيات «أمم أفريقيا» (الشرق الأوسط)

بنين ترافق نيجيريا إلى نهائيات «أمم أفريقيا»

تأهلت بنين إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم المقررة في المغرب، بعدما تعادلت سلبياً مع ليبيا.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
رياضة عربية منتخب السودان حجز مقعده في نهائيات أمم أفريقيا (الشرق الأوسط)

السودان يتأهل لكأس الأمم الأفريقية بتعادله مع أنغولا

بلغ السودان كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025 بعدما تعادل سلبياً مع أنجولا.

«الشرق الأوسط» (بنغازي)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.