دعم «معنوي» ألماني لـ«هواوي»

وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير (رويترز)
وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير (رويترز)
TT

دعم «معنوي» ألماني لـ«هواوي»

وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير (رويترز)
وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير (رويترز)

التقى وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير الجمعة مؤسس شركة هواوي العملاقة للاتصالات، رين شينجفي، في شنغهاي. وذكرت مصادر من الوفد الألماني أن اللقاء جرى في الفندق الذي يقيم فيه الوزير في المدينة الواقعة شرقي الصين، في إطار جولته الصينية التي تستغرق ثلاثة أيام.
وفي ظل الجدل الدائر حول الشركة الرائدة في شبكات الاتصالات وثاني أكبر شركة منتجة للهواتف الذكية، سعى الوزير الألماني خلال محادثاته مع مؤسسة هواوي إلى توضيح متطلبات الأمن التي تريد ألمانيا تلبيتها خلال توسيع شبكات الجيل الخامس من الاتصالات الجوالة.
وتحدث الوزير عن «لقاء طبيعي للغاية» تم بناء على رغبة هواوي. وقال ألتماير قبل اللقاء في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «من البديهي أن تتمكن شركة، تنشط على هذا المدى في ألمانيا، من توضيح رؤيتها للأمور للوزير المختص... أتمنى أيضا أن يكون لشركة ألمانية كبيرة تواصل مع حكومات في دول أخرى».
وتأمل هواوي في المشاركة في توسيع شبكات الجيل الخامس في ألمانيا، إلا أن الولايات المتحدة لديها مخاوف أمنية تجاه تقنيات الشركة، التي دخلت في خط المواجهة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وبسبب مخاوف من التجسس، تحذر الولايات المتحدة ألمانيا ودول أخرى أيضا من استخدام تقنيات هواوي في الاتصالات. وقد يكون لتصرف ألمانيا في هذا الصدد تأثير دلالي لدول أخرى.
وأعرب ألتماير عن معارضته «للقرارات التعسفية» بحق هواوي، وقال عقب لقائه رين إنه يتعين على كافة الشركات في اقتصاد السوق الوثوق في أنها ستتلقى معاملة وفقا للقانون.
وأضاف ألتماير خلال ندوة مع طلاب من جامعة «تونجي» في شنغهاي أن الحوار مع مؤسس هواوي كان موضوعيا للغاية ومفيدا لتبادل المعلومات، وأضاف: «أرى ذلك عملية طبيعية تماما».
وأكد ألتماير خلال حديثة مع الطلاب ضرورة أن تكون شبكات الاتصال الخلوي آمنة وجديرة بالثقة، موضحا أن الشركات المشاركة في المناقصة لتوسيع شبكات الجيل الخامس في ألمانيا لن يكون بإمكانها المشاركة في هذا المشروع إلا إذا حصلت على شهادة أمنية.
وذكر ألتماير أن الهيئة الاتحادية لأمن تكنولوجيا المعلومات تطور معايير للمعدات والبرامج لاعتماد معدات شركات أوروبية وصينية وأميركية، وقال: «هذا التطوير ضروري وفي الاتجاه السليم... النقاط المحورية في هذه المعايير هي أمن الاتصالات في ألمانيا وحماية بيانات المواطنين والتأكد من الالتزام بالقانون الألماني... اتفقنا على ألا يتم اتخاذ القرار من منطلق سياسي، بل بناء على معايير أمنية واضحة عبر اعتماد المعدات والبرامج».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب صعد من خلافه مع هواوي؛ حيث قررت إدارته فرض عقوبات على هواوي، بما في ذلك منع الشركات الأميركية من التعامل معها من دون الحصول على إذن مسبق من وزارة التجارة الأميركية، وهو ما يعني أن هواوي لن تتمكن من الحصول على الكثير من احتياجاتها من شركات التكنولوجيا والإلكترونيات الأميركية، مثل «كوالكوم» و«إنتل» و«غوغل» و«مايكروسوفت».
وعقب لقائه مؤسس هواوي، زار ألتماير في يومه الثالث والأخير من الجولة مركز التطوير التابع لشركة «بي إم دابليو» الألمانية لصناعة السيارات في شنغهاي، الذي يعمل على تطوير حلول للقيادة الذاتية. كما ألقى ألتماير خطابا عن اقتصاد السوق الاجتماعي في جامعة تونجي.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)

من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

«آيفون 16» من «أبل» يقف في تحدٍّ واضح أمام الهاتف الأول في العالم ثلاثي الطيات من «هواوي».

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد عملاء يتسوقون في متجر «هواوي» الرئيسي في بكين (رويترز)

«هواوي» تسجل أرباحاً قياسية في النصف الأول من العام

أعلنت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «هواوي» عن قفزات كبيرة في إيراداتها وصافي أرباحها في النصف الأول من العام يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا سلمى بشير الرشيدي أول فائزة بكأس «AppGallery Gamer Cup (AGC)»

أول فتاة سعودية تفوز ببطولة كأس «AGC» في متجر هواوي بالرياض

بطولة كأس «AppGallery Gamers Cup (AGC)» هي إحدى المبادرات الرائدة في مجال الرياضات الإلكترونية بدعم من متجر تطبيقات هواوي.

نسيم رمضان (لندن)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.