المتحدث باسم الوفد الكردي: سنعود إلى الإقليم اليوم

بعد فشل المفاوضات مع الجانب الشيعي

فرياد رواندزي
فرياد رواندزي
TT

المتحدث باسم الوفد الكردي: سنعود إلى الإقليم اليوم

فرياد رواندزي
فرياد رواندزي

أعلن الوفد التفاوضي الكردي أمس، عدم توصله إلى أي نتيجة في المفاوضات مع الجانب الشيعي حول تشكيل الحكومة المقبلة حول مسألة رفع بغداد للحظر الاقتصادي الذي تفرضه على إقليم كردستان منذ ثمانية أشهر.
وقال فرياد رواندزي، المتحدث الرسمي باسم الوفد الكردي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «سنواصل اليوم (أمس) مباحثاتنا مع بعض الأطراف في التحالف الوطني الشيعي للخروج من الأزمة الحالية التي نمر بها، خاصة للوصول إلى اتفاق حول ميزانية الإقليم ورواتب موظفي كردستان. التحالف الوطني لا يملك حتى الآن رؤية واضحة حول هذه المسألة، ورئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي غير مستعد لإبداء حسن النية وصرف حتى شهرين من ميزانية ورواتب موظفي الإقليم المتراكمة لدى بغداد منذ 8 أشهر».
وشدد رواندزي بالقول: «لا يمكن للكرد أن يكونوا جزءا من حكومة تتبع سياسة تجويع مواطنيها، لذا سنعود غدا (اليوم) إلى إقليم كردستان لنقدم تقريرا عما تناولناه في مباحثاتنا الأخيرة مع بغداد للقيادة السياسية الكردستانية، وسنجتمع في السليمانية لتقديم هذا التقرير، الذي يبين كل العقد في المفاوضات الحالية مع بغداد والنقاط التي لم نصل إلى حلول لها لإصدار القرار النهائي بخصوصها، ونبدأ جولة جديدة من المباحثات على ضوئها مع بغداد».
وحول النقاط التي وصل الجانبان إلى الاتفاق حولها، قال رواندزي: «هناك اتفاق حول بعض مطالب الكرد، منها الاتفاق على تحديد مدة عام واحد لتطبيق المادة 140، وهناك القليل من التقدم في موضوع قوات البيشمركة، لكن هناك خلافات في عدد من القضايا ذات البعد الوطني بيننا كمسائل إصدار القرارات والنظام الداخلي لمجلس الوزراء العراقي، والعلاقة بين الحكومة والبرلمان والعلاقة بين الحكومة والسلطة القضائية».
وتابع رواندزي: «أما بخصوص قانون النفط والغاز فالجانب الشيعي ربطها بموضوع الميزانية والرواتب وطالبوا من حكومة الإقليم بأن تجد حلا لهذا الموضوع، لذا قدم الإقليم مقترحا بتصدير 125 ألف برميل نفط يوميا عن طريق شركة (سومو) تزامنا مع إطلاق بغداد للدفعة الأولى من مستحقات الإقليم المادية والاتفاق على ميكانيكية محددة وواضحة لصرف مستحقات الإقليم وموازنته، لكنهم حتى الآن يمتنعون عن صرف مستحقات الإقليم».
وفي حين أكد زانا روستايي، عضو الوفد الكردي المفاوض، أن النواب الكرد لن يشاركوا في جلسة البرلمان اليوم للتصويت على تشكيلة حكومة حيدر العبادي بسبب تجاهلها لمطالب الكرد، فإن النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، شاخوان عبد الله، قال في تصريح لموقع «خندان» الكردي إن حضور النواب الكرد للجلسة مرهون بقرار القيادة الكردية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.