مجلس الأمن يقر بانتهاك الحوثيين للقانون الدولي ويُطالب بمحاسبتهم

أكد اختلاس الميليشيات للمساعدات الإنسانية وحذر من احتمال تعليقها

جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (الأمم المتحدة)
جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (الأمم المتحدة)
TT

مجلس الأمن يقر بانتهاك الحوثيين للقانون الدولي ويُطالب بمحاسبتهم

جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (الأمم المتحدة)
جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (الأمم المتحدة)

أقر مجلس الأمن، اليوم (الاثنين)، بانتهاك ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، للقانون الدولي، وذلك بعد استهدافها مطار أبها (جنوب غربي السعودية)، مُطالباً بمحاسبة المتورطين.
كان مطار أبها قد تعرض لهجوم إرهابي، الثلاثاء الماضي، عبر مقذوف أطلقته الميليشيات الحوثية على صالة القدوم بالمطار، الأمر الذي أدى لإصابة 26 مدنياً من المسافرين، بينهم نساء وأطفال.
وقال مجلس الأمن، في بيان له، «ندين بأشد العبارات هجوم الحوثيين على مطار أبها في السعودية»، مؤكداً أن هذا الاعتداء «ينتهك القانون الدولي، ويهدد الأمن والسلم الدوليين»، ومُطالباً بـ«محاسبة منفذي ومخططي وممولي الهجمات».
وندد أعضاء مجلس الأمن الـ15، في موقف جماعي، بالاعتداءات التي يقوم بها الحوثيون، بدعم من إيران، ضد البنى التحتية المدنية في السعودية، مُعبّرين عن «تعاطفهم العميق» مع الضحايا المدنيين وحكومة المملكة.
ودعا المجلس، أطراف النزاع في اليمن، لـ«احترام القانون الدولي الإنساني»، مبيناً أنه «لا يمكن حل الأزمة اليمنية إلا عبر المسار السياسي»، ومعرباً عن تأييده جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بشكل كامل، ومطالباً بضمان دخول المساعدات الإنسانية، وتأمين موظفي الإغاثة.
واستنكر أعضاء المجلس، قيام ميليشيا الحوثي بـ«اختلاس المعونة والمساعدة الإنسانيتين»، كما أشار إلى ذلك المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي، مطالبين بـ«تدفق سريع وآمن وبلا عوائق للإمدادات التجارية والإنسانية والعاملين فيها في كل أنحاء البلاد وعبرها».
واتهم بيزلي، الحوثيين، بنهب المساعدات الغذائية ومنعها من الوصول إلى المحتاجين في البلاد، محذراً من أن البرنامج «سيعلق المساعدات الغذائية تدريجياً هذا الأسبوع»، بسبب تحويل الحوثيين المساعدات إلى غير مستحقيها.
وعبّر غريفيث، خلال الجلسة ذاتها، عن «القلق» من تصاعد العنف و«تكرار الهجمات على البنية التحتية المدنية في جنوب السعودية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة بطائرات (الدرون) من دون طيار على مطار أبها»، الأمر الذي «يمكن أن يقوض فرص تحقيق السلام».
من جهته، رأى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق المعونة الطارئة، مارك لوكوك، أن «اليمن يزداد عنفاً وليس العكس»، مضيفاً أن «القتال الذي دار هذا العام تسبب في نزوح أكثر من 250 ألف شخص»، بالإضافة إلى «زيادة عدد حوادث القتل أو الإصابة للأطفال بأكثر من ثلاثة أضعاف بين الربع الأخير من عام 2018 والربع الأول من هذا العام». وتحدث عن «زيادة خطيرة ومدانة في الهجمات على السعودية».
ونددت المندوبة البريطانية كارين بيرس، بالهجوم الحوثي على مطار أبها، مُعبّرة عن «القلق في شأن العلاقة الظاهرة بين الحوثيين وإيران».
وقال القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، «يحتاج الحوثيون إلى تنفيذ الالتزامات التي تعهدوها في السويد بدلاً من شن مثل هذه الهجمات»، مطالباً إيران بـ«التوقف عن تزويد الحوثيين بالأسلحة للقيام بذلك».
ودعا المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، إلى «إنشاء لجنة تحقيق دولية» في شأن الهجمات ضد ناقلات النفط في الخليج، والاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لـ«إقامة هيكلية أمنية جديدة في الشرق الأوسط».
وعبّر المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فرنسوا دولاتر، عن «القلق من نشر إيران الصواريخ الباليستية عبر جهات حكومية وغير حكومية في المنطقة».
أما المندوب اليمني عبد الله السعدي، فقال إن «استمرار الحوثيين في استهداف المنشآت المدنية في السعودية الشقيقة والممرات البحرية الدولية، بدعم وتوجيه من النظام الإيراني، يعكس مدى الخطورة التي باتت تشكلها هذه الميليشيات المتطرفة»، مضيفاً أن «هذه الأعمال الإرهابية تمثل تحدياً صارخاً للمجتمع الدولي ورسالة واضحة للعالم بأن هذه الميليشيات لا تؤمن بالسلام».
وتابع السعدي: «تطالب الحكومة اليمنية، مجلس الأمن، باتخاذ كل الإجراءات الصارمة ضد هذه الميليشيات والقوى الداعمة لها».


مقالات ذات صلة

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال التصويت على مشاريع قرارات بشأن القضية الفلسطينية (إ.ب.أ)

غالبية أممية ساحقة تطالب بوقف فوري للنار في غزة

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية ساحقة الوقف الفوري للنار في غزة مؤكدة على دعم وكالة «الأونروا» وسط اعتراضات أميركية وإسرائيلية.

علي بردى (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».