الحريري يدعو الوزراء إلى التضامن لتأكيد جدية الحكومة

طالب بتسريع القرارات الاقتصادية والمالية

رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يترأس جلسة الحكومة في بيروت أمس (الوكالة الوطنية)
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يترأس جلسة الحكومة في بيروت أمس (الوكالة الوطنية)
TT

الحريري يدعو الوزراء إلى التضامن لتأكيد جدية الحكومة

رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يترأس جلسة الحكومة في بيروت أمس (الوكالة الوطنية)
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يترأس جلسة الحكومة في بيروت أمس (الوكالة الوطنية)

دعا رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تسريع وتيرة القرارات الاقتصادية والمالية التي تضمنها البيان الوزاري «لنبعث إشارات إيجابية عن مدى جديتنا ومصداقيتنا في معالجة القلق الناجم عن التأخير الحاصل في تنفيذ هذه القرارات»، لافتاً إلى أنه «لم يعد بإمكاننا أن نسير بالوتيرة البطيئة نفسها لأننا كلنا مسؤولون عن تسريع الخطى وتفعيل الدورة الاقتصادية».
وانعقد مجلس الوزراء أمس، في أول جلسة بعد عيد الفطر، دعا في مستهلها الحريري إلى التضامن الوزاري في مناقشة الموازنة في مجلس النواب، والالتزام بالقرارات التي اتخذتها الحكومة في أثناء مناقشة الموازنة في الجلسات الـ19 التي عقدتها، لافتاً إلى «ضرورة إقرار المرحلة الأولى من برنامج الاستثمار الوطني الذي أمنا تمويله بـ11 مليار دولار في سيدر، وأصبح من الضروري أن يتفاعل الاقتصاد مع انطلاق هذا البرنامج والآثار الإيجابية المرتقبة».
وكان الحريري قد استبق مناقشات الجلسة بالتوجه إلى الوزراء قائلاً: «خلال هذه الفترة، تابعتم التطورات الاقتصادية والمالية في البلد، وكلها تؤشر إلى قلق جدي من قبل الأسواق والمستثمرين في الداخل والخارج. وهذا يفرض علينا أن نسرع وتيرة قراراتنا التي اتفقنا عليها في البيان الوزاري، لنبعت إشارات عن مدى جديتنا ومصداقيتنا في معالجة هذا القلق والوضع الاقتصادي والمالي».
وقال: «لم يعد بإمكاننا أن نسير بالوتيرة نفسها، فجميعنا في مركب واحد، وكلنا مسؤولون عن سلامة هذا المركب الذي اسمه لبنان». وإذ أشار إلى عقد 19 جلسة لمجلس الوزراء للاتفاق على مشروع الموازنة، أكد أن هذه الجلسات «لم تكن للتسلية، بل لنقاش عميق مفصل لكل بند، وكل فكرة، وكل اقتراح»، وقال: «لهذا السبب، أعتبر أن هناك مسؤولية على كل واحد منا في الحكومة، والتضامن الوزاري فيما بيننا يفرض علينا جميعاً أن ندافع في مجلس النواب عن قراراتنا التي اتخذناها سوياً. لا أقصد بذلك أنه لا يجب أن يحصل نقاش في مجلس النواب، ولكن ما أريده هو أن نكون خلال النقاش الذي سيحصل مسؤولين متضامنين، وغير متناقضين مع أنفسنا».
ولفت الحريري إلى أنه «لدينا خريطة طريق واضحة، يجب أن نعمل بوتيرة سريعة جداً لإقرار المرحلة الأولى من برنامج الاستثمار الوطني الذي أمنا تمويله بـ11 مليار دولار في مؤتمر (سيدر)، وأصبح من الضروري أن يتفاعل الاقتصاد مع انطلاق هذا البرنامج، والآثار الإيجابية التي سترافقه بإذن الله. وعلينا بعد ذلك أن ننكب مباشرة على إعداد مشروع موازنة 2020 ضمن المهلة الدستورية، ونعطي من خلالها إشارة إلى مواصلة التصحيح المالي الذي التزمنا به، والذي لا بد منه لسلامة اقتصادنا وماليتنا العامة».
وقال إن «التصحيح المالي والإصلاح الاقتصادي جزء من البرنامج الذي التزمنا به في البيان الوزاري. وهناك جزء يوازيه بالأهمية في نظري، وهو المتعلق بنوعية الخدمات الأساسية للبنانيين، وهذا يعني كل ما يتعلق بمشاريع النفايات والمياه والبيئة».
وفي ختام الجلسة التي كان على جدول أعمالها مائة بند، أشار وزير الإعلام بالوكالة محمد شقير إلى أن مجلس الوزراء ناقش عدداً من البنود الواردة على جدول أعماله، وتم الاتفاق على ألا يتضمن مشروع موازنة 2020 أي زيادة في الإنفاق، أي الالتزام بما تم الاتفاق عليه في مشروع موازنة 2019، و«إذا استطعنا التخفيض في موازنة 2020. ومن المؤكد أننا سنخفض مجدداً، وهناك اتفاق على ألا تتم زيادة النفقات». كما تحدث الرئيس الحريري وأصرّ على «أننا في شهر يوليو (تموز) يجب أن نكون قد أقررنا مشروع الموازنة، وأيضاً خطة (ماكنزي)».
ومن جانبه، أشار وزير المال علي حسن خليل إلى أن التضامن الحكومي كان كاملاً.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».