تركيا ترفض رسالة شاناهان حول «إس 400» وتجهّز رداً

إمام أوغلو يطرح استراتيجية لتسهيل الحياة ومحاربة البطالة في إسطنبول

إمام أوغلو الذي سبق فوزه برئاسة بلدية إسطنبول قبل أن تلغي اللجنة العليا للانتخابات  نتيجة الاقتراع أعلن عن برنامج طموح لمواجهة البطالة والفقر في المدينة (أ.ب)
إمام أوغلو الذي سبق فوزه برئاسة بلدية إسطنبول قبل أن تلغي اللجنة العليا للانتخابات نتيجة الاقتراع أعلن عن برنامج طموح لمواجهة البطالة والفقر في المدينة (أ.ب)
TT

تركيا ترفض رسالة شاناهان حول «إس 400» وتجهّز رداً

إمام أوغلو الذي سبق فوزه برئاسة بلدية إسطنبول قبل أن تلغي اللجنة العليا للانتخابات  نتيجة الاقتراع أعلن عن برنامج طموح لمواجهة البطالة والفقر في المدينة (أ.ب)
إمام أوغلو الذي سبق فوزه برئاسة بلدية إسطنبول قبل أن تلغي اللجنة العليا للانتخابات نتيجة الاقتراع أعلن عن برنامج طموح لمواجهة البطالة والفقر في المدينة (أ.ب)

