اليوغا في الهند... ديتوكس للجسد والروح وتواصل مع الطبيعة

رحلات جماعية تستهدف رجال الأعمال وعشاق التأمل

ليست كل المراكز تقليدية... فهنا منتجعات «5 نجوم» توفر ملاذات لعشاق اليوغا والترف
ليست كل المراكز تقليدية... فهنا منتجعات «5 نجوم» توفر ملاذات لعشاق اليوغا والترف
TT

اليوغا في الهند... ديتوكس للجسد والروح وتواصل مع الطبيعة

ليست كل المراكز تقليدية... فهنا منتجعات «5 نجوم» توفر ملاذات لعشاق اليوغا والترف
ليست كل المراكز تقليدية... فهنا منتجعات «5 نجوم» توفر ملاذات لعشاق اليوغا والترف

خرجت اليوغا إلى النور منذ أكثر من 2.500 عام داخل الهند، وأصبحت اليوم مطلب رجال الأعمال وذوي المناصب العالية ممن يحبون أن يغذوا أرواحهم بأشياء يفتقدونها في زحمة العمل والمنافسات. فاليوغا بالنسبة لهم تتعدى مجرد ثني الجسد وتمديده. هؤلاء اكتشفوا أن اليوغا من الأدوات التي يمكن أن تعينهم على الاقتراب أكثر من ذواتهم وسبر أغوارها. وكان من الطبيعي، بعد تنامي هذا الاهتمام، أن تنتعش ملاذات ومراكز اليوغا حول العالم. وبما أن الهند هي موطن نشأتها؛ فقد كان لها نصيب الأسد من الرحلات السياحية المتخصصة.
من جهتها، لم تتأخر الهند في مواكبة الطلب وتوفير سبل متنوعة ولكل المستويات؛ من المبتدئين إلى المتمرسين، فهي تضم كثيراً من مدارس اليوغا، يديرها أساتذة كبار لا يزالون متمسكين بتقاليد اليوغا على أصولها وفلسفتها القديمة.

- ماذا يعني منتجع اليوغا؟
منتجع اليوغا عبارة عن مكان هادئ عادة ما يقع على مسافات بعيدة عن المدن وفي قلب الطبيعة بين الأشجار الوارفة والجبال حتى يتسنى لممارسها الراحة والسكينة. الهدف في هذه المنتجعات عموماً تقديم فرصة لزائريها بأن يشحذوا طاقتهم الروحية والجسدية على حد سواء، بممارسة حياة بطيئة بعيدة عن الضغوطات والمنافسات والتوترات. فالإقامة داخل منتجع يوغا لأيام أو لأسابيع، لا تساعد على إتقان فنون اليوغا فحسب، وإنما أيضاً تمنح المرء فرصة مقابلة أشخاص من كل أنحاء العالم لهم الاهتمامات وطرق التفكير نفسها. بجانب أن هذه المنتجعات توفر نظاماً غذائياً نباتياً يخلص الجسم من بعض السموم، سعياً للوصول إلى أقصى درجة ممكنة من النتائج الإيجابية في غضون فترة قصيرة.
وتتمتع الهند بكثير من منتجعات اليوغا والتأمل. فهي منتشرة بين مدن صغيرة تقع على سفوح الجبال في إقليم جبال الهيمالايا أو منتجعات ساحلية قائمة على امتداد ساحل بحر العرب.
وإذا كانت لديك رغبة حقيقية لتنمية مهارات اليوغا داخل بيئة حقيقية أو فقط شحذ طاقتك الروحية والجسدية، فليس من سبيل أمثل لتحقيق ذلك من قضاء بعض الوقت داخل «أشرم». و«أشرم» صومعة أو دير مفتوح للجميع يمارس الناس داخل جدرانه طقوس التأمل على أصولها وحياة بسيطة، مع الالتزام بنظام غذائي نباتي، إضافة إلى توافر علاجات أيورفيدا. بجانب المكاسب البدنية التي تبدو واضحة بعد فترة قصيرة، فإن مثل هذه التجربة من شأنها أن تُغير نظرتك للعالم من حولك وكيف تتعامل معه.
وفيما يلي جولة عبر أفضل مراكز ومنتجعات اليوغا على مستوى الهند:

