الاشتراكيون الألمان في رحلة البحث عن هوية

بعد نكسة الانتخابات الأوروبية وقبل انتخابهم زعيماً جديداً

الاشتراكيون الألمان في رحلة البحث عن هوية
TT

الاشتراكيون الألمان في رحلة البحث عن هوية

الاشتراكيون الألمان في رحلة البحث عن هوية

كانت قد تبقت أيام معدودة على انطلاق الانتخابات الأوروبية، عندما بدأ سياسيون في الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) في ألمانيا الكلام عن البيئة بوصفها النقاط الأساسية في برنامجهم الانتخابي.
تصريحات الزعماء الاشتراكيين المفاجأة أيقظتها مظاهرة كبيرة قادها شبان وشابات في برلين يطالبون برفع قضية المناخ إلى أعلى أجندة السياسيين، بينهم شاب عشريني أزرق الشعر. لهذا الشاب الذي يسمي نفسه «ريزو» محطة على «يوتيوب» ينشر عليها عادة أموراً فكاهية. ولكن قبل أسبوع من الانتخابات نشر شريطاً مدته ساعة تقريباً اتهم فيه الحزبين الحاكمين، الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي بـ«تحطيم مستقبل الشباب وتدمير البيئة» داعياً لحجب الأصوات عنهما.
شوهد هذا الشريط 13 مليون مرة. والسواد الأعظم من الساسة، على ما يبدو، رغم انشغالاتهم ومواعيدهم، شاهدوا «ريزو» بعد الموجة التي تسبب بها. ومن هم في مرحلة الشباب وجدوا مَن يتكلّم بلسانهم.
وهكذا، فجأة استيقظ الحزبان الحاكمان.
الاشتراكيون حاولوا في اللحظة الأخيرة تكلم «لغة الشباب»... ولكن الأوان كان قد فات. إذ خسروا 12 من مقاعدهم في الانتخابات الأوروبية مقارنة برصيدهم في عام 2014، وهكذا تراجعوا إلى المرتبة الثالثة من حيث عدد مقاعدهم في البرلمان الأوروبي. ومن ثم، تقدّمت زعيمتهم أندريا ناهلس باستقالتها نتيجة هذه الانتكاسة الموجعة، تاركة حزباً من دون رأس منشغلاً بالبحث عن هويته.

منذ دخول الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) العريق الحكومة الألمانية الائتلافية برئاسة المستشارة أنجيلا ميركل الأولى عام 2005، والتأييد الشعبي لهم يتضاءل سنة بعد سنة. ولكن الانحدار الأكبر والأسرع بدأ قبل سنتين عندما قرّر الحزب المشاركة في حكومة ثالثة تقودها ميركل، التي كانت حينذاك زعيمة الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الحزب اليميني المحافظ الذي يختلف في كثير من أولوياته عن الحزب اليساري المعتدل.
لم يكن قرار المشاركة في حينه سهلاً. بل على العكس، بدأ الحزب بقيادة مارتن شولتز مصراً في بداية الأمر على الجلوس في مقاعد المعارضة بعدما تعرّض لأسوأ نتائج له في انتخابات عامة منذ عام 1933. ولكن بعد 4 أشهر على الانتخابات، وفشل ميركل في مفاوضاتها مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة، قبل الاشتراكيون تحت الضغوط المتزايدة عليهم بدخول ائتلاف حكومي يميني - يساري مرة ثالثة، رغم تخوفهم من النتائج. وبالتالي، غيّروا زعيمهم، وانتخبوا أول امرأة لرئاستهم هي آندريا ناهلس، وتقاسموا الوزارات مع المحافظين وبدأوا فترة حكم جديدة بأصابع مشبوكة.
مع هذا، ظلت شعبية الاشتراكيين تتراجع. إذ خسروا الانتخابات المحلية في ولاية بريمن التي حكموها بلا انقطاع خلال السنوات الـ73 الأخيرة. وفي أحدث استطلاعات للرأي العام، تبين أنهم لا يتمتعون بأكثر من على 12 في المائة فقط من أصوات الناخبين... وهو ما يضعهم في المرتبة الثالثة بين الأحزاب الألمانية، في المستوى نفسه مع حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الذي لم يكن موجوداً أصلاً قبل 5 سنوات فقط. أما الصدارة فكانت لحزب «الخضر» البيئي اليساري، الذي تقدّم حتى على الديمقراطيين المسيحيين.
والآن بات هذا الحزب، الذي يُعد أقدم الأحزاب الاشتراكية في أوروبا، مهدّداً بالضمور إلى حد الاختفاء كما حصل مع الاشتراكيين في كل فرنسا وإيطاليا. فهل يختفي فعلاً حزب تأسس عام 1863 ونجا من حظره وانقسامه وسجنه وقتل أعضائه أيام النازيين؟ أم أنه ما زال قادراً على إنقاذ نفسه؟

