مع صعود نجم الصحف الإلكترونية خلال العقد الأخير، كان عدد غير قليل من العاملين في الوسط الإعلامي يرون أنها ستتسبب في إغلاق الصحف الورقية نظراً إلى ميزاتها في سرعة نقل الأحداث، لكنها بدلاً من ذلك دخلت في أزمة هي الأخرى تهدد وجودها نتيجة ميزات حصرية جلبتها منصات التواصل الاجتماعي.
تحول «تويتر» و«فيسبوك» تدريجياً من منصات للتواصل الاجتماعي إلى منصات إخبارية واجتماعية في آن واحد، قد تصبح بديلاً للصحف الإلكترونية التي أغلق بعضها أبوابه أو اعتمد بشكل شبه كامل على استنساخ الأخبار من الصحف الورقية.
وفّرت منصات التواصل الاجتماعي إمكانية تصفح الأخبار عبر «تويتر» من خلال ميزة تعرض أبرز الأخبار العامة والرياضية والترفيهية والفنية بقوائم وعناوين تختصر أهم القضايا، إضافة إلى سردها بأسلوب قصصي، وعرض أكثر التغريدات رواجاً حول هذه الأخبار باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يضيف إليها موضوعية وحياداً أكثر دون تدخل «حارس البوابة» في الصحف.
وتعد هذه الميزة التي تستمر في التحديث والتطوير ذات طابع يبسط عملية قراءة ومتابعة أهم الأخبار في العالم والمنطقة.
وأضافت «تويتر» ميزة لإشعار المستخدمين بالأخبار العاجلة حسب الاهتمامات، ما يمكّنهم من متابعة أحدث الأخبار العاجلة، حيث يتم قياس الاهتمامات عبر البيانات الخاصة بكل حساب.
ويبلغ عدد حسابات «تويتر» أكثر من 330 مليون حساب نشط، فيما يبلغ عدد حسابات «فيسبوك» أكثر من مليارين، ولذلك تعتمد الصحف الإلكترونية على نشر أخبارها على «تويتر» و«فيسبوك» لترويج موادها.
وليس هذا فقط ما يؤدي إلى نهاية أحلام الصحف الإلكترونية، فالصحف الإلكترونية وغيرها تعتمد في استمراريتها على أرباحها من الإعلانات، وهذا ما تسيطر عليه «تويتر» و«فيسبوك»، إذ بلغت إيرادات شركة «فيسبوك» نحو 22.1 مليار دولار عام 2018 بزيادة 39% عن العام السابق، بينما بلغت إيرادات شركة «تويتر» نحول 3 مليارات دولار عام 2018.
وحسب التقرير الصادر عن «تويتر» فإن الأرباح من الإعلانات بلغت 679 مليون دولار في الربع الأول من 2019 بزيادة 18% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق.
من جانب آخر، أفادت وزارة الإعلام السعودية عبر البيانات المعروضة في موقعها الإلكتروني بأن عدد الصحف الإلكترونية والورقية التي لديها رخص مزاولة مهنة بلغت 449 صحيفة.
إلى ذلك، تشير توقعات مختصين في مجال الإعلام إلى أن الصحافة المتخصصة أو الصحف الإقليمية أو المناطقية هي ما يمكنها أن تقاوم العملاقين «تويتر» و«فيسبوك» في جذب القراء إليها، حيث تعد الصحف المتخصصة أكثر إثراءً كماً ونوعاً لتخصصها وتعمقها في المجال، ما يجعل القارئ أكثر اهتماماً بمتابعة أخبارها.
من جانب آخر، تشير تقارير صحافية إلى أن بعض مواقع النشر الإعلامية العالمية تلجأ إلى صناعة المحتوى وبيعه لشركات إعلامية كبرى لتغطية التكاليف بعد انخفاض أرباحها.
وهذا لا يؤكد أنه مع زيادة قوة «تويتر» و«فيسبوك» ستُحجب الصحافة الورقية أو الإلكترونية، حيث ستضعف من انتشارها السابق، بينما تظل الصحافة لها أهميتها في تنمية المجتمعات إضافة إلى أهميتها السياسية.
الصحافة المتخصصة أكثر حظاً من الإلكترونية في منافسة «تويتر» و«فيسبوك»
الصحافة المتخصصة أكثر حظاً من الإلكترونية في منافسة «تويتر» و«فيسبوك»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة