رفضت المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) طلبا قدمه محامون بالنيابة عن يمني في سجن غوانتانامو للإفراج عنه بعد 17 عاما قضاها في السجن بدون محاكمة. لكن، دعا واحد من القضاة إلى النظر في كل موضوع الحبس إلى أجل غير مسمى، وعن دستوريته، وعن العلاقة بين القضاء العسكري والقضاء المدني.
ورفض القضاة التسعة أول من أمس النظر في طلب معاذ حمزة أحمد العلوي الذي اعتقل في باكستان عام 2001 ونقل إلى سجن غوانتانامو عام 2002. كان العلوي، وهو مواطن يمني ولد وتربى في السعودية، سافر إلى أفغانستان وانضم إلى تنظيم «القاعدة».
ونقلت وكالة «رويترز» بيانا جانبيا أمس الثلاثاء، أصدره القاضي ستيفن براير، قال فيه: «آجلا أو عاجلا، ينبغي لهذه المحكمة أن تصدر قرارا شاملا عن إذا يسمح الكونغرس والدستور باستمرار احتجاز شخص اعتقل في ساحة الحرب لأجل غير مسمى».
وجاء في المرافعة التي قدمها محامو العلوي (42 عاما) إنه ينبغي إطلاق سراحه لأسباب منها أن «الصراع الأميركي في أفغانستان انتهى من الناحية العملية».
في الجانب الآخر، جاء في المرافعة التي قدمتها وزارة العدل أن العلوي «تلقى تدريبات قتالية في معسكر تابع لطالبان في أفغانستان، وعاش في أماكن تابعة «لطالبان»، ولتنظيم «القاعدة». وتوجد وثائق توضح أنه تسلم بندقية، وذخيرة، وقنابل يدوية. وأنه عمل تحت إمرة قائد كبير في تنظيم القاعدة، وذلك حتى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001».
لكن، قال محامو العلوي إن المحاكم الدنيا لم تجد «دليلاً على أن موكلنا استخدم السلاح على الإطلاق ضد الولايات المتحدة، أو ضد شركائها في التحالف. أو كانت له أي علاقة بهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، أو غيرها من الهجمات على الولايات المتحدة».
على هذه النقطة رد محامو وزارة العدل: «أبلغ رئيسان (باراك أوباما، ودونالد ترمب)، مراراً وتكراراً، الكونغرس بأن الأعمال العدائية النشطة لا تزال مستمرة ضد القاعدة وطالبان والقوات المرتبطة بهما».
في العام الماضي، أثناء مجادلات داخل محكمة عسكرية في سجن غوانتانامو، قال محامو العلوي، ومحامو معتقلين غيره، بأن قانون محاكمة العلوي، وآخرين في المعتقل، صدر بعد اعتقالهم، ولهذا، يجب ألا يطبق عليهم. وكان هذا الجدل من أسباب عرقلة الإجراءات القضائية، واستقالة قاضي المحكمة في ذلك الوقت.
في ذلك الوقت، قال تلفزيون «الحرة» الأميركي الحكومي: «منذ سنوات، تثير المحاكمات جدلا، وتبدو أنها ستستمر بدون نهاية. يظل 5 متهمين، بينهم خالد شيخ محمد، الذي يوصف بأنه العقل المدبر في السجن، بدون تحديد مواعيد لمحاكمتهم».
وقال التلفزيون: «بعد تأخير سنوات، بسبب عثرات قانونية لا تحصى، وقضايا متعلقة بالمداولات، يظل غير واضح متى ستبدأ المحاكمات» (ناهيك عن متى ستنتهي).
في ذلك الوقت، قالت صحيفة «ميامي هيرالد» بأن محامي شيخ محمد، وبقية المعتقلين، «حاولوا إقناع المحكمة العسكرية بأن دخول الولايات المتحدة في الحرب ضد القاعدة بدأ فقط بعد هجمات عام 2001. ولهذا، لا تجب محاكمة مخططي الهجمات إلا في محاكم مدنية». لكن، قال ممثلو الاتهام بأن «الحرب بين الولايات المتحدة وهذه الجماعة الإرهابية بدأت مع إعلان القتال ضد الأميركيين» الذي أصدره مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، عام 1996.
القضاء الأميركي يرفض إطلاق يمني محتجز في غوانتانامو
قضى 17 عاماً في السجن بدون محاكمة
القضاء الأميركي يرفض إطلاق يمني محتجز في غوانتانامو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة