المخابرات الإسرائيلية تنسّق مع نظيرتها الأميركية لتوقعها إقدام إيران على {خطوة يائسة} وضرب تل أبيب

TT

المخابرات الإسرائيلية تنسّق مع نظيرتها الأميركية لتوقعها إقدام إيران على {خطوة يائسة} وضرب تل أبيب

عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، للمرة الثانية خلال أربعة أيام، بالتزامن مع تسرب تقارير للإعلام تفيد بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطلب تكثيفاً للتنسيق مع القيادات الأمنية الأميركية إزاء مخططات إيران لمواجهة ضغوط واشنطن. وتفيد التقارير بأن طهران، التي تعرف بأنها لن تصمد أمام صدام حربي مع الأميركيين «سوف تقدم على عمليات يائسة عدة» لضرب حلفاء الولايات المتحدة، وإسرائيل في مقدمة أهدافها.
مصادر مقربة من المخابرات في تل أبيب، أفادت أمس بأن «هناك شعوراً بخيبة أمل كبيرة لدى النظام في طهران من عدم نجاحه حتى الآن في إرغام الأميركيين على إعادة دراسة العقوبات الشديدة التي فرضوها على إيران والشركات التي تتاجر معها، والتي تسببت بأزمة اقتصادية شديدة. وعلى هذه الخلفية، لا تستبعد المخابرات الإسرائيلية إمكانية أن يحاول الإيرانيون المبادرة إلى استفزاز إسرائيل، من أجل تصعيد أجواء الأزمة الإقليمية، وإلزام إدارة ترمب بإعادة دراسة خطواتها بسرعة».
من جهة أخرى، ذكرت مصادر إعلامية، أمس، أن قيام نتنياهو بدعوة «الكابينيت» إلى الاجتماع مرتين في غضون أسبوع واحد أمر غريب وغير مألوف، وبخاصة أن نتنياهو يمتنع في العادة عن دعوة «الكابينيت» إبان فترة المعارك الانتخابية. وأكدت أن الأبحاث في اجتماعي «الكابينيت» تركزت على التطورات المحتملة من جراء التوتر الأميركي - الإيراني الحاصل في الخليج، وأنه تتعزز التقديرات في الاستخبارات الإسرائيلية والغربية بأن «إيران قد تصعّد قريباً المواجهة مع الولايات المتحدة والعمل على إقحام إسرائيل فيها».
هذا، وكان الخبير العسكري، عاموس هرئيل، قد نقل على لسان مسؤولين مقربين من «الكابينيت»، أن «التقديرات السابقة في إسرائيل والغرب، التي تحدثت عن أن إيران ستنتظر انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2020، وأنها تأمل خسارة ترمب وصعود إدارة أخرى تخفّف السياسة الأميركية المتشددة الحالية، قد تغيرت. وبعد سلسلة الهجمات التي نفذتها على سفن وناقلات نفط في الخليج، وهجمات بطائرات من دون طيار استهدفت مواقع نفطية سعودية، تبين أن طهران غيّرت توجّهها وباتت تسرّع خطواتها، بأمل أن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات».
وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه بسبب الإخفاق في التوصل إلى أي تسوية وبطء الخطوات المتعلقة بالأزمة، فإن «إيران قد تقرّر المبادرة إلى تصعيدها، ويمكن أن يحدث بواسطة جرّ إسرائيل إلى قلب التطورات أيضاً». وتشير المصادر إلى أن نتنياهو بات يقلل من تصريحاته في الشأن الإيراني بعدما بدأ يعلو اللهيب. فهو، الذي يتباهى بأنه أقنع ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي، وتسبب بذلك بالأزمة الحالية، يمتنع عن إطلاق تصريحات صاخبة ضد إيران، ويطلق تصريحات أقرب إلى ضريبة الشفاه منها إلى التهديد الحربي. وتقدر المخابرات الإسرائيلية أن تعمل إيران من خلال إحدى المنظمات الموالية لها في المنطقة، مثل الميليشيات الشيعية، التي ينتشر أفرادها في جنوب سوريا، أو «حتى من خلال عملية ينفذها (حزب الله) أو جهات مرتبطة بالحزب في جنوب لبنان».
جدير بالذكر، أن الجيش الإسرائيلي سيجري مناورتين عسكريتين واسعتي النطاق، خلال الأسبوع الحالي، بمشاركة قوات نظامية وقوات احتياط إلى جانب تدريب لسلاح الجو. وقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي لمراسلين عسكريين، أمس، إن المناورة تحاكي «سيناريو» حربياً في جبهات عدة، ويشمل هجمات كثيرة خلال وقت قصير، في موازاة دعم القوات البرية. كذلك، يتدرّب الطيران الحربي الإسرائيلي، في هذه المناورة، على مواجهة المضادات الجوية، وبينها منظومتا صواريخ «إس 300» و«إس 400».
ولقد أطلق نتنياهو تهديدات بعد زيارة لموقع المناورة، أمس (الأربعاء)، جاء فيها «إنني أقول لأعدائنا إن للجيش الإسرائيلي قوة تدمير كبيرة، فلا تجربونا. وعليّ أن أقول إنني معجب جداً من تحسّن الجهوزية ومن روح المقاتلين والضباط ومن قوة التدمير لدى الجيش الإسرائيلي. وأسمع جيراننا في الشمال والجنوب والشرق يهدّدون بالقضاء علينا».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.