تصفية 20 مسلحاً في عملية عسكرية مشتركة لمالي وفرنسا

حركة «الشباب» تقتل 16 بتفجيرين في كينيا والصومال

مواطنون وعمال إغاثة قرب مسجد تضرر بشدة بفعل تفجير سيارة مفخخة تبنته حركة «الشباب» في العاصمة مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
مواطنون وعمال إغاثة قرب مسجد تضرر بشدة بفعل تفجير سيارة مفخخة تبنته حركة «الشباب» في العاصمة مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تصفية 20 مسلحاً في عملية عسكرية مشتركة لمالي وفرنسا

مواطنون وعمال إغاثة قرب مسجد تضرر بشدة بفعل تفجير سيارة مفخخة تبنته حركة «الشباب» في العاصمة مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)
مواطنون وعمال إغاثة قرب مسجد تضرر بشدة بفعل تفجير سيارة مفخخة تبنته حركة «الشباب» في العاصمة مقديشو أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلن الجيش المالي، مساء أول من أمس، أنّ نحو 20 متطرفاً «تمّ تحييدهم» (تصفية) في شمال شرقي البلاد، في عملية عسكرية مشتركة بين وحداته وأخرى من «قوة برخان» الفرنسية لمكافحة الإرهاب في الساحل. وقال الجيش، في تغريدة على «تويتر»، إنّ «نحو 20 إرهابياً تمّ تحييدهم في ميناكا. القوات المسلحة المالية و(قوة برخان) نفذت عملية مشتركة في منطقة أكابار بمقاطعة ميناكا. لقد أتاحت هذه العملية تحييد نحو 20 إرهابياً». ولم يعط الجيش أي تفاصيل أخرى عن العملية أو المسلحين الذين استهدفوا خلالها، لكنّ جماعة متطرفة تطلق على نفسها اسم «الدولة في الصحراء الكبرى» تنشط في منطقة ميناكا، وعلى الجانب الآخر من الحدود مع النيجر.
كانت هذه الجماعة تبنّت، خصوصاً، هجوماً استهدف قوة أميركية - نيجيرية في مدينة تونغو تونغو في النيجر في أكتوبر (تشرين الأول) 2017. وحصد ذاك الكمين يومها أرواح ثمانية جنود، هم أربعة أميركيين وأربعة نيجيريين. وسيطرت على شمال مالي في مارس (آذار) 2012 جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقد طرد قسم كبير منها بفضل تدخل عسكري دولي أطلق في 2013 بمبادرة من فرنسا، ولا يزال مستمراً.
لكنّ مناطق بأكملها لا تزال خارج سيطرة القوات الفرنسية والمالية والأممية، رغم تأخر تطبيق اتفاق سلام عام 2015 كان يفترض به أن يدحر «الجهاديين» نهائياً. ومنذ 2015، امتدّت هجمات المتطرفين إلى وسط مالي وجنوبها، وحتى إلى دول الجوار، خصوصاً بوركينا فاسو والنيجر. في غضون ذلك، قال مسؤولون إن متشددين صوماليين قتلوا ثمانية من أفراد الشرطة الكينية، عندما فجروا قنبلة مزروعة على جانب طريق قرب الحدود بين البلدين، أمس، في حين قُتل ثمانية آخرون في تفجير نفذته الجماعة نفسها في العاصمة الصومالية. وأعلنت حركة «الشباب» الصومالية المتشددة مسؤوليتها عن الهجومين، وعن خطف ثلاثة من أفراد احتياط الشرطة الكينية، أول من أمس، من المنطقة نفسها في حي واجير شمال شرقي كينيا.
وتسيطر قوات من الجيش الكيني على مناطق بجنوب الصومال محاذية للحدود بين البلدين منذ 2011. وتمكنت القوات الكينية، بالتعاون مع جماعات صومالية مسلحة، متحالفة معها، من انتزاع السيطرة على تلك المنطقة من يد حركة «الشباب»، بعد أن نفذت عدداً من عمليات الاختطاف في كينيا. وتقاتل حركة «الشباب»، الحكومة الصومالية، المدعومة من الأمم المتحدة، وحلفاءها الدوليين، في محاولة لحكم البلاد، وفقاً لتفسيرها المتشدد للشريعة.
