حكومة العبادي تنال الثقة بلا حقيبتي الدفاع والداخلية

علاوي والمالكي والنجيفي نوابا للرئيس العراقي

بعض ممثلي ورؤساء الأحزاب الكردية ورئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني وعضوين من الوفد المفاوض مع بغداد لتشكيل الحومة المركزية هوشيار زيباري وفرياد رواندوزي، أثناء اجتماعهم التشاوري في مقر حركة التغيير بالسليمانية أمس بحضور رئيس الحركة نوشيروان مصطفى (الصورة من موقع سبه ى)
بعض ممثلي ورؤساء الأحزاب الكردية ورئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني وعضوين من الوفد المفاوض مع بغداد لتشكيل الحومة المركزية هوشيار زيباري وفرياد رواندوزي، أثناء اجتماعهم التشاوري في مقر حركة التغيير بالسليمانية أمس بحضور رئيس الحركة نوشيروان مصطفى (الصورة من موقع سبه ى)
TT

حكومة العبادي تنال الثقة بلا حقيبتي الدفاع والداخلية

بعض ممثلي ورؤساء الأحزاب الكردية ورئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني وعضوين من الوفد المفاوض مع بغداد لتشكيل الحومة المركزية هوشيار زيباري وفرياد رواندوزي، أثناء اجتماعهم التشاوري في مقر حركة التغيير بالسليمانية أمس بحضور رئيس الحركة نوشيروان مصطفى (الصورة من موقع سبه ى)
بعض ممثلي ورؤساء الأحزاب الكردية ورئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني وعضوين من الوفد المفاوض مع بغداد لتشكيل الحومة المركزية هوشيار زيباري وفرياد رواندوزي، أثناء اجتماعهم التشاوري في مقر حركة التغيير بالسليمانية أمس بحضور رئيس الحركة نوشيروان مصطفى (الصورة من موقع سبه ى)

