السفر ملاذي في كل الظروف... والرحلات العائلية هي الأجمل

رحلة مع فاليري أبو شقرا

فاليري أبو شقرا في أحد المطارات  -  أحب التعرف على ثقافات البلدان البعيدة
فاليري أبو شقرا في أحد المطارات - أحب التعرف على ثقافات البلدان البعيدة
TT

السفر ملاذي في كل الظروف... والرحلات العائلية هي الأجمل

فاليري أبو شقرا في أحد المطارات  -  أحب التعرف على ثقافات البلدان البعيدة
فاليري أبو شقرا في أحد المطارات - أحب التعرف على ثقافات البلدان البعيدة

السفر بالنسبة للممثلة اللبنانية فاليري أبو شقرا ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها. فعدا أنه يزودها بالطاقة، تعتبره أيضاً ملاذاً عندما تتعرض لمشكلات تريد أن تتجنبها، بالجلوس مع نفسها لحلها، والتفكير فيها من زاوية صحيحة.
- السفر بالنسبة لي هو كل شيء جميل أحبه في الحياة، من الفنون والتقاليد والتاريخ والطبيعة إلى الهدوء النفسي. في كل بلد أزوره، أتعلم الكثير من أهله، بحيث يجعلونني أشعر وكأني في حالة اكتشاف دائمة. وفي كل مرة أعود ونفسيتي قد تحسنت بشكل ملحوظ؛ أعود مفعمة بالإيجابية وبطاقة كنت في أمس الحاجة إليها قبل السفر.
- دول أميركا الجنوبية، كالمكسيك والأرجنتين، من الوجهات التي أتمنى زيارتها، لما تتمتع به من حضارة عريقة وتقاليد فريدة نقرأ عنها فقط في الكتب، أو نشاهدها في أفلام السينما والمسلسلات.
لكن أجمل ذكرياتي كانت في الهند. بهرتني بعمارتها ولطف شعبها. وللأسف، وبسبب ضيق الوقت، لم أتمكن من التعرف على كل جوانبها، لذلك أتمنى أن أكرر التجربة، ويكون لديّ وقت أطول للاستكشاف. لا أنسى أيضاً رحلة عائلية قمنا به إلى بلجيكا، حيث كنت أختي تعالج. يومها، تعمد والدي أن يستأجر منزلاً عوض الإقامة في فندق، ولا أخفي أننا أمضينا لحظات جد ممتعة، الأمر الذي أكد لي أن أجمل ما في السفر أن تكون مع أقرب الناس إليك مهما كانت الظروف.
- وقعت أيضاً في حب لندن منذ أول زيارة لي إليها. لفتتني بنظامها وبنظافتها والمستوى الثقافي الراقي الذي يتمتع به شعبها، لهذا فأنا أشتاق إليها دائماً، ولا أتردد في السفر إليها كلما أتيحت لي الفرصة. نقطة ضعفي هي استكشاف المدن الكبيرة. فلكل منها ميزتها وخصائصها ومعالمها وتاريخها. أما بالنسبة للطبيعة، فرغم أني أشعر فيها بالسكينة، وتساعدني على التأمل، فإني لا أميل إلى الاسترخاء بين أحضانها بقدر ما أفضل أن أقوم بأنشطة تتخللها بعض المغامرة. فرحلات الاستجمام المرفهة بالنسبة لي باردة تفتقد إلى عنصر التشويق والمفاجأة، لهذا قلما أقوم بها.
- في الماضي، كان التسوق مرادفاً للسفر بالنسبة لي. أما اليوم، فأنا أفضل أن أقضي معظم أوقاتي في زيارة المتاحف والمعالم الأثرية. آخر مرة زرت فيها باريس مثلاً، أمضيت يوماً كاملاً في متحفها الشهير (اللوفر)، وخرجت في آخر النهار من دون أن أتمكن من رؤية كثير من معروضاته.
- أسوأ ذكرياتي كانت في هونغ كونغ، حيث فاتني موعد إقلاع الطائرة بفرق دقيقة واحدة، فاضطررت إلى أن أنتظر في المطار لساعات طويلة جداً إلى حين إقلاع طائرة أخرى.
- أعتقد أن تجربة المطبخ المحلي التقليدي من ضرورات السفر، وجزء لا يتجزأ من متعته. وهذا ما أحرص عليه في كل بلد أزوره: أن أتذوق الوجبات التي يشتهر بها، ولا أقصد المطاعم الفخمة، بل أفضل عليها الشعبية، لأن أطباقها تكون بنكهة أطيب، ومحضرة بطريقة صحيحة، من دون إضافات أو فذلكات.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».