بروكسل: خلافات وجدل حول عودة أطفال «داعش»

يُنتظر وصولهم على متن طائرة عسكرية

طفل يحمل ربطة خبز على رأسه في مخيم الهول المخصص لمدنيين هربوا من «داعش» (رويترز)
طفل يحمل ربطة خبز على رأسه في مخيم الهول المخصص لمدنيين هربوا من «داعش» (رويترز)
TT

بروكسل: خلافات وجدل حول عودة أطفال «داعش»

طفل يحمل ربطة خبز على رأسه في مخيم الهول المخصص لمدنيين هربوا من «داعش» (رويترز)
طفل يحمل ربطة خبز على رأسه في مخيم الهول المخصص لمدنيين هربوا من «داعش» (رويترز)

سادت حالة من الجدل الحاد والخلافات في المواقف بين السياسيين وقيادات الأحزاب البلجيكية المختلفة، عقب إعلان الحكومة في بروكسل عن موافقتها على إعادة ستة أطفال من أبناء الدواعش، خصوصاً من اليتامى، وشنت أحزاب اليمين، واليمين المتشدد، هجوماً على الحكومة الحالية التي تقوم بتصريف الأعمال في البلاد لحين تشكيل حكومة جديدة عقب انتخابات 26 مايو (أيار) الماضي. وطالب اليمين المتشدد بتوضيح من الحكومة للبرلمان الجديد، حول الخطوة التي اتخذتها بشأن إعادة ستة أطفال من أبناء المقاتلين البلجيكيين، الذين انضموا في وقت سابق لصفوف تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، بحسب بيان وزّعه حزب «فلامس بلانغ»، وعلقت باربارا صوفي التي نجحت في الانتخابات الأخيرة عن الحزب نفسه وتستعد لدخول البرلمان من جديد، بأن الحكومة الحالية عليها أن تعود للبرلمان لتوضيح الأمر، لأن القرار الذي سبق الإعلان عنه هو التفكير في إعادة أطفال أقل من عشر سنوات، ولكن وفقاً لبيان اليمين المتشدد، فإن الأشخاص الستة المقررة إعادتهم، بينهم فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، وهناك آخران عمرهما 14 عاماً. بينما رد وزير المالية البلجيكي الكسندر ديكرو بأن جهاز الاستخبارات الأمنية البلجيكي قام بتقييم الأمر، ووافق على اللائحة التي تضم الأشخاص الستة، وبعد تقييم من مركز تحليل المخاطر الإرهابية، وقال أيضاً إن من بين الأطفال طفلين عمر كل واحد منهما عشر سنوات، منوها بأن إعادتهم أصبحت قريبة، وذهبت وسائل الإعلام في بروكسل إلى القول إن عودتهم ربما تتحقق في غضون الساعات المقبلة من خلال طائرة عسكرية ستخصصها وزارة الدفاع البلجيكية، بعد أن جرى نقل الأطفال الستة من معسكري الهول وعين عيسى في سوريا إلى منطقة أربيل العراقية، تمهيداً لإعادتهم إلى بلجيكا.
من جانبه انتقد وزير شؤون الهجرة والأجانب السابق من يمين الوسط ثيو فرانكين، قرار الحكومة، وقال إنه يعارض إعادتهم لأن هذا الأمر قانونيّاً غير ممكن، وشكك الوزير في تغريدة عبر «تويتر» في أن بعض الأطفال المقررة إعادتهم ليسوا من اليتامى، وهناك شكوك في وفاة والديهم، كما أن عدداً من أطفال الدواعش لا يحملون الجنسية البلجيكية.
وقال في تصريحات للإذاعة البلجيكية «راديو واحد» إن هناك المئات من الأطفال هنا في بلجيكا ينتظرون في قوائم للحصول على فرص للعناية الصحية، يجب أن نهتم بهم أكثر من اهتمامنا بالأطفال في معسكرات الإيواء في سوريا»، منوهاً بأن عدداً من الآباء الذين أعلن عن مقتلهم في الصراع، ظهر فيما بعد أنهم على قيد الحياة، مما يعني أن عودة الأطفال دون التأكد من وفاة آبائهم، ربما يفتح الباب أمام عودة الآباء فيما بعد، إذا تبين أنهم على قيد الحياة، ولهم الحق في المجيء لرؤية أطفالهم، وهذا يفتح الباب أمام عودة الدواعش المقاتلين إلى بلجيكا.
يأتي ذلك فيما يسعى عدد من المتطوعين في العمل الإنساني من البلجيكيين، إلى زيادة عدد الأطفال المقررة إعادتهم إلى سبعة أطفال، بإضافة طفل رضيع عمره عام ونصف العام ويعاني من ظروف صحية صعبة، ولكن الأمر يحتاج إلى موافقة السلطات البلجيكية، بحسب ما ذكر البروفسور خيرت لوتس من جامعة بروكسل الحرة، الموجود حالياً في معسكر الهول بسوريا، في تصريحات لوسائل إعلام بلجيكية، أمس (الجمعة). يأتي ذلك بعد أن توصلت الحكومة البلجيكية إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الكردية في العراق، لإعادة الأطفال الصغار من أبناء الدواعش. وجاء ذلك بعد أن توجه وفد رسمي بلجيكي إلى شمال سوريا للتفاوض مع الأكراد هناك حول إمكانية إعادة الأطفال الأيتام من أبناء الدواعش من المقاتلين البلجيكيين الذين حاربوا ضمن صفوف «داعش»، وسوف يتم التوقع على مذكرة تفاهم حول هذا الصدد في أربيل مع السلطات هناك.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس، لوسائل الإعلام في بروكسل: «الأمر يحتاج إلى اتصالات ومشاورات على غرار ما حدث مع بلدان أخرى استعادت أطفالاً يحملون جنسيتها، منوها بأن وزارة الدفاع البلجيكية يمكن أن تقدم مساعدة لوجيستية في هذا الأمر.
وكانت حكومات دول أوروبية أخرى قد سبقت بلجيكا في هذه الخطوة، وهي هولندا وفرنسا والسويد، بينما كانت بلجيكا تتمسك برفض استعادة الأطفال الدواعش من معسكرات الهول وعين عيسى في الأراضي السورية، ولكن بعد ذلك أبدت استعداداً لاستقبال الأطفال اليتامى، ولكن لم تتخذ المبادرة لتحقيق ذلك، ويبدو أخيراً أنها تراجعت عن موقفها «بحسب كثير من المراقبين في بروكسل».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.