آل سويلم يودع النصراويين ببطولة «استثنائية» وفريق لا يقهر

الجماهير تتحسر على رحيله... وتترقب «الجديد»... ومصير حمد الله «مجهول»

آل سويلم محتفلاً ببطولة الدوري مع المغربي عبد الرزاق حمد الله (الشرق الأوسط)  -  مدرجات النصر تغنت كثيراً برئيس النصر في الموسم الماضي (تصوير: بشير صالح)
آل سويلم محتفلاً ببطولة الدوري مع المغربي عبد الرزاق حمد الله (الشرق الأوسط) - مدرجات النصر تغنت كثيراً برئيس النصر في الموسم الماضي (تصوير: بشير صالح)
TT

آل سويلم يودع النصراويين ببطولة «استثنائية» وفريق لا يقهر

آل سويلم محتفلاً ببطولة الدوري مع المغربي عبد الرزاق حمد الله (الشرق الأوسط)  -  مدرجات النصر تغنت كثيراً برئيس النصر في الموسم الماضي (تصوير: بشير صالح)
آل سويلم محتفلاً ببطولة الدوري مع المغربي عبد الرزاق حمد الله (الشرق الأوسط) - مدرجات النصر تغنت كثيراً برئيس النصر في الموسم الماضي (تصوير: بشير صالح)