- أهي بداية النهاية؟
أوسكار لافونتين، الوزير الاشتراكي السابق والزعيم السابق للحزب، الذي انشق عنه عام 2005 وأسّس لاحقاً حزب «دي لينكه» اليساري، يرى فعلاً أن الحزب العريق مهدد بالمصير نفسه الذي أصاب الاشتراكيين في فرنسا وإيطاليا. إذ قال في تصريحات صحافية: «هذا يمكن أن يحصل للحزب الديمقراطي الاجتماعي في ألمانيا ما لم يغيّر سياساته. ذلك أنه منذ عام 1999 يخسر الحزب ناخبيه بسبب تمريره قوانين في ظل حكومة غيرهارد شرودر ويوشكا فيشر، بالتعاون مع الديمقراطيين المسيحيين والديمقراطيين الأحرار، جعلت نصف الشعب في وضع أسوأ مما كان عليه». وتابع لافونتين - الذي كان رئيس وزراء ولاية السار - «لم يتغير شيء حتى اليوم، لم يعِ أحد في قيادة الحزب ذلك بعد».
من جهته، يصف كريستيان كاستروب، المحلل السياسي في معهد برتلسمان شتيفتونغ، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قرار الاشتراكيين المشاركة في الحكومة الأخيرة، بأنه «من أسوأ القرارات التي اتخذوها». ويتابع: «لقد تسبب لهم هذا القرار بأذى كبير، إذ ما كان عليهم المشاركة في الحكومة الأخيرة، بل كان عليهم أخذ استراحة من الحكم وتجديد أنفسهم».
جدير بالذكر أن الاشتراكيين كانوا تحت ضغوط شديدة مورست عليهم من كل جانب لدخول ائتلاف حكومي، حتى من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير - وهو ابن الحزب - الذي دعاهم للتصرف بحكمة ووطنية. والفكرة كانت أن مشاركة ميركل في الحكومة «تنفذ البلاد» من انتخابات جديدة كانت ربما لتعطي تقدماً أكبر لحزب «لبديل لألمانيا» المتطرف التي دخل «البوندستاغ» (مجلس النواب) للمرة الأولى بعد الانتخابات الأخيرة عام 2017، بيد أن كاستروب يقول إنهم عملياً لم ينقذوا البلاد، بل كان يمكن للديمقراطيين المسيحيين تغيير سياستهم والبحث عن شركاء آخرين في الحكم.
وحقاً، في نهاية المطاف، فإن أصواتا كثيرة كانت مؤيدة للاشتراكيين في الأساس ذهبت يميناً إلى «البديل لألمانيا»، وغيرها ذهبت يساراً لحزب «الخضر»، وأقل منها لحزب «دي لينكه» اليساري المتشدّد المنشق عن الاشتراكيين الذي أسس عام 2007.

