طبيعة القوقاز الساحرة تحتضن مهرجان «ربيع بينوي» للفنون الشعبية في الشيشان

كانت المروج الساحرة التي تشكلت في أحضان واحدة من أجمل المناطق أعلى جبال القوقاز، بالقرب من قرية بينوي في منطقة نوجاي يورتوفسك في الشيشان ساحة للاحتفال والفرح طيلة عدة أيام، استضافت خلالها فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان «ربيع بينوي» للفنون الشعبية في الشيشان. وكما جرت العادة في كل عام، شاركت في دورة المهرجان الأخيرة فرق فنية من مختلف مناطق الشيشان، فضلا عن شخصيات من الوسط الثقافي، وسياسيين في مقدمتهم الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، ومعهم عدد كبير من المواطنين، فضلا عن ضيوف من عدد من دول العالم، بما في ذلك من السعودية، وبولندا، والصين، والأردن وألمانيا وتركيا، وبالطبع كان هناك ضيوف من مختلف المدن الروسية بما في ذلك من العاصمة موسكو. ويقول المنظمون إن الهدف الرئيسي من هذا المهرجان هو إعادة إحياء وتطوير الثقافة الوطنية للشعب الشيشاني، على أساس التعاليم الدينية والعادات والتقاليد المحلية.
تزامنت الدورة الحالية لمهرجان «ربيع بينوي» مع الذكرى السنوية الـ65 على ميلاد الرئيس الشيشاني الأول أحمد حجي قاديروف، لذلك كانت الفعاليات مكرسة لهذه الذكرى التي تحمل أهمية خاصة بالنسبة للشيشانيين. وشملت الفعاليات عروضا فنية راقصة، تنافست فيها فرق من مختلف المناطق الشيشانية في عرض رقصات فولكلورية بالأزياء التقليدية لأبناء تلك الجبال. وكانت هناك منافسات رياضية مختلفة، بينها ألعاب رياضية شعبية، مثل «شد الحبل»، والتنافس في رمي حجر ثقيل حتى أبعد مسافة ممكنة، وهي أنواع من الألعاب الرياضة يتبارز فيها رجال القوقاز الذين ساهمت الطبيعة الوعرة لمنطقتهم في تكوين بنية جسدية قوية لديهم.
وأضيف للمهرجان هذا العام فقرة جديدة تحت عنوان «جيغيد» وهو اسم يُطلق عادة على الفارس الذي يتمتع بمهارة المشاركة في القتال أو الصيد من على فرسه. وتضمنت النشاطات تحت هذا العنوان مبارزات في رمي السهم والرمح، وعرض مهارات ركوب الخيل، وغيره. ولأن المهرجان رياضي وثقافي - تاريخي الطابع، شارك فيه مؤرخون ومدونون تاريخيون، تحدثوا أمام الحضور حول منطقة بينوي رائعة الجمال، وما تتميز به من معالم تاريخية، وعن نمط الحياة قديماً فيها، وتقاليد أهلها وعاداتهم، والكثير غيره، مع تركيز بالطبع على طبيعتها التي تتميز بجمال فريد في القوقاز.
الحدث الأهم خلال المهرجان كان افتتاح جسر لا يزيد طوله على 32 متراً، إلا أنه شكل بوابة للعبور نحو منطقة بينوي، التي يقام فيها المهرجان لتحقيق جملة أهداف، في مقدمتها تطوير البنى التحتية، بما يضمن تطوير المنطقة عموماً. وفي نهاية الجسر تم تشييد ما يمكن وصفه بوابة دخول، عبارة عن مجمع من خمسة أبراج دفاعية، تحاكي بتصميمها القلاع والأبراج التقليدية التي تنتشر في جبال القوقاز، وشُيدت منذ القدم لتقوم بمهام دفاعية، وللتحذير المبكر من أي هجوم. وإلى جانب هذه المنشأة التي تحاكي التاريخ، تمت إضافة بعض المعالم الحديثة إلى المجمع الثقافي في بينوي، منها تاج حديدي ضخم من مسلسل «صراع العروش»، جذب اهتمام الضيوف والسياح منذ الساعات الأولى، ووقفوا في طابور طويل قربه لالتقاط صورة بجانبه.
بعد الفعاليات والمسابقات الرياضية والرقص الشعبي في النصف الأول من النهار، احتشد المشاركون والحضور وعدد كبير من السياح حول ساحة الاحتفالات، لمراقبة المنافسات النهائية من المسابقة السنوية في الشيشان للرقص التقليدي الثنائي. وكانت المرتبة الأولى من نصيب الثنائي ميلانا أستاميروفا وحسن موسالايف، وحصلت الأولى على جائزة مالية، بينما كانت جائزة موسالايف مفتاح شقة سكنية مقدمة من «صندوق قاديروف». وفي كلمة له خلال حفل الختام، قال الرئيس الشيشاني إن مهرجان بينوي للفنون الشعبية أصبح جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشعب الشيشاني.