أوباما يكشف الأربعاء «استراتيجية محاربة داعش»

توعد التنظيم بالقضاء عليه.. والتفاصيل تعلن عشية ذكرى هجمات سبتمبر 2001

الرئيس الأميركي باراك أوباما (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما (أ.ف.ب)
TT

أوباما يكشف الأربعاء «استراتيجية محاربة داعش»

الرئيس الأميركي باراك أوباما (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما (أ.ف.ب)

بعد أن أعلن عزمه قيادة «تحالف ضد تنظيم داعش»، يعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما الكشف عن استراتيجيته لمواجهة التنظيم الأربعاء المقبل. وقال أوباما في حواره مع قناة (إن بي سي نيوز) الأميركية أمس: «أرغب أن يفهم المواطنون ما هو التهديد وما سنفعله لمواجهته، وكذلك ما لن نفعله».
وفي الوقت ذاته أكد أوباما أن الولايات المتحدة لديها القدرة على «إنهاء» التهديد، مشددا على أن بلاده لن تستخدم قوات برية في مواجهة تنظيم «داعش».
وكرر أوباما الذي سيتزامن خطابه الأربعاء مع ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 أنه لا يملك حاليا معلومات تشير إلى تهديدات للأراضي الأميركية من قبل تنظيم «داعش».
وأضاف: «لكن إذا تمكن هؤلاء المسلحون الإسلاميون المتطرفون من السيطرة على أجزاء مهمة من الأراضي وتجميع موارد وأسلحة وجذب المزيد من المقاتلين الأجانب فإنه يمكن أن يصبح لاحقا تهديدا حقيقيا لواشنطن». وكانت أميركا قد شنت غارات جوية على مواقع لتنظيم داعش قرب سدّ حديثة في محافظة الأنبار، وذلك دعما للقوات الأمنية العراقية والعشائر التي تقوم بحماية السد.
يذكر أن الرئيس الأميركي يعتزم الاجتماع بقادة الكونغرس الأميركي لشرح استراتيجيته. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه سيشرح للأميركيين وزعماء الكونغرس هذا الأسبوع خطته لبدء بعض الهجوم، على متشددي تنظيم داعش الذين قال: إنهم قد يصبحون في نهاية المطاف خطرا على الولايات المتحدة.
وواجه الرئيس الذي دعا خلال حملته الانتخابية إلى خروج القوات الأميركية من العراق صعوبة في تحديد الطريقة التي يريد التعامل بها مع تنظيم «داعش»، وقال للصحافيين الشهر الماضي ليست لدينا استراتيجية بعد للتعامل مع الجماعة. وأضاف: المرحلة القادمة الآن هي بدء بعض الهجوم.
وستأتي كلمة يوم الأربعاء قبل يوم من الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر 2001 حين صدم متشددون من تنظيم القاعدة مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع البنتاغون بطائرات مخطوفة مما أدى إلى مقتل زهاء ثلاثة آلاف شخص.
وفي مقابلة في وقت سابق هذا العام وضع أوباما الجماعة ضمن فئة من المنظمات المسلحة الأجنبية التي كانت تمثل تهديدا محدودا يقارن «باسكواش الناشئين». لكنه قال لشبكة «إن بي سي» بأن التنظيم نما.
وأضاف «لم يعودوا فريقا لاسكواش الناشئين». واستبعد أوباما إرسال قوات برية أميركية للقتال في العراق أو سوريا وقال هذا لا يعادل حرب العراق في إشارة إلى التحالف الذي أمضى وقتا لتشكيله الأسبوع الماضي أثناء اجتماع لحلف الأطلسي في ويلز.
وأضاف أن هذا سيكون شبيها بذلك النوع من حملات مكافحة الإرهاب التي نشارك فيها باستمرار على مدى السنوات الخمس أو الست أو السبع الماضية.
وتابع سنكون جزءا من تحالف دولي ينفذ ضربات جوية دعما للعمل في الأرض الذي تقوم به القوات العراقية والقوات الكردية. ووافقت تسع دول أخرى على أن تكون أعضاء أساسيين في الائتلاف.
ويشارك وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل في مهمة بالمنطقة لاستكمال الخطة.
وقال أوباما سنقلص قدراتهم بصورة منتظمة. سنقلص الأراضي التي يسيطرون عليها. وسنهزمهم في نهاية الأمر.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.