أعلنت تركيا رفضها لما جاء في رسالة وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان بشأن وقف تدريب طياريها على مقاتلات «إف 35» إذا لم تتخل عن صفقة الصواريخ الروسية «إس 400» بحلول 31 يوليو (تموز) المقبل معتبرة أن الرسالة تخالف «روح التحالف» بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الرسالة التي تلقاها من نظيره الأميركي الأسبوع الماضي حول صفقة شراء منظومة الدفاع الروسية «لا تتلاءم مع روح التحالف بين البلدين، وإن بلاده سترد بشكل مناسب على الرسالة الأميركية».
ونقلت وسائل الإعلام التركية أمس (الأربعاء) عن أكار قوله في تصريحات خلال زيارته أذربيجان للمشاركة في الدورة السابعة لاجتماع وزراء دفاع تركيا وأذربيجان وجورجيا إن «اللغة المستخدمة في خطاب واشنطن بخصوص إبعاد تركيا عن برنامج المقاتلات إف 35 لا تتناسب مع روح التحالف بين البلدين، وإنه سيجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي اليوم (الخميس) وسيلتقيه نهاية يونيو (حزيران) الجاري على هامش اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل».
وكان شاناهان قد بعث برسالة إلى أكار تناولت قضايا الدفاع والأمن بين البلدين، وأبلغه خلالها بقرار الولايات المتحدة اتخاذ سلسلة من الخطوات، اعتباراً من 31 يوليو المقبل، تتعلق بمشاركة تركيا في برنامج المقاتلات «إف 35» بما في ذلك تعليق تدريب الطيارين الأتراك.
على صعيد آخر، أعلنت تركيا رفضها الشديد لقرارات اعتمدها مجلس النواب الهولندي ضدها، مؤكدة أن المزاعم الواردة فيها «عارية عن الصحة».
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس: «نرفض بشدة القرارات التي اعتمدها أمس (أول من أمس) البرلمان الهولندي، بغير سند من الواقع، بخصوص مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي وأحداث 1915 (مزاعم الإبادة الثمانية للأرمن) وغيرها من القضايا، بمبادرة من أوساط مناوئة لتركيا، إلى جانب رفضنا المزاعم الواردة فيها والتي لا أساس لها من الصحة، والحافلة بالافتراءات ضد بلدنا».
في شأن آخر، وعلى صعيد الاستعدادات لإعادة الاقتراع على رئاسة بلدية إسطنبول في 23 يونيو الجاري، طرح مرشح المعارضة، الذي سبق فوزه برئاسة البلدية في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي قبل أن تلغي اللجنة العليا للانتخابات نتيجة الاقتراع بعد سلسلة طعون من حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن برنامج طموح لمواجهة البطالة والفقر في المدينة الأكبر في تركيا التي تضم 16 مليون نسمة، إذا فاز برئاسة بلديتها مجددا في جولة الإعادة.
وأضاف: «إذا فزت بالانتخابات مجددا فسنجعل المواصلات مجاناً لجميع الأطفال ممن هم دون سن الـ12، وكذلك للأمهات ممن لديهن أطفال لم يتجاوزوا سن الرابعة وسيستفيد جميع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما من خصم 40 في المائة على وسائل النقل، وبهذا ستصبح إسطنبول مكاناً يمكن للشباب أن يعيشوا فيه بحرية».
وأعلن إمام أوغلو عن دعم للمواطنين في الغذاء، والصحة، ومختلف مجالات الحياة الاجتماعية، سيوفر على عائلات إسطنبول نفقات يبلغ متوسطها سنوياً نحو 2500 ليرة، مع إعداد خطة لتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي في إسطنبول وضواحيها، من خلال التشجيع على الزراعة العضوية في نحو 150 منطقة ذات طبيعة ريفية فيها، وتأسيس سلسلة غذائية من المنتج للمستهلك مباشرة، بمشاركة جميع أطراف المنظومة من تجار وحرفيين وبائعين تحت إشراف البلدية.
وأضاف أنه سيتم أيضا تأسيس «مطابخ الأحياء السكنية» لتقديم الطعام رخيص الثمن والنظيف والصحي في المناطق التي يعيش فيها بكثافة طلاب الجامعات، وكذلك الأحياء التي يعيش فيها مواطنون من ذوي الدخول المنخفضة. وتضمن برنامج إمام أوغلو خطة لدعم المرأة اقتصاديا، مشيرا إلى أنهم سيقومون بوضع ربات البيوت في نظام اقتصادي يدر عليهن ربحا وهن في منازلهن أو من خلال مشاركتهن في ورش إنتاج سيتم تأسيسها بالأحياء المختلفة بإسطنبول، كما ستكون البلدية بمثابة القناة التي سيتم من خلالها تقديم منتجات ربات البيوت إلى العملاء، وسيقومون كذلك بدعم التعاونيات النسائية، من خلال تذليل جميع العقبات، وتقديم كل الإمكانيات اللازمة من قروض ومنح وغيرها.
وأكد إمام أوغلو أن أكبر هدف يضعه نصب عينيه هو «مكافحة البطالة والفقر» بعد أن وصلا إلى معدلات غير مسبوقة في تركيا جرّاء الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ فترة، وأن الأمهات ممن لديهن أطفال لم تتجاوز أعمارهم 4 أعوام، سيتمتعن بتخفيض يقدر بـ40 في المائة داخل المرافق الاجتماعية كالمطاعم التابعة لبلدية إسطنبول.
في سياق متصل، كشفت وثيقة نشرتها صحيفة «يني تشاغ» التركية عن أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يحاول تعيين رؤساء وموظفين داخل لجان الانتخابات في إعادة الاقتراع في إسطنبول من الأعضاء المنتمين له لتسهيل فوز مرشحه بن علي يلدريم، تتضمن قرارا من اللجنة العليا للانتخابات بقضاء «أسنيورت» في غرب إسطنبول، أصدرته بعد تحقيقات أجرتها في ضوء شكوى قدمت إليها بشأن قيام الحزب الحاكم بتعيين 10 رؤساء و19 موظفا داخل لجان الانتخابات، من أعضائه الفاعلين. وبموجب القرار الذي اتخذته اللجنة بعد فحص الشكوى، فقد تم إلغاء تعيين الأشخاص المذكورين، واستبدالهم من خلال آخرين من المدرجين على قائمة الاحتياطيين.
ورأى رئيس حزب السعادة، وريث أحزاب نجم الدين أربكان الإسلامية، أن حزب العدالة والتنمية ينظر إلى إسطنبول على أنها قوة اقتصادية كبيرة ستسهل له الكثير من المشاريع من الناحية التمويلية... لكن للأسف تحولت هذه المدينة في فترة حكمه إلى كتل خرسانية، وأصبحت من المدن الأكثر ازدحاماً على مستوى العالم. وأشار إلى أن المدينة الاستراتيجية (إسطنبول) تضرب موعداً مع زلزال مدمر تنتظره منذ فترة لتنهار أعداد كبيرة من البنايات القديمة بها محذرا مسؤولي الحكومة: «إذا لم تستغلوا أموال الدولة في الجهات التي تستحقها، فستنهار إسطنبول».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.