الحريري: علاقتي بالرئيس عون ودية ولبنان يمر بمرحلة اقتصادية صعبة

TT

الحريري: علاقتي بالرئيس عون ودية ولبنان يمر بمرحلة اقتصادية صعبة

وصف رئيس الحكومة سعد الحريري علاقته برئيس الجمهورية ميشال عون بـ«الودية»، مؤكداً أن لبنان يمر بمرحلة اقتصادية صعبة، ومعلناً أنهما اتفقا على ضرورة تسريع العمل الحكومي.
وجاءت مواقف الحريري إثر لقائه عون في القصر الجمهوري، حيث أعلن أن الحكومة ستعقد جلسة الأسبوع المقبل، وقال: «اتفقت وفخامة الرئيس على ضرورة تسريع العمل الحكومي لتحقيق الإنجازات المطلوبة، وعلى أن الكلام في الإعلام يجب أن يتوقف، ونتمنى من وسائل الإعلام مساعدتنا».
ولفت إلى أنه توافق مع رئيس البرلمان نبيه بري على ضرورة الإسراع بإنجاز الموازنة في مجلس النواب، كما وصف اللقاء الذي جمعه مع عون بالإيجابي، مضيفاً: «لا توجد خلافات حول التعيينات، والأسبوع المقبل ستكون هناك جلسة للحكومة، وما يهمني أنا والرئيس عون هو النتائج».
وعن الصلاحيات بين الرئاستين، أكد الحريري أنه لم يتم التطرق خلال اللقاء إلى هذا الموضوع، وقال: «علاقتي مع فخامة الرئيس هي علاقة ودية، وأي لقاء يجمعني به يسوده الانفراج».
ورداً على سؤال حول التسوية الرئاسية واللقاء مع وزير الخارجية جبران باسيل، أوضح: «المشكلة اليوم لا تكمن بالتسوية الرئاسية فقط، وعلينا أن نعود إلى الهدوء والعمل، وأن نفكر بالعقل. فقد أنجزنا الكثير، وعلينا استكمال العمل بدلاً من الاختلاف».
وعن موضوع التدخلات في القضاء، أكد الحريري أن لا أحد يريد التدخل في القضاء، والإصلاح يجب أن يطال الجميع، وجميع الوزارات. وأضاف: «الاستقلالية يجب أن تمنح للقضاء بشكل كامل. وانتقد إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية، معتبراً أنه لا يحق لهم القيام بذلك، «علماً بأن الموازنة لم تطل الأساتذة، والتظاهر الذي يقومون به هو معيب بحقهم»، سائلاً: «لماذا يحرمون أكثر من 100 ألف طالب لبناني من الذهاب إلى الجامعة؟».
من جهة أخرى، أدان الحريري الاعتداء الذي استهدف مطار أبها الدولي في السعودية وأدى إلى إصابة 26 مدنيا.
وقال في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي: «إن هذا الاعتداء يؤكد استمرار المحاولات الخبيثة لاستهداف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية والشعب السعودي الشقيق». وأضاف: «إننا إذ نستنكر بشدة هذا الاعتداء الجديد، نؤكد وقوفنا وتضامننا مع المملكة، قيادة وشعبا، في التصدي لمثل هذه الاعتداءات ومنعها من تحقيق أهدافها المبيتة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.