- الأجندة و«الطبقة الوسطى»
ضياع الأصوات وتشرذمها يفسّره كريستيان كاستروب بـ«غياب أجندة (برنامج سياسي) واضحة للحزب وفشله في تطوير خطابه لمحاورة الطبقة الوسطى. ذلك أن الطبقة الفقيرة، التي كانت تُعد قاعدة الحزب الرئيسي منذ تأسيسه، تقلصت كثيراً وتحوّلت إلى طبقة وسطى مع تطور ألمانيا إلى دولة اقتصادية قوية. وهذا ما يفسر تأثر الاشتراكيين سلباً أكثر من الديمقراطيين المسيحيين الذين لم تتغير قاعدتهم المحافظة كثيرا. ويستطرد المحلل السياسي كاستروب: «الاشتراكيون من المدرسة القديمة ويُعتبرون حزب الطبقة العاملة إلا أن هذه الطبقة تموت بفعل تطور التكنولوجيا والتعليم». ومن ثم، فإن ما تبقى من عمّاليين - حسب كاستروب - باتوا يتجهون إلى أحزاب تحمل أجندات أوضح وأكثر مباشرة وصراحة مثل «الخضر» و«دي لينكه» و«البديل لألمانيا».
محمد ثور، شاب عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، يثير مسألة أخرى بقوله إن الحزب «فقد التواصل مع الشباب». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» شارحاً «القيادة السياسية للحزب تعاني من الشيخوخة. الوجوه هي نفسها منذ نحو 20 سنة... يحتاج الحزب إلى تغيير راديكالي يكون معه وفياً لكونه حزباً يسارياً، إلا أنه في الوقت نفسه يُشعر العضو والناخب بأنه ما زال هو نفسه ولكنه يهتم بمواضيع الشباب». وهنا، يتطرق ثور إلى فيديو «ريزو»، فيقول إنه فعلاً يتحدث بلغة الشباب، ويستطرد «التفكير السائد الآن هو أن الذين يقودون الحزب مجموعة من الكهول الذين لن يعيشوا معنا لرؤية نتائج سياساتهم، ومع ذلك فهم الذين يرسمون هذه السياسات اليوم».

- فكرة الجنوح يساراً
في الواقع حاول الحزب في الآونة الأخيرة تغيير مساره نوعاً ما، متجها نحو اليسار، لكنه وجد صعوبة في ذلك بسبب وجوده داخل حكومة يقوده حزب محافظ، وبالنتيجة لم تفلج جهوده. ولكن حول هذا الجانب، يرى كاستروب أن الحزب أخطأ بالظن أن الجنوح إلى اليسار سيعيد له الأصوات المفقودة، معرباً عن اعتقاده بأن الحزب «لم ينجح بتطوير قاعدة قوية في الوسط، وهذا يعني أن عليه التطور للتحول إلى حزب ليبرالي لأن هذا ما ينقص ألمانيا... يمكنه أن يربط النمو والعولمة بالقضايا المناخية والاقتصاد».
ومع أن حزب «الخضر» اليساري الليبرالي متقدم الآن على الاشتراكيين، يعتقد كاستروب أن هذا الأمر آني لأن «حزب الخضر أخضر جداً، أي أن مشاكله ستبدأ عندما سيُطلب منه وضع برنامج اقتصادي يتماشى مع سياسته الخضراء. إنهم الآن يركبون موجة شعبية، ولكن عندما يكتشف ناخبوهم أن أجندتهم الخضراء ستكلف الشعب وظائف وسترتفع أسعار الكهرباء وغيرها، ستبدأ مشاكلهم».

- الشعبوية... و«التجربة الدنماركية»
على صعيد آخر، حقق الاشتراكيون في الدنمارك «جارة» ألمانيا الشمالية، قبل أيام نجاحاً كبيراً عندما فازوا في الانتخابات العامة الدنماركية حاصدين نسبة 52 في المائة، وملحقين هزيمة موجعة باليمين المتطرف. فهل يتمكن اشتراكيو ألمانيا من الاقتداء بهم؟
في رأي محمد ثور، الإجابة سهلة: «أبداً... فالحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) في الدنمارك فاز معتمداً أجندة يمينية متطرفة». والحقيقة، أن تبني الاشتراكيين الدنماركيين نهجاً متشدداً ضد اللجوء والهجرة أكسبهم على ما يبدو كثيرا من الأصوات. ولذا فإن ثور ليس سعيداً بذلك، بل يقول إن كثيرين من أعضاء الحزب الاشتراكي في الدنمارك، من الذين هم على تواصل معه يشاركونه رأيه، مضيفا: «معظم أصدقائي في الحزب الاشتراكي بالدنمارك غير سعداء لأن البرنامج الذي تبنّاه يميني وليس يسارياً. لذلك لم يعد فيه من الاشتراكية إلا الاسم فقط».
وفعلاً، وصفت الكاتبة سونيا غيلبرت في مقال نشرته بصحيفة «دي فيلت» الألمانية الطريق الذي اختاره الاشتراكيون في الدنمارك بأنه «خطير». إذ قالت: «النجاح الذي حققه الاشتراكيون في الدنمارك يمكن فقط أن يحلم به الاشتراكيون في ألمانيا. غير أن هذا النجاح أساسه التقارب مع اليمين... وهذا طريق خطر». وأضافت مشيرة إلى زعيمة الحزب ميتي فريدريكسون: «لقد وعدت بهجرة أقل من دول ليست غربية. وعوضاً عن الاندماج، تعهدت بالمزيد من الترحيل، ولم تجادل ضد قانون لإرسال طالبي لجوء ارتكبوا جرائم إلى جزيرة كانت تحوي في الماضي حيوانات مريضة لقتلها». وأضافت الكاتبة: «تركيبتهم هي أنه إذا أرادت الدنمارك الحفاظ على ما حققته في السابق من إنجازات اجتماعية، لا يمكن للدنماركيين مشاركتها مع الجميع. وهذا ما يهم الدنماركي الذي يدفع كثيرا مقابل الخدمات الاجتماعية».
غيلبرت كتبت أيضاً أن الاشتراكيين وعدوا بتحسين الخدمات الاجتماعية، من صحة وتعليم وغيرها، لكنهم «ساروا في طريق خطر لتحقيق النجاح. زعيمة الحزب اقتبست سياسة الهجرة من حزب الشعب اليميني المتطرف، وهذا يكشف مدى قوة ونجاح الأحزاب اليمينية الشعبوية، ومدى يأس الاشتراكيين الديمقراطيين من منافستهم على أصوات الطبقة الوسطى».