عبر جلسة ساخنة تخللتها الكثير من المشاحنات والمشادات والمفاوضات الجانبية صوّت البرلمان العراقي مساء أمس على برنامج حكومة حيدر العبادي للسنوات الأربع المقبلة مع التصويت على الوزراء باستثناء حقيبتي الدفاع والداخلية.
وبينما عبّر عدد من النواب عن اعتراضهم على عدم الاتفاق على وزيري الدفاع والداخلية بسبب استمرار الخلافات السياسية فقد تعّهد العبادي أمام أعضاء البرلمان بإجراء المزيد من الحوارات مع الكتل السياسية للاتفاق على وزيرين للدفاع والداخلية وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق فإنه سيرشح وزيرين ويطلب من البرلمان التصويت عليهما.
بدوره، أعطى التحالف الكردستاني موافقة مشروطة على حكومة العبادي لمدة ثلاثة أشهر بعد أن عرض موقف القيادة الكردستانية من البرنامج الحكومي الذي عرضه العبادي والذي لم يتضمن الكثير من المطالب الكردية.
وفي سياق منح الثقة لحكومة العبادي فإن أبرز الشخصيات التي دخلت في هذه التشكيلة هم هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق الذي أصبح نائبا لرئيس الوزراء وإبراهيم الجعفري وزيرا للخارجية والقيادي الكردي روز نوري شاويس وزيرا للمالية وباقر جبر الزبيدي القيادي البارز في المجلس الأعلى الإسلامي وزيرا للنقل وعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق وزيرا للنفط.
كما صوت البرلمان العراقي على منح الثقة لنواب رئيس الجمهورية وهم نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق) وأسامة النجيفي (رئيس البرلمان السابق) وإياد علاوي (رئيس الوزراء الأسبق). وإضافة إلى زيباري صوت البرلمان لصالح المطلك وبهاء الأعرجي نائبين إضافيين لرئيس الوزراء.
من ناحية ثانية، وبعد اجتماع امتد لأكثر من ست ساعات في السليمانية بحضور ممثل عن الولايات المتحدة والأمم المتحدة، خرج القادة الأكراد بشروط ستة للمشاركة في الحكومة العراقية الجديدة مع منح مهلة ثلاث أشهر لها لتنفيذ هذه الشروط.
وقال هوشيار زيباري، رئيس لجنة التفاوض الكردية، في مؤتمر صحافي عقده مع أعضاء اللجنة التفاوضية الكردية عقب انتهاء اجتماعهم مع القيادة السياسية الكردية إن الأكراد قرروا المشاركة في حكومة العبادي وإعطاءها فرصة ثلاث أشهر لتنفيذ مطالب الأكراد. وتابع زيباري أن الأكراد حصلوا على ضمانات دولية وإقليمية وداخلية تؤكد لهم أن حكومة العبادي لن تكون كالحكومة السابقة في تصرفاتها ضد الأكراد، مشددا بالقول: «بقرارنا هذا برهنا للعالم أن الأكراد لم يكونوا أبدا معرقلا أمام تحقيق السلام والأمن والاستقرار والديمقراطية في العراق. نحن دائما نمثل العامل المساعد والمساهم في تحقيق ذلك».
من جانبه تلا فرياد راوندزي، المتحدث باسم اللجنة التفاوضية الكردية، جاء فيه «أبدينا المرونة في التفاوض مع الأطراف الأخرى، وكردستان قررت المشاركة في الحكومة العراقية مقابل التزام بغداد بتنفيذ النقاط التي حددتها القيادية السياسية الكردية خلال مدة ثلاث أشهر، وهي كالآتي: أولا إيقاف البرنامج الحكومي المقدم من قبل حيدر العبادي من أجل مناقشته من قبل كافة الأطراف وإعادة صياغته مرة أخرى بما يضمن العدالة في تحديد حصة الأكراد من المناصب الوزارية، وتشكيل لجنة مشتركة من قبل رئاسة إقليم كردستان والحكومة العراقية لإعادة الديون المترتبة على بغداد لإقليم كردستان والمتضمنة ميزانية الإقليم من الشهر الأول للعام الحالي وحتى الشهر الثامن، ومناقشة قضية النفط والغاز والواردات الأخرى الموجودة، ومعالجة كافة المشكلات النفطية بين أربيل وبغداد، إلى جانب معالجة الخلافات حول المادة 140 الدستورية وقوات البيشمركة وإكمال تأسيس الدولة الاتحادية على أساس استقلالية كافة السلطات، وصرف المستحقات المالية لإقليم كردستان ويحق للقيادة السياسية في الإقليم اتخاذ كافة الخطوات التي تراها مناسبة لذلك.
وفي مستهل جلسة البرلمان أمس تلا العبادي برنامج حكومته الذي شمل المجالات السياسية والاقتصادية والخدمية والأمنية والبشرية. وسلم العبادي البرنامج الحكومي مع كلمة له إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري، الذي سلمها بدوره إلى أعضاء البرلمان العراقي للاطلاع عليها بالتزامن مع جلسة التصويت لنيل الثقة على الحكومة أمس.
ويتضمن البرنامج الحكومي عدة فقرات موزعة على أبواب تتضمن متطلبات البرنامج للسنوات المقبلة من حيث الالتزام بالدستور ووثيقة الاتفاق السياسي وخطة التنمية الخمسية. وفيما تضمن البرنامج خطة طارئة لما تبقى من العام الحالي، فإن الخطة الحكومية المقترحة تبدأ من عام 2015 - 2018 وتتضمن ما يلي: أولا خطة طارئة لمعالجة مشكلة النزوح في البلاد. وثانيا تكييف خطة التنمية الوطنية.
وفي إطار أولويات البرنامج الحكومي فإنه ركز على أمن العراق واستقراره والمستوى الخدمي والمعيشي وزيادة إنتاج النفط والغاز وتنظيم العلاقات الاتحادية - المحلية. وعلى صعيد الإصلاح الحكومي فقد تضمن البرنامج ما يلي: تبني منهج للإصلاح المؤسساتي وإنجاز برنامج الإصلاح الإداري والإصلاح الاقتصادي والمالي ومكافحة الفساد. وعلى صعيد عملية التحول نحو القطاع الخاص فقد تضمن البرنامج إعادة تأهيل الصناعات المملوكة للدولة وتوفير البنى التحتية مثل الكهرباء والنقل والاتصالات.
كما تضمن البرنامج خطة للنهوض بمتطلبات التنمية البشرية مثل التعليم والصحة والبيئة والأمان الاجتماعي وتعزيز دور المرأة وتفعيل عمل منظمات المجتمع المدني.
أما على الصعيدين العربي والدولي، فقد تضمن البرنامج خطة لتطوير العلاقات مع الدول وزيادة أواصر التعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات العربية.

