تحرير مواقع في حجة... والانقلابيون يرسلون تعزيزات إلى الساحل الغربي

وزارة حقوق الإنسان اليمنية تدين جرائم الميليشيات في تعز والضالع

دبابة تابعة للقوات الحكومية اليمنية لدى خوضها معارك ضد الحوثيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)
دبابة تابعة للقوات الحكومية اليمنية لدى خوضها معارك ضد الحوثيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)
TT

تحرير مواقع في حجة... والانقلابيون يرسلون تعزيزات إلى الساحل الغربي

دبابة تابعة للقوات الحكومية اليمنية لدى خوضها معارك ضد الحوثيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)
دبابة تابعة للقوات الحكومية اليمنية لدى خوضها معارك ضد الحوثيين في محافظة تعز (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الوطني اليمني، المسنود من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، السيطرة على مواقع جديدة في محافظة حجة، شمال غربي صنعاء والمحاددة للسعودية، السبت، عقب هجوم خاطف نفذته على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي الانقلابية وكانت تنفذ هجماتها ضد المدنيين من تلك المواقع.
وأكد مصدر عسكري، نقل عنه مركز إعلام الجيش، أن «قوات الجيش نفّذت هجوماً خاطفاً تمكنت خلاله من تحرير مزارع النسيم الواقعة بين مديريتي حرض وميدي بشكل كامل، بالإضافة إلى تحرير عدد من القرى، ومنها: القص والحجاورة وجبران وبني عويد».
وقال إن «المناطق التي حررتها قوات الجيش - خلال الساعات الماضية - تزيد عن 10 كم، كانت الميليشيات تستخدمها ثكنات عسكرية لمهاجمة المدنيين ومواقع القوات الحكومة بالمحافظة، مستغلة كثافة الأشجار في تلك المناطق».
وأوضح أن «التقدم الذي حققته قوات الجيش جاء بإسناد مباشر من طيران التحالف حيث شنت المقاتلات أربع غارات جوية استهدفت ثكنات وتجمعات للميليشيا الانقلابية بمحيط المزارع وألحقت بعناصرها خسائر كبيرة»... وأكد أن «المعارك التي خاضها الجيش وغارات التحالف، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات»، وأن «من تبقى من عناصر الميليشيات لاذت بالفرار مخلفة العديد من جثث قتلاها متناثرة في المواقع».
وتمكنت قوات الجيش من المنطقة العسكرية الخامسة من قطع الخط الإسفلتي الرابط بين ميدي وحرض بتحريره العديد من القرى علاوة على قطع خطوط تعزيزات الميليشيا الانقلابية شمالي المحافظة.
ونقل مركز إعلام المنطقة الخامسة عن قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح، تأكيده أن «الجيش اجتاز قرابة 15 كيلومترا وتمكن من تطهير مزارع النسيم ومزارع الخضراء والحاشدي والمراني والخميسي وبني عاتي وقرى المطارية والحجاورة والمخازن والكدمة والشعوب والقص والعمرية وذهب حجر والمشايبة والخنحر وبني فراص ووادي رحبان».
وأضاف أن «المنطقة الخامسة أصبحت تجتاز دفاعات العدو، وتنفذ عمليات هجومية باستمرار». وتحدث عن «مزيد من النصر لا سيما بعد تطهير هذه الأماكن الصعبة في تحصيناتها وآلاف الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا لإعاقة تقدم الجيش».
يأتي ذلك في ظل استمرار المعارك بين الجيش الوطني في جبهات محافظة الضالع بجنوب البلاد والتي اشتدت حدتها في الجبهة الشمالية للمحافظة وسط إفشال محاولات تسلل مجاميع حوثية إلى مواقعهم الجيش في مريس.
كما تواصل ميليشيات الانقلاب تصعيدها العسكري في الحديدة الساحلية، غربا، والقصف على مواقع القوات المشتركة والأحياء والقرى اليمنية جنوب المدينة.
وأكدت ألوية العمالقة، في جبهة الساحل الغربي، أن «الميليشيات تقوم بحشد مئات المقاتلين وتستقدم تعزيزات عسكرية ضخمة تتضمن آليات وعتاد عسكري، وهو ما ينذر بسعي الميليشيات لإرباك المشهد في مناطق متفرقة نحو المدينة وهو ما لم يتحقق لها بفعل تصدي ألوية العمالقة لهجماتها وتسللاتها نحو مدينة حيس».
في موضوع آخر، أدانت وزارة حقوق الإنسان، استمرار الانتهاكات والجرائم البشعة التي ترتكبها ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران ضد المدنيين والأطفال بمحافظتي تعز والضالع، وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال.
وأكدت وزارة حقوق الإنسان في بيان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن «مضي ميليشيا الحوثي قدماً في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان يأتي انعكاساً طبيعياً لصمت المجتمع الدولي عن تحمّل مسؤولياته الأخلاقية وواجباته القانونية تجاه حماية المدنيين بل وعجزه على اتخاذ خطوات أكثر صرامة في ظل استمرار الميليشيات الحوثية بارتكاب الانتهاكات والجرائم الفظيعة».
وجددت الوزارة «مطالبتها للأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية بممارسة مزيد من الضغط بكل الوسائل لردع الميليشيا الانقلابية وإيقافها عن استهداف الأحياء السكنية والمدنيين العُزل في محافظتي تعز والضالع».
ودعت إلى «تقديم الإغاثة لجميع الأطفال المحتاجين والضحايا».
وذكرت أن «آلاف الأطفال بمحافظتي تعز والضالع يواجهون شبح الموت والخوف والرعب بكل لحظة نتيجة قذائف ميليشيا الحوثي وهجماتهم العشوائية على الأحياء السكنية، والتي تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات والجرائم المستمرة من قِبل الميليشيا الحوثية الانقلابية ضد المدنيين.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.