3 دول تطلق برنامج الطائرة القتالية الأوروبية في معرض باريس للطيران

3 دول تطلق برنامج الطائرة القتالية الأوروبية في معرض باريس للطيران
TT

3 دول تطلق برنامج الطائرة القتالية الأوروبية في معرض باريس للطيران

3 دول تطلق برنامج الطائرة القتالية الأوروبية في معرض باريس للطيران

افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل ظهر أمس معرض الطيران الدولي الثالث والخمسين في مطار لوبورجيه، الواقع على مدخل باريس الشمالي، وهو أحد أهم ثلاثة معارض جوية في العالم وقد وصل إليه مع ثلاثة وزراء دفاع على متن طائرة إيرباص «آي 330» للنقل العسكري الجديدة.
ويستمر المعرض الممتد على مساحة 324 ألف متر مربع حتى 23 الجاري، وينتظر أن تزوره 290 بعثة رسمية من 89 بلدا ونحو 320 ألف زائر ما يجعله أهم معرض من نوعه، ويُحوّل باريس إلى عاصمة الطيران التجاري والعسكري في العالم خلال الأسبوع الجاري. وبوسع الزائرين معاينة 150 طائرة مدنية وعسكرية موجودة في المعرض، ومن بينها ما لا يقل عن 35 طائرة ستقدم عروضا جوية.
وتفيد الأرقام الرسمية بأن 2450 عارضا فرنسا ودوليا يشاركون في فعالياته، بينهم كبار الشركات العالمية الدفاعية والمدنية، ولكن أيضا الشركات المتوسطة والناشئة المنتمية إلى خمسين بلدا بينها المملكة العربية السعودية.
ويمثل هؤلاء 85 في المائة من الشركات الناشطة في عالم الطيران والفضاء في العالم. وعلى هامش الفعاليات الجارية في المعرض، وأهمها الاطلاع على أهم التطورات التقنية والصناعية في عالم الطيران، ستشهد باريس في الأيام القليلة القادمة نشاطات دبلوماسية متلاحقة كثيفة ووجود البعثات الرسمية المدعوة لزيارته، وبينها الكثير من البعثات العربية.
بيد أن الأنظار ستتجه، كما في كل مرة، إلى التسابق عن إعلان العقود بين شركتي إيرباص الأوروبية وبوينغ الأميركية. وفي معرض لوبورجيه لعام 2017 والذي يحصل مرة كل عامين، بلغت قيمة العقود الموقعة 150 مليار دولار، ما يفتح شهية المشاركين لحصاد وافر هذا العام. وتتوقع الدراسات، ومن بينها دراسة كشف النقاب عنها في المعرض لشركة بوينغ، أن تبقى سوق الطيران للسنوات العشرين القادمة على ديناميتها بحيث ينتظر أن يصل عدد الطائرات العاملة إلى 44 ألف طائرة. وجاء في دراسة لشركة إيرباص أن عدد الركاب يتزايد سنويا بنسبة 5 في المائة وأنه سيصل إلى رقم قياسي «8 مليارات مسافر» في العام 2037.
وبسبب هذا النمو، فإن شركات الطيران عبر العالم بحاجة لشراء 38 ألف طائرة مدنية في السنوات العشرين القادمة، الأمر الذي يفسر أن دفتر الطلبيات للشركات المصنعة ممتلئ وهي مدعوة لزيادة وتيرة إنتاجها للاستجابة للتحديات الكبرى التي تنتظرها.
غير أن معرض لوبورجيه هذا العام، ورغم المؤشرات الإيجابية، يلتئم على خلفية حدثين سلبيين أساسيين: الأول، الصعوبات التي تواجهها شركة بوينغ منذ تحطم ثاني طائرة لها من طراز بوينغ 737 ماكس التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في العاشر من مارس (آذار) الماضي. ومنذ ذلك التاريخ، منعت كل الطائرات من هذا الطراز من الطيران في كل العالم.
وفي لقاء مع مجموعة من الصحافيين دعيت إليه «الشرق الأوسط»، أعلن دونيس مويلنبرغ، رئيس ومدير عام الشركة أن المهمة الأولى التي يتعين على الشركة مواجهتها تكمن في «استعادة ثقة الجمهور» التي تدهورت بعد حادثتي سقوط طائرتي ليون إير «أكتوبر (تشرين الأول) 2018» و«إثيوبيان إير لاينز» التي أوقعت 346 قتيلا. من هنا، فإن بوينغ ستكون خلال المعرض في وضع ضعيف بمواجهة منافستها الأولى إيرباص. وأضاف رئيس الشركة الأميركية أنه جاء إلى باريس وهمه الأول «الحديث عن سلامة الطائرات» ومن أجل «الحديث إلى الزبائن»، علما بأنه حتى اليوم لم تنجح بوينغ في انتزاع التصديق على التعديلات التي قامت بها على البرامج التي يظن أنها كانت السبب في سقوط طائرتيها من سلطات الطيران الفيدرالية الأميركية. وطالما لم تحصل على هذا التصديق، فإن طائرات بوينغ 737 ماكس ستبقى رابضة على أرض المطارات. بالمقابل، فإن صحة إيرباص جيدة رغم اضطرارها للإعلان عن وقف برنامج إنتاج طائرتها الكبرى إيرباص أي 380 بسبب غياب الزبائن. إلا لأنها بالمقابل تصل إلى المعرض الحالي مسلحة بطائرتها «الجديدة» إيرباص 321 نيو التي زاد شعاع طيرانها بعد أن سلحتها بمحرك أقل نهما في استهلاك الكيروسين. وتنوي إيرباص الوصول إلى تسليم نحو 890 طائرة هذا العام «مقابل 800 العام الماضي». ودفتر طلبياتها ممتلئ إذ يسجل 7207 طلبات من غير ما ينتظر توقيعه بمناسبة المعرض. وأفاد غيوم فوري، رئيس شركة إيرباص بأن ثلاثة أرباع الطلبات تتناول طائرة آي 320.
فاتحة المعرض كانت أمس حيث إطلاق مشروع الطائرة القتالية الأوروبية المشتركة، التي يفترض أن تكون طائرة الجيل الجديد للطيران الحربي، والتي يفترض أن تحل بعد عشرين عاما محل طائرة «رافال» الفرنسية و«يوفايتنر المنتجة» بالتعاون بين إيرباص والصناعة الجوية البريطانية. وحتى الآن، يضم المشروع ثلاثة بلدان هي فرنسا وألمانيا وإسبانيا، بينما بقيت بريطانيا حتى اليوم خارجه. وبحسب مصادر فرنسية، فإن السبب في ذلك يعود لمعارضة ألمانيا. وأمس، أزاح الرئيس الفرنسي مجسما لهذه الطائرة مع وزراء دفاع الشركاء الثلاثة (وكلهن نساء) رسميا على اتفاق إطار لإطلاق المشروع رسميا. ولا ينحصر المشروع واسمه الرسمي «نظام القتال الجوي المستقبلي» بإنتاج الطائرة وحدها، بل يتناول أيضا كل ما يمت إليه بصلة مثل تصنيع الطائرات المسيرة «درون»، وأنظمة الصواريخ، والأنظمة الدفاعية البرية والبحرية «إضافة إلى الجوية» ببعضها البعض... وسيتم التركيز خلال السنوات الأولى للمشروع، على الأبحاث العلمية والتكنولوجية فيما الهدف يقوم على تصنيع أول نموذج تجريبي في العام 2026. ويأتي هذا التطور ترجمة لما قررته برلين وباريس في العام 2017 من أجل العمل لتصنيع طائرة قتالية مشتركة في إطار الجهود المبذولة لإقامة منظومة دفاع أوروبي مشتركة، ولتمكين أوروبا من مواجهة المنافسة مع الصناعات الجوية الأميركية. وتساهم في المشروع الشركات المعنية في البلدان الثلاثة وهي داسو للطيران وطاليس للإلكترونيات الفرنسيتان، وشركة هنسولد الألمانية وأندرا الإسبانية إضافة إلى إيرباص.