* تشكيلة حكومة العبادي

- حيدر العبادي رئيسا للحكومة
- صالح المطلك وهوشيار زيباري وبهاء الأعرجي نوابا لرئيس الحكومة
- إبراهيم الجعفري وزيرا للخارجية
- حسين الشهرستاني وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي
- روز نوري شاويس وزيرا للمالية
- عادل عبد المهدي وزيرا للنفط
- سلمان الجميلي وزيرا التخطيط
- حيدر الزاملي وزيرا للعدل
- محمد مهدي البياتي وزيرا لحقوق الإنسان
- فلاح حسن زيدان وزيرا للزراعة
- نصير العيساوي وزيرا للصناعة
- قاسم الفهداوي وزيرا للكهرباء
- طارق الخيكاني وزيرا للإعمار والإسكان
- باقر جبر وزيرا للنقل
- كاظم حسن راشد وزيرا للاتصالات
- محمد شياع السوداني وزيرا للعمل
- عديلة حمود وزيرة للصحة
- قتيبة الجبوري وزيرا للبيئة
- محمد إقبال وزيرا للتربية
- ملاس عبد الكريم الكسنزاني وزيرا للتجارة
- فارس يوسف ججو وزيرا للعلوم
- فرياد راوندزي وزيرا للثقافة
- عبد الحسين عبطان وزيرا للشباب والرياضة
- أحمد الجبوري وزيرا للدولة لشؤون المحافظات وشؤون مجلس النواب
- عبد الكريم عيلان وزيرا للبلديات
- جواد الشهيلي وزيرا للموارد المائية
يذكر أن الشهيلي الذي رشحته كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري لحقيبة الموارد المائية لم يستدع لمنح الثقة, الأمر الذي أثار استغراب الصدريين.



إسرائيل تدرس خياراتها في الرد على الحوثيين وتبدأ برسم «صورة استخباراتية»

شخص يفحص منزلاً متضرراً في تل أبيب بالقرب من مكان سقوط صاروخ أطلق من اليمن فجر السبت (إ.ب.أ)
شخص يفحص منزلاً متضرراً في تل أبيب بالقرب من مكان سقوط صاروخ أطلق من اليمن فجر السبت (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تدرس خياراتها في الرد على الحوثيين وتبدأ برسم «صورة استخباراتية»

شخص يفحص منزلاً متضرراً في تل أبيب بالقرب من مكان سقوط صاروخ أطلق من اليمن فجر السبت (إ.ب.أ)
شخص يفحص منزلاً متضرراً في تل أبيب بالقرب من مكان سقوط صاروخ أطلق من اليمن فجر السبت (إ.ب.أ)

تدرس إسرائيل خياراتها للرد على الهجمات الحوثية المتكررة ضدها في الأيام القليلة الماضية، وآخرها صاروخ سقط وأدى إلى أضرار وإصابات فجر السبت.

البداية وفق قراءة لخبراء ومحررين عسكريين في الإعلام الإسرائيلي تتمثل في رسم صورة استخباراتية، ومع ذلك فإنها تواجه عدة مشكلات، بعدّ الجبهة أولا، وثانيا أنها لم تكن ضمن اهتمامات إسرائيل الاستخباراتية، لكنها (أي الضربات الحوثية) شجعت المطالب في إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.

أطلق الحوثيون فجر السبت وتحديداً في الساعة 3:44 فجراً بالتوقيت المحلي صاروخاً باليستياً سقط في تل أبيب، وذلك بعد يومين من إطلاقهم صاروخاً آخر.

وقال مسعفون إن 16 شخصاً أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة شظايا الزجاج، بينما أصيب 14 شخصاً بكدمات في أثناء هرعهم إلى الملاجئ. وهذه هي المرة الثانية خلال يومين التي يتسبب فيها صاروخ أطلقه الحوثيون في انطلاق صفارات الإنذار وسط إسرائيل في منتصف الليل، وبجبر ملايين على الاختباء.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً أطلق من اليمن سقط في تل أبيب، قائلاً إن «محاولات اعتراضه باءت بالفشل». وأضاف أنه يجري التحقيق في تفاصيل الحادث.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن التحقيق الأولي لسلاح الجو يظهر أنه تم إطلاق صاروخ اعتراضي من منظومة «حيتس» بداية، لكنه فشل في اعتراض الصاروخ الباليستي خارج الحدود، ثم تم تفعيل القبة الحديدية وفشلت كذلك.