أثار قرار ابتعاد سعود آل سويلم عن سباق الترشح لرئاسة نادي النصر، صدمة كبيرة بين أنصار «بطل الدوري السعودي»، بعد أن كان الاسم الأبرز لتولي هذا المنصب في السنوات الأربع المقبلة، نظير النجاح الكبير الذي حققه في الموسم الماضي بتتويج النصر بطلاً للدوري السعودي للمحترفين «دوري كأس الأمير محمد بن سلمان» وكسر احتكار الهلال غريمه التقليدي الذي سيطر على لقب بطولة الدوري المحلي في المواسم الماضية.
ومن المنتظر أن تفتح يوم الأحد فترة أخرى للترشيح من جديد بسبب عدم تقدم أي مرشح خلال الفترة الأولى.
ومن المتوقع ألا يتقدم أي مرشح لرئاسة النصر حيث من المنتظر أن يتم تكليف أحد الأسماء لرئاسة الفريق في الموسم المقبل بالتكليف.
ويبرز اسم نائب الرئيس عبد العزيز الجليل بالإضافة إلى عضو الشرف «شرف الحريري» كأحد أهم المرشحين لتولي الرئاسة في الموسم المقبل بالتكليف.
وأشارت مصادر مطلعة عن وجود محاولات من مؤثرين لثني آل سويلم عن قراره بالابتعاد عن الوسط الرياضي والعودة للعمل في النصر.
ويخشى النصراويون أن يؤثر ابتعاد آل سويلم على مسار العمل في النادي حيث سبق أن ربط محترف النصر وهدافه المغربي عبد الرزاق حمد الله بقاءه في النصر ببقاء آل سويلم رئيساً للنصر.
من جانبه أعلن عضو شرف النصر عبد العزيز بغلف تراجعه عن قراره الابتعاد من الوسط الرياضي، حيث قدم مليون ريال للمرشح الجديد وغرد عبر حسابه في «تويتر» «يشرفني أن أقدم مبلغ مليون ريال دعماً للنادي والمرشح الجديد شاملة عضوية الشرف، والعدول عن الابتعاد عن الوسط الرياضي. بتوفيق الله وبكم أيها المخلصون لنصرنا يجب أن يبقى في القمة، شكرا سعود آل سويلم على ما قدمت وبالتوفيق للرئيس الجديد».
كما تفاعل رئيس النصر السابق الأمير فيصل بن تركي مع قرار آل سويلم عدم ترشيح نفسه وغرد «تعجز الكلمات عن شكر أخي الغالي سعود السويلم على العمل الكبير الذي قدمه للعالمي على جميع الأصعدة، وإن كنت شخصيا أتمنى استمراره بالفترة القادمة، ولكننا يجب أن نحترم قراره والشكر موصول لجميع أعضاء مجلس الإدارة المميزين».
ويقوم حالياً المدير التنفيذي أحمد البريكي بتسيير الأعمال في النادي حتى يتم انتخاب أو تكليف رئيس جديد.
ولم يكن سهلاً على المنتمين للبيت الأصفر تقبل ابتعاد الرئيس الذي قلب كل التوقعات في فترة وجيزة وجلب أفضل المحترفين الأجانب، ومن المحليين دعم صفوف «العالمي» بأبرز اللاعبين، وتحدى كل العقبات التي واجهته، وصنع فريقا لا يقهر، وكان جبهة الدفاع الأولى عن حقوق ناديه، وخط الهجوم الأول باتجاه منافسيه، حتى فاقت شعبيته نجوم فريقه، ولقبه الجمهور بـ«الشامخ».
وعلى الرغم من الخبرة الإدارية الرياضية الضئيلة لسعود آل سويلم، فإنه كان مستوعباً لكل دهاليز وخفايا الرياضة، وكيف تدار الأندية باحترافية، وطبق فنون الإدارة بحذافيرها، حيث لم يحتج سوى موسم واحد لمصافحة الذهب وتخليد اسمه في سجل الذهب النصراوي، فحقق بطولة الدوري السعودي للمحترفين، وجاء بفريقه من بعيد، حينما كان أغلب النقاد والمحللين يؤكدون أن البطولة زرقاء، نظير الفارق النقطي الكبير بينه وبين الهلال صاحب الصدارة، في الوقت الذي يحتاج غيره من الرؤساء مواسم لبناء فريق قادر على التتويج بلقب الدوري.
البيئة الرياضية الاحترافية التي أسسها سعود آل سويلم في نادي النصر خلال فترة وجيزة لم تكن محض الصدفة، وذلك لاعتماده على أهل التخصصات المختلفة سواء الإدارية أو الفنية وحتى المالية، بالإضافة إلى المختصين في الجانب الإعلام الرياضي، فكان النصر في الموسم الماضي أشبه بخلية النحل من ناحية التنظيم في جميع المجالات، وكانت النهاية سعيدة لجميع النصراويين، بفضل الحنكة الإدارية التي كانت خلف هذا العمل المتقن الذي لم يعتمد على قرارات ارتجالية، حيث استعان آل سويلم بالخبرات وقربهم من البيت النصراوي.
وعلى الرغم من التعاقدات الواسعة التي أحدثها في ناديه بجلب 8 لاعبين أجانب ولاعبين محليين، بمبالغ مالية ضخمة فاقت الـ300 مليون ريال، فإن النصر ظل من الأندية التي لم تعان من الضائقة المالية، ولم تشك من تراكم رواتب اللاعبين، نظير الضخ المالي الكبير من رئيس النادي لسداد المستحقات المالية أولاً بأول، إلى جانب المكافآت التي كانت تصرف في وقتها للاعبين، وهو ما ترجموه على أرضية الملعب بتحقيق الانتصارات والتشبث بأمل التتويج بلقب الدوري في المنعطف الأخير من المسابقة، على الرغم من ابتعاد الهلال بصدارة الترتيب.
ولم يتأثر النصر بفقدان أبرز الأسماء الأجنبية أو المحلية طوال الموسم الشاق والاستثنائي، فمع هبوط مستوى النيجيري أحمد موسى وإصابة المغربي نور الدين أمرابط، حيث كلف الأول الخزينة النصراوية أكثر من 50 مليون دولار، بينما كان الثاني من أبرز الأسماء في الدوري السعودي للمحترفين، وابتعد عن المستطيل الأخضر في الكثير من المواجهات الحاسمة في الأمتار الأخيرة من السباق نحو اللقب، إلا أن النصر ظل متماسكاً يسير في الطريق الصحيح نحو لقب البطولة، بفضل البديل الجاهز من اللاعبين المحليين الشبان الذين وجدوا الفرصة الكاملة من الجهاز الفني والإداري، وكانوا عند حسن الضن.
وكان سعود آل سويلم جريئاً بإبعاد من توقف طموحهم وقل عطاؤهم من اللاعبين المحليين وباتوا يشكلون عبئاً فيناً ومالياً على ناديه، وكسب الرئيس الرهان في نهاية المطاف، حيث أعاد للنصر شبابه وحيويته، والرونق الذي كان عليه في سنوات مضت حينما كان يعتمد على ماجد عبد الله ومحيسن الجمعان ويوسف خميس ومرحوم المرحوم وعبد الله الثنيان وسعود الحمالي ومساعد الطرير، وهم في مقتبل العمر، وأعاد «فارس نجد» شاباً فتياً لا يقدر على مجاراته أحد.
رحل «الشامخ» بعد الموسم التاريخي الذي كتبه بماء الذهب وسطر صفحة من الأمجاد النصراوية في سجل البطولات، ويتفق جميع الرياضيين باختلاف ميولهم على أن رحيل آل سويلم خسارة للرياضة السعودية قبل نادي النصر، فكان في الفترة الماضية علامة فارقة بين رؤساء الأندية، سواء بابتعاده عن الإعلام وتفرغه لخدمة ناديه، ودقته في اختيار اللاعبين، والأجهزة الفنية، وحتى تصاريحه الرنانة التي أعادت الإثارة من جديد للساحة الرياضة.
وترك آل سويلم خلفه بيئة احترافية جاذبة، ستسهل على من يخلفه من رجال النصر قيادة الفريق في الفترة الرئاسية الجديدة، والمحافظة على ما تحقق من منجزات، باستمرار اللاعبين الأجانب التي تمتد عقودهم لمواسم مقبلة، واللاعبين المحليين المنضمين حديثاً للفريق، بالإضافة إلى الأمور المالية المرتبة وصرف جميع الرواتب، حيث لا متأخرات في نادي النصر خلال الفترة الماضية، فجميع المؤشرات توحي بنجاح الرئيس الجديد لنادي النصر.
وكان سعود آل سويلم المكلف برئاسة نادي النصر لمدة موسم واحد من قبل تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأسبق، قد أمضى موسما رياضيا في خدمة ناديه وتكفل في أغلب الصفقات المحلية والأجنبية من جيبه الخاص، وصل معه الفريق للدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا، وبلغ الدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وحقق بطولة الدوري السعودي للمحترفين.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.