- ريشيكيش... عاصمة اليوغا على مستوى العالم
عبارة عن مدينة جبلية روحية تقع في شمال الهند، وهي واحدة من أشهر المقاصد بين عاشقي اليوغا على الصعيد العالمي. ونالت ريشيكيش شهرتها الواسعة بوصفها «عاصمة اليوغا في العالم» بعد زيارة فريق «البيتلز» الغنائي الشهير لها في ستينات القرن الماضي. ومن الممكن أن تؤدي تجربة إقامتك داخل ريشيكيش إلى إحداث تحول كامل في طريقة تفكيرك وتعاملك مع الآخر. وتضم ريشيكيش بين جنباتها حالياً المئات من الأماكن المتخصصة، أي الـ«أشرم»، ودورات تدريبية لتأهيل الأفراد على ممارستها بشكل صحيح. وتكمن الأهمية الأولى هنا في تحديد المنتجع المناسب لحاجتك الشخصية.
بالنسبة للمبتدئين؛ يشكل «يوغا فيديا مانديرام»، الواقع في جبال الهيمالايا بمنطقة ريشيكيش مركزا مهماً لليوغا والتأمل. ويوفر المركز تجربة مثالية تشمل الاسترخاء والتأمل وتعلم الكثير من الوقفات الخاصة باليوغا وممارسات التنفس أثناء التأمل. ويعتمد هنا على الطرق التقليدية والحديثة على حد سواء.
فيوغا «يوغا نيدار» التي يُوفرها المركز مثلاً، من الممارسات المعاصرة لليوغا.
الخيار الآخر يوجد في «يوغاناندهام» الذي يعد واحداً من أفضل منتجعات اليوغا على مستوى ريشيكيش. في هذا المكان، يمكنك حضور دروس في اليوغا في الصباح والمساء، وتكريس جزء كبير من وقت النهار في التأمل الشخصي وممارسات تطهير الروح. ويعدّ «يوغاناندهام» واحداً من أشهر منتجعات اليوغا، ولا تقتصر الدروس التعليمية بداخله على اليوغا فحسب، وإنما تمتد إلى كيفية اختيار النظام الغذائي الصحي والتعريف بأيورفيدا وفلسفة اليوغا والتأمل.

- مركز «إشا يوغا» - تاميل نادو:
فيما يتعلق بالمسافرين الباحثين عن منتجع يوغا يخلو من النزعات الدينية الواضحة التي يمكن أن تغلب على كثير من الممارسات، فإن مركز «إشا يوغا» في تاميل نادو واحد من الخيارات النموذجية على هذا الصعيد. يقع المركز على سفح تلال فيليانغيري، ويعد واحداً من أفضل منتجعات اليوغا في الهند.
وتكمن الميزة الكبرى في هذا المركز في أنه لا يهدف إلى الربح، ويخلو من أي طابع ديني. ويوفر برامج مكثفة تعين الزائرين على إعادة التواصل مع ذواتهم الداخلية وأرواحهم وأجسادهم.
أما نظام اليوغا، فيشكل لبّ نشاطات المركز. ويوفر المركز دورة تدريبية تمهيدية تمتد بين 3 و7 أيام يطلق عليها «إنير إنجنيرينغ»، وتدرس ممارسات التأمل وكيفية تعزيز القوة الداخلية للمرء.
ويوفر المركز كذلك دورات متنوعة، مثل «هاثا يوغا» و«يوغا من أجل الأطفال» و«برامج تأمل متطورة» ودورات لتنشيط الذهن والجسد بناءً على مبادئ «أيورفيدا». لهذا ليس غريباً أن يجتذب زائرين من شتى أرجاء العالم.
وهناك كذلك «مركز إشا لإعادة التنشيط»، حيث يجري توفير ممارسات أيورفيدية للتدليك والعلاج وتخفيف آلام أجزاء معينة من الجسم.