خدمات الطوارئ الإسرائيلية جنوب تل أبيب في موقع سقوط صاروخ حوثي أطلق على إسرائيل فجر السبت (رويترز)

وأكد خبراء عسكريون في إسرائيل أن الرشقات الأخيرة لصواريخ الحوثي كشفت عن ثغرات أمنية خطيرة في أنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية.

احتمالات فشل الاعتراض

كتب المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، متسائلاً: «لماذا لم تتمكن أي من طبقات الدفاع الجوي من اعتراض التهديد، خاصة أن الخطر قد يتفاقم إذا امتلكت إيران رؤوساً حربية نووية».

وأكد بن يشاي أنه ثمة «ثغرة خطيرة ومهددة في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، سواء في الجبهة المدنية أو العسكرية»، وأرجع الفشل لسببين محتملين، الأول: أن الصاروخ أُطلق في مسار باليستي «منخفض» وربما من جهة غير متوقعة، ومن ثمّ لم تتمكن محطات التحذير من اكتشافه، والسبب الثاني، الذي يبدو أكثر احتمالاً، هو أن الإيرانيين تمكنوا من تطوير رأس حربي قادر على المناورة، ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بمناورة (أي بتغيير المسار) حتى يصيب الهدف الذي تم تحديده. وأضاف: «يبدو أن الإيرانيين طوروا مع الحوثيين طريقة لإطلاق هذه الصواريخ في مسار باليستي منخفض، مما يجعل من الصعب اعتراضها».

وبينما تجري إسرائيل تحقيقات حول الفشل في الاعتراض، فإنها تدرس طبيعة الرد وحجمه ومكانه.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر الحوثيين في الهجوم الذي سبق هجوم السبت بيومين بأنه سيفهمهم بالطريقة الصعبة.

لكن المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، آفي أشكنازي، قال إنه يجب أن ننظر إلى الواقع بعيون مفتوحة وأن نقول بصوت عالٍ إن إسرائيل لا تستطيع التعامل مع تهديد الحوثيين من اليمن، وقد فشلت أمامهم.

وعدّ أشكنازي أن إسرائيل استيقظت متأخرة جداً أمام التهديد من الشرق، وتعاني من صعوبة في مواجهة تهديد الحوثيين، في الدفاع وفي الهجوم. وأكد أشكنازي أن إسرائيل لم تكن جاهزة استخباراتياً ودبلوماسياً لمواجهة تهديد الحوثيين من اليمن، وقد استفاق الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات، متأخراً أمام هذا التهديد، ومؤخراً فقط بدأ جهاز الموساد في محاولة جمع المصادر، وبناء صورة استخباراتية عن الحوثيين، وهذا هو السبب في أن الضربات الثلاث التي شنها سلاح الجو ضد الحوثيين كانت مجرد جولات من العلاقات العامة والقليل من الألعاب النارية، وأقل بكثير من نشاط حقيقي يؤدي إلى أضرار عسكرية حقيقية تخلق توازناً للرعب، أو نوعاً من الردع ضد الحوثيين.

إيران و«الاستثمار» في الحوثيين

كانت 14 طائرة مقاتلة إلى جانب طائرات التزود بالوقود وطائرات التجسس حلقت مسافة نحو 2000 كيلومتر يوم الخميس، وألقت أكثر من 60 ذخيرة على أهداف عسكرية للحوثيين هدفت إلى شل حركة المواني الثلاثة التي تستخدمها الجماعة المدعومة من إيران. وشملت الأهداف مستودعات الوقود والنفط ومحطتين لتوليد الطاقة وثماني قواطر بحرية تستخدم في المواني التي يسيطر عليها الحوثيون.

لكن مع تعقيد الرد في اليمن، نبهت «معاريف» إلى أن الحوثيين يحصلون على دعم ومساندة من الإيرانيين، الذين استثمروا في الأسابيع الأخيرة بعد انهيار المحور الشيعي، بشكل أكبر في الحوثيين، وجعلوا منهم المنظمة الرائدة في المحور.

وقالت الصحيفة إن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يتم إطلاقها من اليمن هي من إنتاج إيران، وكذلك التحسينات على الصواريخ الباليستية التي تتمكن من التغلب على صواريخ «حيتس» التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية، وعدّ أشكنازي أن قصف خزان وقود أو بعض القاطرات القديمة في ميناء صغير باليمن هو بالضبط مثل قصف كثيب رملي في غزة، أو مركز كرتوني لـ«حماس» أمام ناحل عوز، مؤكداً: «إسرائيل يجب أن تتخذ قراراً حقيقياً بالتحرك بحسم. ليس فقط في اليمن، بل أيضاً ضد من يقفون وراء الأنشطة الحوثية، الذين وفقاً للمعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، لا يوجدون في صنعاء بل في طهران... فهل تضرب إسرائيل طهران؟».

أشخاص يتركون منازلهم بعد الإنذار بالصاروخ في تل أبيب السبت (أ.ف.ب)

بدورها، حذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» من أن خطر الرؤوس الحربية المناورة للصواريخ الإيرانية الثقيلة والطويلة المدى سيصبح أكبر بكثير ويمثل خطراً وجودياً بالنسبة لإسرائيل، إذا تمكنت إيران من تطوير رأس حربي نووي لهذه الصواريخ.

وقالت القناة «12» إنه في الأشهر الأخيرة، تغير الشرق الأوسط إلى حد لا يمكن التعرف عليه، وتم فتح نافذة من الفرص في سماء المنطقة. وأكدت القناة في تقرير مطول أنه بينما تعمل إسرائيل على إعادة ترسيخ قوتها في المنطقة وتحديث خططها العملياتية للهجوم على إيران، أصبحت طهران مكشوفة بعد أن تعرض نظام دفاعها الجوي لأضرار بالغة، ولكنها تستمر في تخصيب اليورانيوم وربما تكون جاهزة لصنع قنبلة ذرية. وتساءلت القناة: «هل تقترب إسرائيل من شن هجوم وقائي على المنشآت النووية الإيرانية»، مجيبة بأنه على خلفية الاضطرابات في الشرق الأوسط والضعف المتزايد الذي تعاني منه إيران، تتعالى الأصوات في إسرائيل التي تتحدث عن «نافذة فرصة» تاريخية لتدمير البرنامج النووي.

وقال التقرير إن المحور الشيعي، المصمم لخنق إسرائيل، ينهار، لكن أجهزة الطرد المركزي في طهران تستمر في الدوران بوتيرة مذهلة، إلى ما هو أبعد بكثير من الخط الأحمر الذي رسمه نتنياهو في الأمم المتحدة عام 2012.

وأضاف التقرير: «للمرة الأولى منذ الهجوم الذي لم يتم في عام 2012، احتمال وقوع هجوم على المنشآت النووية عاد إلى الطاولة»، وبحسب القناة «12» فإنه «حتى في الجيش الإسرائيلي يتحدثون علناً عن الاستعداد لما قد تكون المهمة التالية».

حطام أثاث داخل غرفة بمنزل في أعقاب سقوط الصاروخ على تل أبيب السبت (رويترز)

وقال راز زيمت، الخبير في شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي للقناة «12»: «في أي هجوم إسرائيلي على إيران، يجب أخذ ثلاثة عناصر رئيسية في الاعتبار، الأول هو الموقف الأميركي، لأنه حتى لو قمنا بخطوة مشتركة مع الأميركيين، أو لم نفعل ذلك، فلا يمكن أن يتم ذلك من دون التنسيق مع الأميركيين أو على الأقل الحصول على ضوء أخضر منهم. والعنصر الثاني هو القدرات العملياتية لإسرائيل، والثالث، نتيجة الهجوم وما سيحدث بعده». وتدرك القوات الجوية أنهم قد يعودون إلى الأراضي الإيرانية قريباً جداً، وهذه المرة للقيام بمهمة تدربوا عليها منذ عقود. لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، تم فتح ممر جوي إلى أراضي الجمهورية الإسلامية في سماء الشرق الأوسط، خالياً تقريباً من التهديدات، وهو ممر تحرص القوات الجوية على «صيانة دورية» له من خلال هجمات شبه يومية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان.

وقالت القناة «12» إن الجيش الإسرائيلي يقدّر أن الواقع الجوي الجديد سيساعد في هجوم مستقبلي على المنشآت النووية في إيران.

وتابع التقرير: «من وجهة نظر إسرائيل، فإن سقوط نظام الأسد وانهيار حلقة النار الإيرانية يغيران ميزان القوى في الشرق الأوسط».