ارتفاع أسعار النفط بعد إسقاط إيران «طائرة أميركية مسيرة»

إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية رفع سعر النفط عالميا (أ.ب)
إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية رفع سعر النفط عالميا (أ.ب)
TT

ارتفاع أسعار النفط بعد إسقاط إيران «طائرة أميركية مسيرة»

إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية رفع سعر النفط عالميا (أ.ب)
إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية رفع سعر النفط عالميا (أ.ب)

سجلت أسعار النفط ارتفاعا كبيرا اليوم (الخميس) في الأسواق العالمية بعد أن أعلنت إيران إسقاط طائرة استطلاع مسيّرة تابعة للبحرية الأميركية قرب مضيق هرمز الذي يشكل ممرا رئيسيا لشحنات النفط.
كما تعززت أسعار النفط بعد أن أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه قد يخفض أسعار الفائدة قريبا، فيما انخفض الدولار وعائدات الخزينة الأميركية.
وقال المحلل نيل ويلسون في موقع «ماركتس دوت كوم» للتعاملات: «ارتفع سعر النفط بعد تقارير عن إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة». وأضاف: «سيزيد ذلك من التوترات في المنطقة ويدعم أسعار النفط على المدى القصير».
وفي تعاملات الصباح المتأخرة سجل سعر برنت بحر الشمال في سوق لندن تسليم شهر أغسطس (آب) ارتفاعا بمقدار 1.49 دولار أو 2.4 في المائة ليصل إلى 63.31 دولار للبرميل. كما ارتفع نفط غرب تكساس المتوسط في سوق نيويورك تسليم يوليو (تموز) بمقدار 1.49 دولار للبرميل أو ما نسبته 2.8 في المائة، ليصل سعر البرميل إلى 55.25 دولار.
وكان سعر النفط سجل انخفاضاً طفيفاً (الأربعاء) رغم أن البيانات الرسمية أظهرت انخفاضا في المخزونات الأميركية، ما يشير إلى زيادة الطلب، وأنباء عن أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وغيرها من الدول بقيادة روسيا وافقت على موعد لمناقشة إجراء مزيد من الخفض على الإنتاج.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم، إسقاط «طائرة تجسس أميركية مسيرة» لدى اختراقها المجال الجوي لإيران، في محافظة هرزمكان في الجنوب.
وقال اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني إن انتهاك حدود جمهورية إيران يمثل «خطا أحمر».
وأدانت الخارجية الإيرانية بشدة انتهاك طائرة مسيرة أميركية لمجالها الجوي، وحذرت من «رد فعل قوي على مثل هذه التحركات المستفزة».
بينما أكد الجيش الأميركي، إسقاط إحدى طائراته المسيرة بنيران الحرس الثوري الإيراني، لكنه قال إن الواقعة حدثت في المجال الجوي الدولي، رافضاً رواية إيران عن أن الطائرة كانت تحلق فوق أراضيها.
وقال بيل أوروبان الكابتن في البحرية الأميركية: «التقارير الإيرانية بأن الطائرة كانت فوق إيران زائفة».
وحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): «فقد كان هذا هجوماً لم يسبقه استفزاز على طائرة مراقبة أميركية في المجال الجوي الدولي».



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.