- «آرت أوف ليفينغ أشرم» ـ بنغالور:
يعدّ «آرت أوف ليفينغ أشرم» أكثر عن مجرد منتجع يوغا. فهو بمثابة المقر الرئيسي لمجتمع اليوغا العالمي، وأسسه الزعيم الروحي العالمي غورو رافي شانكار. ويقع مركز «آرت أوف ليفينغ أشرم» في بنغالور، وهو عبارة عن مجمع يقع على مساحة 65 فداناً على قمة تلال بانشاغيري في ضواحي المدينة. يضم المنتجع مزارع عضوية وبحيرة وطرقاً جبلية وحدائق تحيط المنشأة لضمان أعلى درجات الاسترخاء وهدوء الذهن.
ويضم المركز برامج للتنمية الذاتية بالاعتماد على أساليب التنفس والتأمل واليوغا، والتي تعين بدورها على تخفيف حدة الضغوط العصبية.
وتساعد أساليب التنفس التي يتولى المركز تعليمها، في استعادة الإيقاع الطبيعي لعمل الذهن والجسم. كما يوفر برنامجاً بعنوان «دورة المؤسسة» أو «فن الحياة - الجزء الأول» يمتد 3 أيام، وهو بمثابة ورشة عمل داخلية. وتتضمن الدورات الأخرى المتاحة: «فن الحياة - الجزء الثاني»، واليوغا، والتأمل، ودورات أخرى معدة خصيصاً للشباب.

- منتجع «سواسوارا لليوغا» - غوكارنا:
يحمل اسم المركز لفظين هنديين بمعنى «الذات» و«الصوت»، ويهدف منتجع «سواسوارا» إلى معاونة الضيوف على التناغم مع أصواتهم الداخلية. يطل المكان على بحر العرب ويمتد عبر 26 فداناً، وإن كان أكثر من نصف أراضيه متروكاً تماماً دون تغيير بهدف حماية النظام البيئي المحلي. ويضم المكان وفرة من أشجار النخيل وجوز الهند، بجانب شواطئ ساحرة، مما يجعل المكان واحداً من أفضل منتجعات اليوغا على مستوى الهند.
داخل المنتجع، يمكنك التواصل مع جميع جوانب ذاتك الداخلية عبر ممارسات اليوغا الخاصة وورشات تدريبية لفنونها، والمشاركة في يوم «أنتار ماونا» (الصمت الداخلي). بجانب ذلك، يمكنك تطهير جسدك وذاتك عبر التزام نظام غذائي نباتي ومعاودة التواصل مع عناصر الطبيعة المحيطة من خلال الاعتماد على أساليب تنفس معينة تعينك على الاستمتاع بالهواء النقي الآتي من المحيط.

- «شرياس يوغا» - بنغالور:
يعد منتجع «شرياس» لليوغا في بنغالور واحداً من منتجعات اليوغا المهمة في العالم. يمتد على مسافة تتجاوز 25 فداناً من الخضرة والأشجار والمساحات المائية، ومع هذا، لا يستضيف أكثر عن 20 ضيفاً في المرة الواحدة. ويوفر المكان برنامجاً عميقاً لممارسة اليوغا يجعل من «شرياس» خياراً مفضلاً لدى كثيرين. علاوة على ذلك، يوفر المنتجع كثيراً من البرامج المخصصة للمبتدئين، وأخرى تخدم احتياجات ممارسي اليوغا المخضرمين. ويجري عقد دروس داخل المنتجع في أماكن مفتوحة.
وتكون الإقامة في المنتجع على شكل مجموعات من الأكواخ مترامية في الحدائق، بجانب برك مائية. ويتميز تصميم المكان عموماً بجمال خاص يتجلى في الأبواب العتيقة والأعمدة الحجرية والأرض الرملية. أيضاً، يتبع المكان نظاماً غذائياً نباتياً يعتمد على عناصر من حديقة الخضراوات العضوية المحيطة بالمكان.
داخل المنتجع، يمكنك الاختيار بين حضور دروس اليوغا، أو التأمل، أو ارتياد الـ«سبا»، أو تناول طعام نباتي عضوي، أو المشاركة في نشاطات خدمة المجتمع، أو الاستمتاع بالمشاركة في نقاشات حول اليوغا وفلسفتها. وتشع من مختلف جنبات المكان ترددات إيجابية تجذب الزائرين.
أيضاً، يوفر المنتجع جلسات تدليك مستوحاة من اليوغا، ودروساً للتأمل، ودروساً في طهي أطباق نباتية، قبل أن ينغمس الزائر في الثقافة المحلية الهندية عبر زيارات ينظمها المنتجع إلى عدد من المدارس والملاجئ القريبة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».