دعوات سعودية ويمنية إلى وقف نهب الميليشيات المساعدات الأممية

TT

دعوات سعودية ويمنية إلى وقف نهب الميليشيات المساعدات الأممية

جددت السعودية واليمن، أمس، دعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى وضع حد للانتهاكات الحوثية ضد أعمال الإغاثة الإنسانية في مناطق سيطرة الجماعة، وبخاصة في ضوء التصريحات الأخيرة لبرنامج الأغذية العالمي.
في هذا السياق، ناشد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها والمجتمع الدولي التصدي لانتهاكات ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران التي تعترض المساعدات الإنسانية وتنهبها أو تتلفها.
وأكد المركز في بيان، أن إفادة مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي تكشف عن إعاقة ميليشيات الحوثي لتوزيع المساعدات الإنسانية في اليمن، وتؤكد الانتهاكات الحوثية للعمل الإنساني التي لطالما استنكرها المركز.
من جهته، أكد نائب وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، أن مكاتب المنظمات الدولية تتعرض لعمليات ابتزاز وسرقة ممنهجة من قِبل ميليشيات الحوثي في مناطق سيطرة الجماعة.
وشدد نائب الوزير اليمني خلال لقائه في الرياض، أمس، سفير نيوزيلندا لدى اليمن جيمس مونرو على ضرورة إدانة سرقة المساعدات الإغاثية من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وأشار الحضرمي إلى ما تعرضت له برامج الإغاثة التابعة لبرنامج الأغذية العالمي على وجه الخصوص، وقال: إن ذلك «يتطلب وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن خاصة من أجل ضمان أن يصل الدعم السخي المقدم من الشركاء لإغاثة اليمنيين». وأكد موقف الحكومة الحريص على التوصل لحل سلمي للأزمة، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في استوكهولم، لافتاً إلى أنه من المهم أن يتم تحديد من هو المعرقل الحقيقي لعملية السلام.
في السياق نفسه، أثنى الحضرمي خلال لقاء منفصل في الرياض مع السفير الفرنسي لدى اليمن كرستيان تيستو على الدعم السياسي للاتحاد الأوروبي للحكومة اليمنية الشرعية، مثمناً المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد لليمن في مختلف المراحل والظروف، ولا سيما خلال هذه المرحلة.
وأفادت وكالة «سبأ» الرسمية، بأن الحضرمي طلب من السفير الفرنسي ونائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ريكاردو فيلا، أن يمارس الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مزيداً من الضغط على الميليشيات الحوثية من أجل تحقيق تقدم في العملية السياسية وفقاً للمرجعيات المتفق عليها، ووقف الانتهاكات والخروقات التي تطال العمل الإنساني في اليمن، وبخاصة فيما يتصل بتوزيع المساعدات الإنسانية.
وأثنى الحضرمي على إحاطة المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي أمام مجلس الأمن والتي حمّل فيها الحوثيين بشكل واضح وصريح مسؤولية حرمان اليمنيين من المساعدات الغذائية التي هم في أمس الحاجة إليها.
وأوضح نائب وزير الخارجية اليمني بأن الحكومة الشرعية سمحت للمنظمات الدولية ومكاتب الأمم المتحدة بالعمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون؛ حرصاً منها على التخفيف من معاناة المواطنين وإدراكاً منها بضرورة اضطلاع هذه المنظمات والمكاتب بمسؤوليتها تجاه الشعب اليمني.
وقال: «إن أي خلل في تنفيذ تلك المهام والمسؤوليات بسبب انتهاكات وابتزاز الحوثيين يتطلب وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».