وقال تشارلز أوينو، المتحدث باسم الشرطة، لـ«رويترز»، إن العربة التي انفجرت فيها القنبلة المزروعة على الطريق كانت تقل 11 من أفراد الشرطة. وذكر مسؤول محلي أن 8 منهم قتلوا. وقال محمد علي جيدي، أحد أفراد فريق أمن المجتمع المحلي من واجير، الذي شهد مهمة الإنقاذ، «تم العثور على 8 جثث، ونقلت إلى واجير. وجرى إنقاذ شخصين، لكنهما في حالة خطيرة».
وفي العاصمة مقديشيو، نفذت حركة «الشباب» تفجيرين. وقالت الشرطة إن الانفجار الأول نجم عن سيارة ملغومة في تقاطع مزدحم يعرف باسم «كيه 4»، لكنه لم يسفر عن سقوط قتلى أو مصابين، بسبب اعتراض أجهزة الأمن للسيارة قبل انفجارها. وقال عبد القادر عبد الرحمن مدير خدمة أمين للإسعاف، إن الانفجار الثاني أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 16، وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم العمليات العسكرية في حركة «الشباب»، إن الحركة مسؤولة عن الانفجار في كينيا، وعن الانفجارين اللذين شهدتهما العاصمة الصومالية، أول من أمس. وأعلنت حركة «الشباب» مسؤوليتها عن الهجومين، مشيرة إلى أنهما استهدفا «نقطتي تفتيش، إحداهما في الطريق إلى المطار، والأخرى على الطريق المؤدية إلى مجلس النواب». وفي حي البرلمان، أكد شاهد عيان، يدعى عبد الله مير، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه شاهد الضحايا على الأرض. وقال: «رأيت أربع جثث لأشخاص قتلوا وأربعة أشخاص أصيبوا بجروح جرّاء الانفجار. ثم أغلقت الشرطة الطريق، ولم تسمح إلا لسيارات الإسعاف بالاقتراب». وأما صاحب متجر قريب من المكان، يدعى نعيم علي، فقال إن «الانفجار كان قوياً للغاية، ودمر متجري جزئياً. رأيت عدة أشخاص على الأرض وبعضهم لم يكن يتحرك». وذكرت مصادر أمنية أن عناصر الشرطة عند نقطة التفتيش انتبهوا إلى السيارة الثانية المفخخة فأطلقوا النار عليها. وتم قتل أحد من كانا على متنها، بينما أوقف الثاني. وانفجرت السيارة لاحقاً، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا. ويستهدف مقاتلو حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، العاصمة مقديشو، ويقاتل هؤلاء منذ أكثر من عقد للإطاحة بحكومة البلاد. وأعلن التنظيم في 2010 مبايعته لـ«القاعدة»، ثم في 2011 طردت المجموعة من مقديشو على يد قوة الاتحاد الأفريقي التي قوامها 22 ألف عنصر. لكن حركة «الشباب» ما زالت تسيطر على مناطق ريفية شاسعة تشن منها عمليات عصابات واعتداءات انتحارية، بما في ذلك في العاصمة، ضد مواقع حكومية وأمنية ومدنية.
إلى ذلك، قالت مصادر في الشرطة الكينية إن 8 من عناصرها قتلوا صباح السبت في انفجار لغم في محافظة واجير على الحدود مع الصومال. وقال قائد الشرطة الكينية والمفتش العام، هيلاري موتوكامباي، في بيان، «هذا الصباح نحو الساعة 10:50 أصيبت سيارة (لاند كروزر)، على متنها 11 شرطياً، بعبوة ناسفة» من دون توضيح مصيرهم. لكن أحد ضباط الشرطة الإقليمية قال لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن هويته، «فقدنا ثمانية من رجال الشرطة في هذا الهجوم». وقال المفتش العام إن «عناصر الشرطة كانوا في دورية بين خوروف هرار وكونتون في محافظة واجير، على طول الحدود الكينية الصومالية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».