برلمان مصر لمناقشة قانون حكومي للترقي إلى الوظائف الرسمية

يُنهي خدمة الموظف حال رفضه الخضوع لتحليل المخدرات

TT

برلمان مصر لمناقشة قانون حكومي للترقي إلى الوظائف الرسمية

تناقش لجنة «القوى العاملة» بمجلس النواب المصري (البرلمان) الفترة المقبلة، مشروع قانون مقدما من الحكومة المصرية، بشأن شغل الوظائف الرسمية بالدولة، والاستمرار فيها، والذي يلزم الموظف العام بتحليل المخدرات قبل التعيين أو الترقي.
وبحسب مواد مشروع القانون، تحدد المادة الرابعة منه العقاب في حالة تهرب العامل من الخضوع للتحليل أثناء الخدمة أو الامتناع عن إجرائه، فتنص على أنه «إذا ثبت تعمد العامل الامتناع عن إجراء التحليل أثناء الخدمة، أو تعمد التهرب منه بغير عذر مقبول، أو رفض التحليل، يكون سبباً موجباً لإنهاء الخدمة، لأنه بذلك يكون في مقام الراغب في تجنب الكشف عن حقيقة تعاطيه بالفعل المخدرات».
وطبقت الحكومة المصرية في مارس (آذار) الماضي، إجراءات مكثفة لمكافحة المخدرات، عبر إجراء تحاليل لجميع موظفيها الرسميين بالدولة، متوعدة الممتنعين عن التحليل بالفصل من الوظيفة، مع السماح للموظفين في الوقت نفسه للتقدم بطلب العلاج بشكل سري وبالمجان. وقال مصدر في أحد الوزارات، إنه «تم وضع تعديلات تشريعية لتشديد عقوبة تعاطي المواد المخدرة وتطبيقها على جميع العاملين بالدولة». وأضاف المصدر أن «الهدف من التحاليل هو حماية المجتمع من شر المتعاطي، وأن كثيرا من الوزارات قد أجرت التحاليل على موظفيها دون مشاكل خلال الفترة الماضية». وسبق أن أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أحد التصريحات، أن «المتسبب في حادثة جرار (محطة مصر) سيُحاسب بالقانون»، منوهاً إلى أن «من يتعاطى مواد مخدرة سيتم إنهاء خدمته فوراً، والتحاليل التي سيتم إجراؤها، نريد أمانة في تنفيذها».
واندلع حريق مروع في «محطة مصر» الرئيسية بوسط القاهرة، نهاية فبراير (شباط) الماضي، نتج عن ارتطام جرار قطار بحاجز في المحطة. وأسفر الحادث عن مقتل 22 شخصاً، وإصابة 43 آخرين. وقالت مصادر بهيئة السكك الحديدية حينها، إن «السائق المتسبب في الحادث تم إيقافه قبل 6 أشهر عن العمل لتعاطيه مواد مخدرة».
في غضون ذلك، توجه الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، أمس، إلى الصين في زيارة رسمية، على رأس وفد برلماني، تلبية للدعوة المُوجهة إليه من رئيس البرلمان الصيني. تأتي تلك الزيارة لتمثل انعكاساً إيجابياً للشراكة الاستراتيجية والتاريخية المصرية الصينية، على المستويات كافة، وخاصة على الصعيد البرلماني، في ضوء الخصوصية التي تحظى بها العلاقات بين البلدين الصديقين وتنعكس على تلاقي وجهات نظر البلدين إزاء كثير من القضايا الدولية محل الاهتمام المُشترك.
وأكد مصدر برلماني أن «الوفد البرلماني المصري سوف يلتقي عددا من المسؤولين الصينيين في مقدمتهم رئيس البرلمان الصيني ونائب الرئيس الصيني، بالإضافة إلى المشاركة في انعقاد الاجتماع الخامس لآلية التبادل البرلمانية الدورية المصرية الصينية، وتهدف تلك اللقاءات إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية المصرية الصينية في المجالات كافة بما يتلاءم مع حجم ووزن البلدين على الصعيد الدولي والإقليمي».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.