تقنية جديدة تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة بالتحكم في التلفاز بأعينهم

تربط الشركة جهاز التحكم عن بعد في الإنترنت مع نظرة عين المستخدم أو تكنولوجيا الشهيق والزفير المعاونة

جيمي كوران يستطيع التحكم بجهاز التلفاز عبر حركات العين بالاستعانة بتقنية حديثة (تريبيون ميديا)
جيمي كوران يستطيع التحكم بجهاز التلفاز عبر حركات العين بالاستعانة بتقنية حديثة (تريبيون ميديا)
TT

تقنية جديدة تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة بالتحكم في التلفاز بأعينهم

جيمي كوران يستطيع التحكم بجهاز التلفاز عبر حركات العين بالاستعانة بتقنية حديثة (تريبيون ميديا)
جيمي كوران يستطيع التحكم بجهاز التلفاز عبر حركات العين بالاستعانة بتقنية حديثة (تريبيون ميديا)

وسعت شركة «كومكاست» هذا الأسبوع من جهودها لتسهيل مشاهدة البرامج التلفزيونية على الأشخاص ذوي الإعاقة. وأطلقت الشركة تكنولوجيا جديدة تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة التي تعيق التحكم اليدوي والصوتي، بالتحكم في التلفاز بحركة العين.
وتربط الشركة جهاز التحكم عن بعد في الإنترنت مع نظرة عين المستخدم أو تكنولوجيا الشهيق والزفير المعاونة. وسوف يتمكن العملاء من تغيير القنوات والتسجيل والبحث عن البرامج بالعينين فقط. وهناك إمكانية أيضاً لاستخدام هذه التكنولوجيا في منتجات «كومكاست» التي تسهل التحكم في درجة حرارة المنزل، والإضاءة، والأمن.
والتحكم بنظرة العين مجاني، ولكن يجب على العملاء شراء معداتهم الخاصة. وعادة ما توفر شركات التأمين هذه التكنولوجيا للأشخاص الذين يعجزون عن استخدام أيديهم أو أصواتهم. وقالت أليسا براونلي، مديرة الاختبارات الإكلينيكية لدى «رابطة التصلب الجانبي الضموري في فيلادلفيا الكبرى»، إنها قد تكلف ما يصل إلى 15 ألف دولار، رغم أنه من الممكن إنشاء نظام مقابل 5 إلى 6 آلاف دولار فقط.
وعندما سألت الأشخاص المصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري: ما الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لهم؟ كان التلفاز على رأس الأولويات. وكثير منهم يجلس أمام التلفاز طوال اليوم، وقد يكون من مسببات الإحباط عدم المقدرة على تغيير القنوات عند الحاجة. وقالت السيدة براونلي: لديناً عدد من الناس في دور رعاية المسنين يرغبون بشدة في استخدام جهاز التحكم عن بعد».
وقالت أيضاً أن برنامج شركة «كومكاست» الجديد هو شيء صغير للغاية، ولكنه يفتح آفاقاً كبيرة لاستقلال حياة كثير من الناس.
وقالت جينا كوك، اختصاصية العلاج المهني لدى مركز «ماغي» لإعادة التأهيل الذي يعمل بالأجهزة المساعدة للمرضى، إن عدداً قليلاً فقط من المرضى سوف يستخدمون الواجهة الجديدة؛ لأنهم يمكنهم الاستعانة بأصواتهم في التحكم عن بعد. ويشعر المرضى المصابون بالشلل بالإحباط لعدم قدرتهم على استخدام أجهزة التحكم الصوتي عن بعد الذي جرى تطويره من قبل شركة (كومكاست) نظراً لأنه يتعين الضغط على زر معين على الجهاز مع التحدث في الوقت نفسه». وقالت أيضاً إن البرنامج الجديد قد يساعد الناس الذين يضطرون لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي التي يستحيل التحدث أثناء استخدامها.
