الحوثيون يعلنون الاتفاق مع الأمم المتحدة على آلية التفتيش في موانئ الحديدة

اتهموا منظمات إغاثية بالتجسس ولوّحوا بطردها

زورق لقوة يمنية محلية خلال نشرها في مرفأ الحديدة في 13 مايو الماضي (رويترز)
زورق لقوة يمنية محلية خلال نشرها في مرفأ الحديدة في 13 مايو الماضي (رويترز)
TT

الحوثيون يعلنون الاتفاق مع الأمم المتحدة على آلية التفتيش في موانئ الحديدة

زورق لقوة يمنية محلية خلال نشرها في مرفأ الحديدة في 13 مايو الماضي (رويترز)
زورق لقوة يمنية محلية خلال نشرها في مرفأ الحديدة في 13 مايو الماضي (رويترز)

زعمت الجماعة الحوثية أمس على لسان أحد قادتها أنها توصلت إلى اتفاق مع الأمم المتحدة على آلية عمل للتفتيش في موانئ الحديدة. وجاء هذا التطور في وقت اتهمت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة في اليمن بالتجسس لمصلحة أطراف دولية ملوحة بطردها ووقف أنشطتها وذلك عقب الاتهامات الأممية للميليشيات بسرقة المساعدات من أفواه الجياع.
وجاءت الاتهامات الحوثية في بيان للمتحدث باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض ووزير خارجيتها الفعلي محمد عبد السلام فليته الموجود في سلطنة عمان، غداة تهديد برنامج الغذاء العالمي بأنه سيبدأ في تعليق أعماله بمناطق سيطرة الجماعة تدريجياً بسبب تعنت الجماعة وسرقة المساعدات من قبل قادتها. ونقلت المصادر الحوثية عن فليته قوله: «لا مانع من عمل المنظمات في اليمن شريطة أن يكون عملها إنسانياً متجرداً من الاستغلال السياسي والتوظيف الأمني وجمع المعلومات والبيانات لصالح (دول تحالف دعم الشرعية)».
وتضمنت التهديدات الحوثية على لسان المتحدث باسم الجماعة تلويحاً بطرد المنظمات الدولية «إذا لم تلتزم العمل الإنساني دون غيره».
وفي تنصل من فساد جماعته وتورطها في سرقة المساعدات الإنسانية على امتداد السنوات الماضية في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الميليشيات، زعم القيادي الحوثي المقرب من زعيم الجماعة أن «منظمات وجهات في اليمن تعمل مع أجهزة مخابرات دولية وتبيع معلوماتها وبياناتها وإحداثياتها لدول تحالف دعم الشرعية تحت عنوان العمل الإنساني».
وزعم فليته في بيان بثته قناة «المسيرة» الحوثية التي يرأس مجلس إدارتها أن جماعته أصبحت «على دراية تامة» بما وصفه بـ«ألاعيب المنظمات»، مضيفاً أنه لم تعد تنطلي عليها «دموع التماسيح والتظاهر بالإنسانية»، على حد تعبيره.
وبينما يتوقع مراقبون أن تواصل الجماعة الحوثية تمسكها باستغلال المعونات الإنسانية لمصلحة عناصرها ومجهودها الحربي، اتهم المتحدث باسم الجماعة المنظمات الإنسانية بأن مساعداتها «مجردة من معاني الإنسانية الحقيقية»، زاعماً أن هذه المنظمات تقوم «بتوظيفها مخابراتياً وتجسسياً واستغلالها سياسياً».
وهاجم المتحدث الحوثي المانحين الدوليين، وقال إنهم يزودون التحالف الداعم للشرعية بالأسلحة ولذلك فهم - على حد زعمه - غير مؤهلين لتقديم المساعدات الإنسانية.
ويخوض برنامج الغذاء العالمي عملية مفاوضات شاقة مع الميليشيات الحوثية في صنعاء. وتابعت «الشرق الأوسط» سلسلة لقاءات مكثفة قام بها المسؤولون الأمميون في صنعاء وفي مقدمتهم منسقة الشؤون الإنسانية المقيمة في اليمن ليز غراندي، التي اصطدمت بتعنت الجماعة المستمر.
ويسعى برنامج الأغذية إلى إيجاد آلية جديدة تضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها عبر إنشاء قاعدة بيانات للمستفيدين عبر نظام البصمة والصورة، وهو الأمر الذي ترفضه الجماعة الحوثية، زاعمة أن هذه الآلية المقترحة تنتهك أمنها القومي، على حد ما جاء في تصريحات قادتها.
وعقدت المنسقة الأممية لقاء في صنعاء أمس مع رئيس حكومة الانقلاب عبد العزيز بن حبتور وعدد من وزرائه في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً، أملاً في إقناعهم بتنفيذ آلية برنامج الأغذية.
وذكرت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية أن رئيس حكومتها ومعاونيه أبلغوا غراندي حرصهم على استمرار النقاشات حول الآلية الجديدة، بما يضمن سيطرة الجماعة على تنفيذها، وشريطة أن تتحول المساعدات الغذائية إلى مساعدات نقدية لاحقاً.
وأدت سياسة الميليشيات الحوثية في منع مرور قوافل الغذاء واحتجازها ومنع تنفيذ البرامج الإغاثية للمنظمات الدولية إلى تلف كثير من المساعدات في المستودعات، كما حدث لآلاف من أطنان القمح في مخازن صوامع البحر الأحمر في الحديدة.
على صعيد منفصل، زعمت الجماعة الحوثية أمس على لسان أحد قادتها أنها توصلت إلى اتفاق مع الأمم المتحدة على آلية عمل للتفتيش في موانئ الحديدة وتقديم التسهيلات كافة من طرف واحد لتعزيز الثقة تنفيذاً لاتفاق استوكهولم.
وقال القيادي البارز في الجماعة ووزيرها للنقل زكريا الشامي في تصريحات رسمية، إن العمل بموجب الآلية سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة برقابة أممية في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى.
ونقلت عنه النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» قوله: «اجتماعنا (أول من أمس) مع الأمم المتحدة لوضع اللمسات الأخيرة لآلية التفتيش وعملية تنفيذها في موانئ الحديدة، وقد قدمت مؤسسة موانئ البحر الأحمر كل التسهيلات اللازمة من طرف واحد».
ويسعى الحوثيون - وفق مصادر في الحكومة الشرعية - إلى إلغاء آلية التفتيش والتحقق الأممية القائمة من حمولة السفن المتجهة إلى موانئ البحر الأحمر في محافظة الحديدة، وهو ما قد يؤدي إلى استغلال الجماعة لهذه الآلية الجديدة من أجل تهريب المزيد من الأسلحة الإيرانية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.