مقالات ذات صلة

العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة أميركية

الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لشركة «جيت بلو» تقلع من مطار تامبا الدولي بولاية فلوريدا... أعلنت الشركة في 7 يناير الحالي العثور على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة تابعة للشركة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا (أ.ب)

العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة أميركية

أعلنت شركة «جيت بلو» الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، العثورَ على جثتين في حجرة معدات الهبوط في طائرة كانت تقوم برحلة بين نيويورك وفلوريدا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا طائرة من طراز «بوينغ 737» تقلع في مطار بوينس آيرس بالأرجنتين في 26 ديسمبر 2024 (رويترز)

هبوط اضطراري لطائرة «بوينغ 737» تابعة لشركة «يوتير» في موسكو

ذكرت «وكالة الإعلام الروسية» أن طائرة «بوينغ» تابعة لشركة «يوتير» للطيران هبطت اضطرارياً في مطار فنوكوفو بموسكو، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ طائرة «إيرباص A321» لشركة «ديت بلو» في «مطار رونالد ريغان الوطني» في أرلينغتون بولاية فرجينيا، 1 يناير 2025 (أ.ف.ب)

أميركا تعتزم تغريم شركة «جيت بلو» للطيران مليوني دولار بسبب تأخر رحلات

أعلنت وزارة النقل الأميركية، اليوم (الجمعة)، اعتزامها فرض غرامة تُقدر بمليوني دولار على شركة طيران «جيت بلو» بسبب تأخر رحلاتها المستمر على طول ساحل شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج الجهات المختصة تواصل التحقيق لتحديد أسباب وقوع الحادث (موقع حكومة رأس الخيمة)

الإمارات: تحطم طائرة خفيفة قبالة رأس الخيمة ووفاة قائدها ومرافقه‏‎

تحطمت طائرة خفيفة تابعة لـ«نادي الجزيرة للرياضات الجوية» في المياه قبالة سواحل إمارة رأس الخيمة الإماراتية، ما أسفر عن وفاة قائدها ومرافقه.

«الشرق الأوسط» (رأس الخيمة)
آسيا مسعفون ينقلون جريحاً وصل إلى مطار باكو بعد تحطم الطائرة الأذربيجانية (إ.ب.أ)

مخابرات أميركا تعتقد أن روسيا أسقطت طائرة أذربيجان عن طريق الخطأ

قال رئيس هيئة الطيران الروسية إن هجوماً بطائرات مُسيّرة أوكرانية كان جارياً في المنطقة الروسية التي كانت تتجه إليها طائرة ركاب قبل تغيير مسارها وتحطمها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.