وقدمت إيف هوبلايت، وهي مهندسة أجهزة العرض، عرضاً للتحكم بواسطة الأعين مؤخراً في مكتب شركة «كومكاست» في سنتر سيتي، بولاية فيلادلفيا. وتمت معايرة شريط صغير أسفل الحاسوب الخاص بها لمراقبة حركات العين، وقد ركزت عليه لبضع ثوانٍ على رمز الماوس، ثم انتقلت إلى الزر الذي تريد تنشيطه. ويمكن للنظام أن يفعل أي شيء يقوم به أغلب الناس باستخدام أيديهم، مثل اختيار قائمة الأفلام المحببة أو القنوات التي يفضلون مشاهدتها في أكثر الأوقات.
ولقد جعلت الأمر يبدو سهلاً. وتأكد أحد المراسلين من سهولة الاستخدام بالتركيز على الماوس، ولكنه ليس سهلاً عند الانتقال إلى أزرار أخرى. ومع ذلك، فإن النظام الجديد مخصص للأشخاص الذين يملكون المهارات العالية في استخدام تقنيات النظر. وقالت السيدة هوبلايت أن الأمر استغرق منها نحو ساعة للشعور بالارتياح مع التكنولوجيا الجديدة.
وقالت السيدة براونلي إن مرضى الرابطة يفهمون النظم والتقنيات الجديدة خلال زيارتين إلى خمس زيارات رفقة المدرب.
وقال توم ولودكوفسكي، نائب مدير إمكانات الوصول لدى شركة «كومكاست»، إن السوق المحتملة لجهاز التحكم بالعيون عن بعد هي سوق صغيرة على الأرجح. وتقدر رابطة مرضى التصلب الجانبي الضموري أن هناك نحو 16 ألفاً من المواطنين الأميركيين لديهم حالات متطورة من التصلب الجانبي الضموري في أي وقت من الأوقات، وأضاف قائلاً: «نحن لا نفعل ذلك لأغراض السوق، وإنما نفعله من واقع التزامنا بخدمات العملاء».
ولودكوفسكي، وهو من الرجال المكفوفين، مسؤول عن توسيع نطاق هذه الخدمات ليشمل الملايين من الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وأعلنت شركة «كومكاست» عن التكنولوجيا الجديدة مؤخراً، ولكن حفنة قليلة فقط من الأشخاص قاموا باختبارها منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
ومن بين المستخدمين الأوائل كان جيمي كوران (30 عاماً)، وهو أحد سكان مدينة سنتر سيتي، ويعاني من ضمور العضلات الشوكية، وكان محور مادة دعائية مصورة لشركة «كومكاست» حول المنتج الجديد.
ويمكن لكوران، وهو محلل لأبحاث السوق لدى شركة «إندبندنت بلو كروس»، الكتابة على الحاسوب والتحدث، على الرغم من أن نطقه غير الكامل من شأنه أن يسبب اللبس لبعض الأجهزة التي تعمل بالتقانة الصوتية. وهو يستطيع استخدام الهاتف، ولكنه لا يستطيع الاحتفاظ بالهاتف وجهاز التحكم عن بعد على ساقه لفترة طويلة. وعندما يرحل مقدم الرعاية، فإنه يكون عالقاً أمام قناة تلفزيونية واحدة، لا يستطيع الانتقال عنها. وقال إن الشركة وفرت له تكنولوجيا التحكم البصري بالأعين، وتعلم كيفية التعامل معها بكل سهولة.
وقال كوران أيضاً إن التكنولوجيا كانت سهلة التعلم، وإنه يستمتع بقوته الجديدة في استخدام التلفاز.
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

تكنولوجيا يعد «Daily Listen» من «غوغل» نموذجاً مثيراً لكيفية تطور الوسائط الشخصية في السنوات القادمة (أدوبي)

بودكاست من «غوغل» يُقدمه اثنان من روبوتات الدردشة فقط!

روبوتا الدردشة يناقشان مواضيع تتماشى تماماً مع اهتماماتك الخاصة بناءً على تاريخ بحثك ونشاطك.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)

خاص مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

يعدّ سعد توما مدير عام «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن الذكاء الاصطناعي «ليس مجرد أداة أخرى، بل ورشة عمل بأكملها».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

إليكم بعض أبرز الابتكارات التي تكشف عنها كبريات شركات التكنولوجيا خلال أيام المعرض الأربعة في مدينة لاس فيغاس.

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».