جنرالات سابقون يخططون لتشكيل جبهة لمناهضة الرئيس سلفا كير

حال فشله في تنفيذ اتفاق السلام

جنرالات سابقون يخططون لتشكيل جبهة لمناهضة الرئيس سلفا كير
TT

جنرالات سابقون يخططون لتشكيل جبهة لمناهضة الرئيس سلفا كير

جنرالات سابقون يخططون لتشكيل جبهة لمناهضة الرئيس سلفا كير

كشف قيادي بارز في مجموعة المعتقلين السابقين من أعضاء المكتب السياسي لحزب «الحركة الشعبية»، الحاكم في جنوب السودان، عن تخطيطه مع مجموعة من المعارضين لتكوين جبهة عسكرية لمناهضة حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت، حال فشل تنفيذ اتفاق تنشيط السلام الذي تم توقيعه العام الماضي.
وقال أوياي دينق أجاك، القيادي البارز في مجموعة المعتقلين السابقين ورئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، إن الخيارات كلها «أصبحت مفتوحة، بما فيها تأسيس حركة مسلحة لمحاربة الرئيس سلفا كير»، مشدداً على أن هذا الأخير «فشل في قيادة حزب الحركة الشعبية الحاكم والبلاد بأسرها». كما أبرز أنه على اتصال مع الأمين العام السابق للحزب الحاكم باقان أموم، ورئيس هيئة أركان الجيش السابق بول ملونق، ورئيس جبهة الخلاص الوطني توماس سريلو «بهدف تشكيل جبهة عريضة لمناهضة حكومة جوبا»، وقال إن الجبهة الجديدة سيتم إعلانها من داخل البلاد.
في سياق ذلك، شدد أجاك على أن التحركات التي يقودها لتشكيل جبهة مسلحة «ليست سرية وإعلانها سيكون قريباً»، وقال إنه التقى الجنرال بول ملونق، مؤخراً، لمناقشة تشكيل الجبهة العريضة ضد حكومة الرئيس سلفا كير، لكنه اشترط لعودته إلى جوبا، تنفيذ اتفاق السلام، وأكد أنه سيقوم بتأسيس حزب سياسي، أو الانضمام إلى أي مجموعة سياسية، لكنه لن يعود إلى حزب «الحركة الشعبية» تحت قيادة الرئيس سلفا كير، وقال بهذا الخصوص: «لا يمكنني العودة، لأركع أمام سلفا كير، ولا يوجد ما يدفعني للعودة إلى صفوف (الحركة الشعبية) تحت قيادته»، معتبراً أن وحدة حزب الحركة الشعبية الحاكم ليست من أولوياته، واتهم الرئيس سلفا كير بعدم الجدية في توحيد الحركة، وفق اتفاق أروشا التنزانية منذ عام 2015، بقوله «ما يحدث الآن في جوبا كذب، والمطلوب هو تنفيذ اتفاق السلام أولاً، قبل التفكير في وحدة (الحركة الشعبية)».
وأوضح الضابط العسكري السابق أن حزب الحركة الشعبية الحاكم، بقيادة الرئيس كير، «فشل في حماية المواطنين، وكان سبباً في تشريد السكان، الذين لجأوا إلى معسكرات الأمم المتحدة في جوبا وعدد من المدن، وإلى دول الجوار خوفاً من القوات الحكومية»، وقال بهذا الخصوص إن شعب جنوب السودان «يحتاج إلى التحرر من جديد، وأنا مستعد لمحاربة سلفا كير إذا فشل في تنفيذ اتفاق تنشيط السلام»، نافياً وجود خلافات شخصية بينه وبين الرئيس كير، بقوله: «لا خلافات بيننا. لكن سلفا كير فشل في قيادة شعب جنوب السودان، ولا يمكن أن نصدق أن يكون شعب البلاد تحت الحماية الدولية، وعلى بعد كيلومترات من القصر الرئاسي».
كان الأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية الحاكم، باقان أموم، قد قدم استقالته من الحزب ورئاسة مجموعته من المعتقلين السابقين، مطلع هذا الشهر، مؤكداً أنه يعمل على تشكيل حزب جديد. وقد صادق مجلس التحرير القومي لحزب الحركة الشعبية في مايو (أيار) الماضي على اتفاق توحيد فصائل الحزب الحاكم، التي انشقت إلى عدة مجموعات، عقب اندلاع الحرب الأهلية في ديسمبر (كانون الأول) 2013، وكلفت عضو مجموعة المعتقلين السابقين، ربيكا قرنق، أرملة زعيم ومؤسس «الحركة الشعبية» الراحل جون قرنق، بمتابعة إجراءات إعادة تشكيل المكتب السياسي للحزب الحاكم، والفصائل التي أعلنت إعادة توحيدها، وهي «الحركة الشعبية» بقيادة سلفا كير، و«الحركة الشعبية في المعارضة»، الفصيل الذي يقوده النائب الأول للرئيس تابان دينق، ومجموعة المعتقلين السابقين التي كان يقودها باقان أموم. فيما رفضت الحركة التي يتزعمها ريك مشار الدخول في هذه الوحدة.
وانفصل جنوب السودان عن السودان سنة 2011 عبر استفتاء شعبي. لكن الدولة التي نالت استقلالها دخلت في حرب أهلية بين القوات التابعة للرئيس سلفا كير ميارديت، ونائبه السابق ريك مشار، وأخذت الحرب طابعاً إثنياً.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.