سلطنة عمان تفرض «ضرائب انتقائية» لمواجهة تراجع الإيرادات

TT

سلطنة عمان تفرض «ضرائب انتقائية» لمواجهة تراجع الإيرادات

تبدأ سلطنة عمان فرض ضرائب بنسبة 100 في المائة على منتجات التبغ والكحول ولحم الخنزير ومشروبات الطاقة، اعتباراً من 15 يونيو (حزيران) الحالي، بالإضافة إلى فرض ضرائب بنسبة 50 في المائة على المشروبات الكربونية (الغازية).
وتسعى السلطنة لتفادي انخفاض عائداتها النفطية، بتعزيز الإيرادات عبر فرض ضرائب انتقائية.
وأكدت الأمانة العامة لهيئة الضرائب في السلطنة أن «الضريبة الانتقائية» التي يبدأ سريانها اعتباراً من 15 يونيو الحالي تأتي في سبيل «الحفاظ على الصحة العامة»، بموجب الاتفاقية المبرمة بين دول مجلس التعاون الخليجي عام 2016.
وقال سليمان بن العادي، المدير العام للحصر والاتفاقيات الضريبية بالأمانة العامة للضرائب، إن «الضريبة الانتقائية هي ضريبة استهلاك، وتعتبر من الضرائب غير المباشرة، وبالتالي فإن عبئها النهائي يقع على المستهلكين، ولكن يتم تحصيلها مسبقاً في إحدى مراحل سلسلة التوريد، أي من خلال قطاعات الأعمال».
وسارت عمان ببطء نحو تنفيذ إصلاحات مالية، تهدف إلى الحد من اتساع عجز الميزانية، بينما اعتمدت بشكل أكبر على التمويل الخارجي - من خلال السندات والقروض - لإعادة ملء خزائنها.
وكان صالح بن سيد ماسان، رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية في مجلس الشورى قد قال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن الضرائب يمكن أن تحقق 260 مليون دولار أميركي سنوياً.
وقالت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء، أول من أمس، إن الإجراءات العُمانية تأتي حسب اتفاق بشأن الضرائب، توصل إليه مجلس التعاون الخليجي في عام 2016.
وأظهرت بيانات «بلومبيرغ» الاقتصادية، أن معدل النمو الاقتصادي في سلطنة عُمان مرشح للارتفاع من 2.1 في المائة ليصبح 2.3 في المائة، لكن عجز الحساب الحالي يمكن أن يرتفع إلى 9.1 في المائة خلال 2019.
وتنقل الوكالة أن تأخر عُمان في فرض الضرائب أثار التكهنات بشأن احتمال أن تلجأ السلطنة إلى طلب مساعدة من جيرانها الخليجيين، لتسريع برامجها في الإصلاح المالي والاقتصادي، على غرار ما فعلته مملكة البحرين. وكانت السلطنة تعتزم في الأساس فرض ضريبة قيمة مضافة بنسبة 5 في المائة في 2018، لكن أصبح من المقرر أن تبدأ تطبيقها في 2020.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، قالت «ستاندرد آند بورز» للتصنيفات الائتمانية إن «تأجيل التطبيق أكثر إلى جانب توقعات انخفاض أسعار النفط هما مبعث خطر على افتراضنا بعجز مالي أقل، مقارنة مع 2015 - 2017»، مضيفة أنها تتوقع مكاسب مالية في 2019 بفضل تطبيق الضريبة الانتقائية على التبغ ومشروبات الطاقة. وقالت السلطنة في بداية العام إنها تتوقع أن يبلغ عجز الميزانية 2.8 مليار ريال (7.27 مليار دولار) هذا العام بما يعادل 9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي الشهر الماضي، نقلت «رويترز» عن مصادر قولها إنه من المتوقع أن تصدر عمان سندات دولية جديدة قريباً، في صفقة من المرجح أن يصل حجمها إلى ملياري دولار.



أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.