تحفيزاً للاستثمار... السعودية تبدأ تخفيض القيمة الاسمية للصكوك المحلية

الأسهم المحلية تستهل تعاملاتها بمكاسب قوية

متعاملون في السوق السعودية (رويترز)
متعاملون في السوق السعودية (رويترز)
TT

تحفيزاً للاستثمار... السعودية تبدأ تخفيض القيمة الاسمية للصكوك المحلية

متعاملون في السوق السعودية (رويترز)
متعاملون في السوق السعودية (رويترز)

تحفيزاً للاستثمار؛ بدأت السوق المالية السعودية، أمس الأحد، تعديل القيمة الاسمية للصكوك الحكومية المحلية المدرجة، وذلك من مليون ريال للصك (266.6 ألف دولار)، إلى ألف ريال للصك (266.6 دولار)، فيما لن تقود هذه الخطوة إلى أي تغيير في حجم الإصدار.
ويأتي تخفيض القيمة الاسمية للصكوك المحلية بناءً على الطلب المقدم من وزارة المالية، فيما تعزز هذه الخطوة من جاذبية سوق الصكوك في السعودية من جهة؛ وتترجم بفاعلية «رؤية المملكة 2030» من جهة أخرى، وهي الرؤية الوطنية الطموح التي تستهدف تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، فيما من المتوقع أن يساهم تطوير أدوات الاستثمار في تطوير القطاع المالي.
وتستهدف السعودية تطوير سوق الصكوك المحلية وتنويع قاعدة المستثمرين فيها، هذا بالإضافة إلى تطوير المنتجات الاستثمارية المتاحة للمستثمرين في السوق المالية.
وتعدّ الصكوك الحكومية من أكثر الأدوات المالية جذباً للاستثمارات، حيث تكشف الأرقام عن طلبات عالية يتم رصدها مقابل الصكوك والسندات الحكومية السعودية التي يتم طرحها في السوق المحلية أو الدولية.
وشمل التغيير في القيمة الاسمية نحو 29 إصداراً لصكوك حكومية استثمارية، فيما تحظى هذه الصكوك بمعدلات ربحية مجزية، يتم توزيعها على شكل نصف سنوي.
وتعد السندات والصكوك الحكومية أكثر أدوات التمويل التي تتوجه لها الدول ذات التصنيفات الائتمانية المستقرة، حيث تتمكن الدول المتجهة إلى إصدار السندات والصكوك الحكومية من الحصول على التمويل المالي اللازم، بأفضل الهوامش الربحية، مما يحفظ لها استدامة احتياطاتها الأجنبية، ويدعم في الوقت ذاته نمو الاقتصاد المحلي.
وترتكز السعودية على قوة مالية واحتياطات أجنبية كبيرة، كما أنها حافظت على تصنيفها الائتماني المريح من وكالات دولية عدة، وذلك رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط، حيث تمثل الإصلاحات الاقتصادية السبب الرئيسي في الحفاظ على الموقف الائتماني الإيجابي.
تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي أعلن فيه مكتب إدارة الدين العام في وزارة المالية السعودية، قبل نحو عامين، عن اكتمال إنشاء «برنامج الصكوك بالريال السعودي».
وبالحديث عن السوق المالية السعودية، استأنفت سوق الأسهم المحلية أمس الأحد تداولاتها عقب التوقف لإجازة عيد الفطر المبارك، فيما شهدت تداولات السوق أمس مكاسب قوية قفز من خلالها مؤشر السوق قريباً من مستويات 8700 نقطة.
وأنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية تعاملاته أمس، عند مستويات 8699 نقطة، محققاً بذلك مكاسب يبلغ حجمها نحو 182 نقطة، ليسجل ارتفاعاً تبلغ نسبته 2.1 في المائة.
وأغلقت أسهم 171 شركة أمس على اللون الأخضر، فيما بلغت مستويات السيولة النقدية المتداولة نحو 2.5 مليار ريال (666.6 مليون دولار)، وهي سيولة نقدية تأتي قريبة من متوسطات السيولة النقدية المتداولة خلال الشهر الماضي.
وبإغلاق يوم أمس، بلغت حجم المكاسب التي حققها مؤشر سوق الأسهم السعودية منذ بداية العام الحالي نحو 11.1 في المائة، فيما من المتوقع أن تعزز الأسهم السعودية من أدائها الإيجابي خلال النصف الثاني من هذا العام، حيث من المنتظر أن تعلن الشركات المدرجة عن نتائجها المالية للربعين الثاني والثالث.
وقفزت القيمة السوقية للأسهم السعودية مع إغلاق يوم أمس الأحد، فوق مستويات تريليوني ريال (533.3 مليار دولار)، وجاء ذلك بدعم من مكاسب تعاملات السوق يوم أمس التي بلغت 2.1 في المائة.
وجاءت تداولات سوق الأسهم السعودية أمس الأحد في رابع جلسة يتم تداولها عقب تنفيذ المرحلة الأولى من انضمام السوق المالية المحلية إلى مؤشر «إم إس سي آي (MSCI)» للأسواق العالمية الناشئة.
ويمثّل انضمام السوق المالية السعودية إلى مؤشرات الأسواق العالمية خطوة مهمة على صعيد جاذبية الاستثمار، وبيئة السوق، حيث تُعد المؤشرات العالمية للأسهم مرجعاً أساسياً لصناعة إدارة الأصول بتوفيرها إمكانية مقارنة الأداء، وأساساً لتوزيع الأصول في بناء المحافظ الاستثمارية، والتي تأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي للأسواق وحجمها وقطاعاتها الاستثمارية.


مقالات ذات صلة

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، وهو الأعلى تاريخياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة الرياض (رويترز)

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)

«أدنوك للإمداد» تستكمل الاستحواذ على 80 % من «نافيغ 8» بنحو مليار دولار

إحدى ناقلات شركة «نافيغ 8» (وام)
إحدى ناقلات شركة «نافيغ 8» (وام)
TT

«أدنوك للإمداد» تستكمل الاستحواذ على 80 % من «نافيغ 8» بنحو مليار دولار

إحدى ناقلات شركة «نافيغ 8» (وام)
إحدى ناقلات شركة «نافيغ 8» (وام)

أعلنت «أدنوك للإمداد والخدمات بي إل سي»، الأربعاء، استكمالها الاستحواذ على 80 في المائة من ملكية شركة «نافيغ 8 توبكو القابضة» (نافيغ 8)، مقابل 3.8 مليار درهم (1.04 مليار دولار) مع التزام تعاقدي بشراء نسبة 20 في المائة المتبقية في منتصف عام 2027.

ووفق المعلومات الصادرة، فإن مجموعة «نافيغ 8» شركة متخصصة في تشغيل تجمعات سفن الشحن والإدارة التجارية، وتملك أسطول ناقلات حديثة، مكوناً من 32 ناقلة، ولها حضور مهم في 15 مدينة عبر 5 قارات.

كما تمتلك «نافيغ 8» استثمارات في شركات لإدارة العمليات الفنية، وتزوّد خدمات الوقود في أكثر من ألف ميناء في مختلف أنحاء العالم، وعدد من المؤسسات التي تعمل في القطاع البحري.

وذكرت «أدنوك للإمداد والخدمات بي إل سي» أن الاستحواذ يُشكل خطوة مهمة في استراتيجيتها للنمو النوعي، ويُعزز مكانتها بصفتها شركة عالمية في مجال الخدمات اللوجستية البحرية لقطاع الطاقة. كما يُمثل خطوة جديدة في تنفيذ استراتيجية التوسع العالمي وخلق وإضافة قيمة جديدة لعملائها ومساهميها، وفتح فرص جديدة للنمو التجاري والتوسع في أسواق جديدة.

ولفتت إلى أن هذا الاستحواذ «يستند إلى التكامل الناجح مع شركة (زاخر مارين إنترناشيونال) في عام 2022».

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك للإمداد والخدمات»، القبطان عبد الكريم المصعبي، إن استكمال هذا الاستحواذ يعد خطوةً مهمة في تسريع تنفيذ استراتيجية الشركة للنمو التحويلي، مشيراً إلى أنه من خلال ضم أسطول شركة «نافيغ 8» وحضور الشركة العالمي، يُتيح هذا الاستحواذ تعزيز عروض خدمات الشركة، وتحقيق قيمة كبيرة لعملائها ومساهميها. كما تتيح هذه الخطوة الإستراتيجية فرصاً جديدة لتعزيز نمو الشركة التجاري، والتوسع نحو أسواق جديدة، وترسيخ مكانة الشركة الرائدة عالمياً في مجال الخدمات اللوجستية والبحرية لقطاع الطاقة.

وسيتيح هذا الاستحواذ لـ«أدنوك للإمداد والخدمات» تعزيز عروض خدماتها، لتشمل تجمعات السفن التجارية، وتزويد السفن بالوقود، وتعزيز الانتشار التجاري والإدارة التقنية عالمياً، وتقديم الحلول القطاعية والرقمية الموجهة نحو الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لـ«نافيغ 8» نيكولاس بوش، إن الانضمام إلى «أدنوك للإمداد والخدمات» ومجموعة «أدنوك»، يُسلط الضوء على الجهود الاستثنائية التي بذلها فريق «نافيغ 8» على مدى العقدين الماضيَين، والذي مهّد الطريق للمرحلة المقبلة.

واستحوذت «أدنوك للإمداد والخدمات» على 80 في المائة من ملكية شركة «نافيغ 8»، مقابل 3.8 مليار درهم (1.04 مليار دولار) مع سريان نقل الملكية الاقتصادية بداية من 1 يناير (كانون الثاني) 2024.

كما تعاقدت على شراء نسبة 20 في المائة المتبقية في منتصف عام 2027، مقابل مبلغ مؤجل يتراوح من 1.2 إلى 1.7 مليار درهم (335 إلى 450 مليون دولار)، بناءً على تحقيق الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك المؤقت، يُدفع في ذلك الوقت.

وتوقعت الشركة الإماراتية أن تحقق الصفقة ربحاً إضافياً لشركة «أدنوك للإمداد والخدمات» بنسبة 20 في المائة على الأقل للسهم الواحد في عام 2025، مقارنة بعام 2024.

وقالت «ستُحقق (أدنوك للإمداد والخدمات) قيمة كبيرة لا تقل عن 73.4 مليون درهم (20 مليون دولار) سنوياً، من خلال أوجه تآزر وتكامل مقومات الشركة، بدايةً من عام 2026».