السجن لمن يدعم نشاطاً سياسياً في القدس لصالح السلطة الفلسطينية

مشروع قانون إسرائيلي جديد

TT

السجن لمن يدعم نشاطاً سياسياً في القدس لصالح السلطة الفلسطينية

طرح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، على اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات، أمس، مشروع قانون جديد يقضي بفرض عقوبة السجن حتى 3 سنوات على من يشارك في تمويل، أو منح رعاية، أو تنظيم أنشطة للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة.
ويقترح إردان، في هذا السياق، تعديل القانون الحالي القائم، الذي يقيد أنشطة السلطة الفلسطينية، ويجعلها مقتصرة على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة فقط. وبما أن هذا القانون يمنع تنظيم أنشطة لصالح السلطة الفلسطينية في القدس، لكنه لا يعاقب من ينظم مثل هذه الأنشطة، يقترح إردان وضع سلسلة عقوبات تصل إلى حد السجن 3 سنوات حتى يمنع تماماً نشاطات السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية في المدينة المقدسة.
وأفادت مصادر سياسية في تل أبيب، أمس، بأن إردان تقدم بهذا المشروع بعد أن اطلع على تقرير أعده جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، مفاده بأن «الأنشطة الفلسطينية في القدس الشرقية تزايدت في الآونة الأخيرة، خصوصاً منذ أعلن البيت الأبيض في واشنطن عن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، المعروفة باسم (صفقة القرن)، وفي أعقاب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهما خطوتان أكدت السلطة الفلسطينية على رفضهما، وتحظى (هذه الأنشطة) بتأييد الغالبية الساحقة من الفلسطينيين».
ويقول تقرير «الشاباك» إن «السلطة الفلسطينية تقيم عدداً أكبر من المظاهرات والمهرجانات والندوات السياسية، وتزيد من حوادث رفع علم فلسطين، وتكثر من إرسال وزراء فلسطينيين كممثلين عنها إلى مختلف المرافق في القدس، وزادت من التدخل في شؤون القدس الداخلية، وتقوم بتمويل ملموس لهذه الأنشطة». وحسب إردان، فإن تعديل القانون سيؤدي إلى تعزيز دراماتيكي في ردع من يتعاونون مع السلطة الفلسطينية، وأن «الهدف هو منع وجود أي موطئ قدم للسلطة الفلسطينية في القدس».
كانت السلطات الإسرائيلية قد نظمت عشرات الحملات في السنوات الأخيرة لمحاربة أنشطة السلطة الفلسطينية في القدس، واعتقلت مئات الأعضاء في حركة «فتح»، بينهم محافظ المدينة في السلطة الفلسطينية ونشطاء سياسيون ومثقفون، واعتقلت معظم نواب «حماس» في المدينة. ومنعت، قبل نحو 3 أشهر، نشاطاً ثقافياً في المركز الثقافي الفرنسي في القدس الشرقية، ما تسبب في مشكلة دبلوماسية مع الخارجية الفرنسية، التي استدعت السفيرة الإسرائيلية في باريس، عليزا بن نون، ووبختها.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.