تشييع الساروت منشد الثورة السورية

جانب من تشييع نجم كرة القدم وأيقونة الثورة السورية عبد الباسط الساروت في بلدة الدانا قرب إدلب أمس (رويترز)
جانب من تشييع نجم كرة القدم وأيقونة الثورة السورية عبد الباسط الساروت في بلدة الدانا قرب إدلب أمس (رويترز)
TT

تشييع الساروت منشد الثورة السورية

جانب من تشييع نجم كرة القدم وأيقونة الثورة السورية عبد الباسط الساروت في بلدة الدانا قرب إدلب أمس (رويترز)
جانب من تشييع نجم كرة القدم وأيقونة الثورة السورية عبد الباسط الساروت في بلدة الدانا قرب إدلب أمس (رويترز)

شيع آلاف السوريين، أمس الأحد، عبد الباسط الساروت، أيقونة الثورة السورية ضد النظام السوري، والذي استشهد في المعارك بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام وحلفائه في ريف حماة الشمالي.
وأفاد ناشطون بأن الصلاة على الساروت أقيمت بعد ظهر أمس، في جامع التوحيد بمدينة الريحانية التركية، على أن يتم نقل جثمانه لاحقاً إلى بلدة الدانا بمحافظة إدلب، ليتم دفنه هناك، حسب وصيته أن يدفن في سوريا.
الساروت من مواليد 1992 في مدينة حمص (وسط)، وكان حارس مرمى في نادي الكرامة الحمصي، قبل أن ينخرط في المظاهرات ضد النظام منذ انطلاقتها 2011، وقد عرف باسم «منشد الثورة» بسبب الأهازيج والأناشيد التي أطلقها في المظاهرات رفقة الفنانة الراحلة فدوى سليمان، ولاقت انتشاراً على نطاق واسع بين الناشطين السوريين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد قمع المحتجين، حمل الساروت السلاح ضد النظام، في تحول يجسد كيف تطورت الانتفاضة إلى صراع مسلح. وفقد الساروت والده و4 من أخوته على يد قوات النظام خلال السنوات الأخيرة.
غادر حمص عام 2014 ضمن اتفاق إخلاء، بعد حصار وقصف من قبل قوات النظام دام أشهراً.
عاد الساروت للعمل العسكري ضد النظام، ضمن «جيش العزة»، أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، مع اشتداد المعارك شمال سوريا، ومحاولة النظام السوري وحلفائه التقدم في ريفي حماة وإدلب، الشهر الماضي. غير أن الساروت أصيب إصابة بليغة قبل أيام في ريف حماة ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج، وأعلن «جيش العزة»، السبت، أن نجم الكرة السابق عبد الباسط الساروت الذي أصبح رمزاً للانتفاضة، توفي، متأثراً بجروحه في المعركة ضد النظام شمال غربي البلاد، ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.