اتفاق وزراء المال الأوروبيين بشأن موازنة منطقة اليورو

تهدئة أجواء التوتر بين بروكسل وروما

وزير المال الإيطالي جيوفاني تريا قبل بداية اجتماع وزراء المال الأوروبيين (إ.ب.أ)
وزير المال الإيطالي جيوفاني تريا قبل بداية اجتماع وزراء المال الأوروبيين (إ.ب.أ)
TT

اتفاق وزراء المال الأوروبيين بشأن موازنة منطقة اليورو

وزير المال الإيطالي جيوفاني تريا قبل بداية اجتماع وزراء المال الأوروبيين (إ.ب.أ)
وزير المال الإيطالي جيوفاني تريا قبل بداية اجتماع وزراء المال الأوروبيين (إ.ب.أ)

توصل وزراء المال الأوروبيون إلى تفاهم حول خطوط عريضة تتعلق بموازنة خاصة بمنطقة اليورو، وذلك بعد فترة طويلة من الخلافات، وجاءت التفاهمات خلال نقاشات جرت على مدى يومين في لوكسمبورغ، وهي اجتماعات نجحت أيضا في تهدئة الأجواء بين المفوضية الأوروبية وإيطاليا على خلفية إعلان الأولى نيتها فرض إجراءات عقابية ضد روما بسبب ارتفاع الدين الحكومي.
جاء ذلك على هامش اجتماعات بدأت الخميس من خلال وزراء المال في دول مجموعة اليورو الـ19 واستؤنفت أمس الجمعة، بانضمام باقي وزراء التكتل الموحد.
وفيما يتعلق بملف الموازنة اتفق الوزراء على الخطوط العريضة لميزانية خاصة بمنطقة اليورو، أحد المشروعات الأساسية التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن بسقف أقل بكثير من طموحاته. وسيعرض الاتفاق الذي توصل إليه وزراء المال بعد مناقشات استمرت أكثر من 12 ساعة، على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في قمتهم الأسبوع المقبل.
وناقش وزراء المال بتكليف من القادة الأوروبيين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، منذ أكثر من ستة أشهر مسألة الميزانية، وتهدف نواة هذه الميزانية الخاصة بمنطقة اليورو إلى تشجيع الإصلاحات لتعزيز القدرات التنافسية للدول التي تتبنى العملة الواحدة. وتفاهم الوزراء الأوروبيون على استخدام أموال مشتركة ولكن ليس حول مصدرها، وهي مسألة تثير انقساما بين دول الجنوب الذين يؤيدون تضامنا أكبر، وبلدان الشمال وعلى رأسها هولندا الحريصة على إجراءات صارمة في الميزانية.
وقال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي في مؤتمر صحافي الجمعة: «إنها أفضل تسوية يمكن التوصل إليها نظرا للوضع الحالي في أوروبا. يجب ألا ننسى أنه في بعض الدول كان بعض الوزراء يعارضون حتى عبارة ميزانية منطقة اليورو».
واعترف رئيس مجموعة اليورو البرتغالي ماريو سينتانو: «ما زال علينا القيام بعمل كبير» بشأن تمويله. أما الفرنسي موسكوفيسي فقال: «فتحنا بابا. لنرى ماذا سيحدث». أما المفوض الأوروبي لميزانية الاتحاد الأوروبي (أي الدول الـ27 من دون بريطانيا التي ستغادر التكتل) الألماني غونتر أوتينغر فقال: «إنها خطوة مهمة من أجل ميزانية لمنطقة اليورو»، وكتب وزير المال الهولندي في تغريدة «بهذه الطريقة ستصبح منطقة اليورو أقوى».
وصرح مسؤول أوروبي بأن هذه الميزانية يمكن أن يتم تمويلها بعائدات إضافية تأتي من رسوم جديدة مثلا. وتقترح فرنسا وألمانيا فرض رسوم على الصفقات المالية على المستوى الأوروبي، وهو مشروع يراوح مكانه منذ سنوات، ما يمكن أن يسمح بتمويل هذه «الأداة» المالية.
وفي ملف موازنة إيطاليا، أبدى وزير الاقتصاد والمالية في الحكومة الإيطالية، جيوفاني تريا، تفاؤلاً بشأن نتيجة التفاوض مع المفوضية الأوروبية لمحاولة تجنب إطلاق إجراءات عقابية على روما لخرقها قواعد المالية العامة الأوروبية.
وقال تريا للصحافيين، على هامش اجتماعات مجلس وزراء المال والاقتصاد الأوروبيين (إيكوفين) في لوكسمبورغ: «نعم، ما زلت متفائلاً». وأضاف: «المشكلة الوحيدة، بما أننا في منتصف العام، ليس لدينا وثائق مالية رسمية جديدة كي نبرز للمفوضية الأوروبية ما نقوم به».
وبشأن الإجراءات الملموسة التي يمكن أن تطلبها المفوضية من إيطاليا لتجنب فتح إجراءات الخرق، أجاب تريا: «الإجراءات الملموسة تعني أن نوضح لهم لماذا نقول إننا نستطيع الوصول إلى خفض العجز المتوقع بـ0.2» مقارنة بوثيقة الاقتصاد والمالية التي نشرتها الحكومة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وقدرت حينها العجز بـ2.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وقال: «علينا أن نتحدث عن أرقام وتوضيح من أين أتت هذه الأرقام».
وكانت الحكومة الإيطالية قد أعلنت مؤخراً أنها تتوقع «مسارا تراجعياً للعجز يتماشى مع الالتزامات المقطوعة»؛ حيث سيكون «أقل بكثير» من تقديرات المفوضية الأوروبية للعام الحالي 2019، موضحة أن أحدث رصد للعائدات أظهر إيرادات ضريبية وإيرادات مساهمة أعلى من المتوقع، بما يعادل 0.17 نقطة من الناتج المحلي الإجمالي وإيرادات غير ضريبية أعلى بمقدار 0.13 نقطة.
من جهته أعلن نائب رئيس الوزراء، وزير العمل والتنمية الاقتصادية الإيطالي، لويجي دي مايو أنهم في الحكومة سيتصرفون «بمسؤولية» لضبط الحسابات العامة ولكن «ليس بغباء» في المفاوضات مع الجهاز التنفيذي الأوروبي لتجنب بدء إجراءات عقابية على روما لخرقها القواعد المالية الأوروبية.



انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل في بداية العام، رغم أن بعض العمال المسرحين لا يزالون يواجهون صعوبات في العثور على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء، إن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات انخفضت بمقدار عشرة آلاف، لتصل إلى 201 ألف طلب معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 218 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وقد تم نشر التقرير قبل يوم واحد من الموعد المقرر، حيث تغلق مكاتب الحكومة الفيدرالية، الخميس، تكريماً للرئيس السابق جيمي كارتر الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر ناهز 100 عام.

وعلى الرغم من أن طلبات الحصول على الإعانات تميل إلى التقلب في بداية العام، فإنها تتأرجح حول مستويات تدل على انخفاض حالات تسريح العمال، ما يعكس استقراراً في سوق العمل، ويدعم الاقتصاد الأوسع. وقد أكدت البيانات الحكومية التي نشرت، الثلاثاء، استقرار سوق العمل، حيث أظهرت زيادة في فرص العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وجود 1.13 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر (تشرين الأول).

وتُعد حالة سوق العمل الحالية دعماً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، وسط عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الاقتصادية المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وكان ترمب قد تعهد بتخفيض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، فضلاً عن ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وهي خطط حذر خبراء الاقتصاد من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.

وفي ديسمبر، خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة. ورغم ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنةً بأربعة تخفيضات كان قد توقعها في سبتمبر (أيلول)، عندما بداية دورة تخفيف السياسة. جدير بالذكر أن سعر الفائدة قد تم رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 بهدف مكافحة التضخم.

ورغم أن عمليات التسريح لا تزال منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية، فإن عمليات التوظيف شهدت تباطؤاً، مما ترك بعض الأشخاص المسرحين يواجهون فترات طويلة من البطالة. وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، قد زاد بمقدار 33 ألف شخص ليصل إلى 1.867 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر.

ويرتبط جزء من الارتفاع فيما يسمى «المطالبات المستمرة» بالصعوبات التي تتجاوز التقلبات الموسمية في البيانات. ومع اقتراب متوسط مدة البطالة من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، يأمل الخبراء الاقتصاديون في تحسن الأوضاع مع نشر تقرير التوظيف المرتقب لشهر ديسمبر يوم الجمعة المقبل.

وأظهرت توقعات مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية قد زادت على الأرجح بحوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مع تلاشي الدعم الناتج عن نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ»، وشركات طيران أخرى. وفي حين أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.