خسائر حوثية في الضالع وتصعيد على جبهات الحديدة

TT

خسائر حوثية في الضالع وتصعيد على جبهات الحديدة

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية استمرت في خرق الهدنة الأممية في مختلف جبهات محافظة الحديدة (غرب)، وجددت قصف مجمع صناعي وتجاري شرقي مدينة الحديدة، وذلك بالتزامن مع معارك ضارية في جبهات محافظة الضالع (جنوب).
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن نحو 12 عنصراً حوثياً قُتلوا في معارك دارت بمديرية قعطبة شمال محافظة الضالع، بعد أن حاولت الجماعة المدعومة من إيران التسلل قرب منطقة الزبيريات باتجاه مواقع الجيش في سلسلة السود الجبلية بمديرية قعطبة.
وذكر الموقع أن القوات الحكومية أحبطت محاولة الميليشيات وأجبرتها على التراجع، بعد مصرع 12 من عناصرها وجرح آخرين، مشيراً إلى أن جثث عناصر الجماعة لا تزال مرمية في وادي الزبيريات.
وذكر الإعلام العسكري اليمني أن القوات المشتركة قصفت تحصينات وتجمعات الميليشيات في موقع جبلي استراتيجي، يطل على منطقة باب غلق التابعة لبلدة الفاخر، بعد عملية رصد واستطلاع من قبل وحدة الاستطلاع المتقدمة. وأكدت المصادر العسكرية أن قوات الشرعية استعادت السيطرة على ثلاثة مواقع وتلال وقرى تطل على بلدة الفاخر في محافظة الضالع.
كانت قوات الجيش اليمني والمقاومة قد تمكنت من طرد الحوثيين بعد سيطرتهم على مدينة قعطبة، في وقت تواصل القوات تقدمها لاستكمال تحرير محافظة الضالع بعد تقدمها على أكثر من جبهة.
وفي محافظة الحديدة، أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية قصفت مجمع «إخوان ثابت الصناعي والتجاري» داخل مدينة الحديدة، ما تسبب في إحداث حريق ضخم، إثر سقوط قذيفة حوثية على أحد المستودعات.
وذكرت المصادر أن الجماعة الحوثية واصلت التصعيد العسكري غير المسبوق في مختلف جبهات الحديدة من خلال قصف مواقع القوات الحكومية شرق مدينة الحديدة وفي الأرياف الجنوبية حيث مناطق التحيتا والجبلية وحيس.
وكان التحالف الداعم للشرعية قد أفاد بأن الجماعة الموالية لإيران ارتكبت أكثر من 5 آلاف خرق لاتفاق الهدنة الأممية التي بدأ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
في غضون ذلك، تواصلت المعارك في جبهات محافظة صعدة الحدودية، وأكدت المصادر العسكرية اليمنية أن قوات الجيش واصلت تقدمها في مديرية حيدان قرب المعقل الرئيس لزعيم الجماعة الحوثية في منطقة مران.
في السياق الميداني نفسه، أفادت مصادر عسكرية رسمية بأن انفجارات عنيفة هزت مواقع الميليشيات الحوثية في محافظة حجة الحدودية (شمال غرب) إثر ضربات مكثفة لطيران تحالف دعم الشرعية استهدفت مستودعات أسلحة وذخيرة شرق مدينة حرض. وذكرت المصادر أن المقاتلات استهدفت تجمعات الميليشيات في منطقة وادي الثلاث في مديرية عبس الواقعة إلى الجنوب من مديرية حيران المحررة شمال غربي محافظة حجة.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في صنعاء بأن عدداً من خبراء الجماعة الحوثية قُتلوا أمس خلال عملية إطلاق فاشلة لصاروخ باليستي حاولت الميليشيات إطلاقه قبل أن ينفجر في موقع الإطلاق في قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء.
وذكرت المصادر أن السكان سمعوا دويّ الانفجار قبل أن تهرع عربات الإسعاف الحوثية إلى المنطقة، وسط تكهنات بمقتل خبراء إيرانيين في الانفجار كانوا يشرفون على عملية الإطلاق.
وحسب مصادر يمنية فإن قاعدة الديلمي الجوية تعد من أهم المواقع العسكرية الحوثية التي تضم منصات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، وتضم عدداً من المخازن والسراديب السرية التي تضم ورش تصنيع وتركيب تلك الصواريخ والطائرات، وتقع بالقرب من مطار صنعاء الدولي.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.