- الطبقة الوسطى... مفتاح؟
مع هذا، يبدو أن سياسة أكثر تشدداً تجاه الهجرة هي ما يكون الاشتراكيون الألمان بحاجة إليه كذلك، لوقف هجرة الأصوات نحو «البديل لألمانيا». المفتاح، حسب رأي كاستروب، الطبقة الوسطى، فإذا ما نجحوا باستعادة هذه الطبقة فقد يتمكنون من تفادي الانقسام والذوبان. ويضيف: «لا أعتقد أن الحزب سينهار، فهو ما زال يشكل تقليداً، ويمكن لأعضائه إعادة تجميع أنفسهم إذا ما نجحوا بتحديد أسلوب متطور للتواصل مع الناخبين والطبقة الوسطى. إنهم الآن يركّزون على اليسار وهذا خاطئ. الناس غير مهتمين بالمواضيع التي يطرحونها». ثم يستطرد: «ما يتوجب عليهم فعله، هو مغادرة الحكومة من دون تأخير، حتى وإن كان هذا يعني انتخابات مبكرة ونتائج سيئة... يمكنهم أن ينتظروا فرضة للانسحاب من الحكومة، ربما بعد انتخابات ولاية براندنبرغ في الخريف المقبل، إذا أظهرت نتائج سيئة جداً لهم». ثم يقول: «الحزب بحاجة ماسة إلى تغييرات، وهو لن يستطيع إنجازها ما دام في الحكم».

- بانتظار الزعيم الجديد
كل هذا، طبعاً، قد يعتمد على الزعيم الجديد للحزب الذي من المتوقع انتخابه قريباً، بعد استقالة ناهلس، التي لم تستمر في منصبها أكثر من سنة وبضعة أسابيع. ففي نهاية الشهر الحالي سيجتمع الحزب الديمقراطي الاجتماعي ليحدد يوم انتخاب زعيمه الجديد. إلا أن المشكلة التي تواجه الاشتراكيين غياب وجه قيادي «كاريزماتي» يمكنه أن يجتذب الشباب ويطوّر الحزب.
كاستروب يلفت هنا إلى أن هذه المشكلة ليست حكراً على الاشتراكيين، إذ إن الأحزاب الأخرى لا تملك كذلك وجهاً «كاريزماتياً»، ربما باستثناء حزب «الخضر» الذي يقوده روبرت هابيك، الشاب الوسيم والمتحدث اللبق. «فأنجيلا ميركل لا تتمتع بكاريزماتية بل حكمت طوال الفترة بأساليب أخرى، وأنيغريت كرامب كارنباور التي خلفتها في زعامة الحزب أيضاً لا تملك شخصية مميزة». ومن ثم بين المرشحين البارزين وزير الخارجية الألماني الحالي هايكو ماس الذي ينتمي للحزب.
ولكن، في حال، وكائناً من كان الزعيم الجديد، فإن الاشتراكيين في ألمانيا مقدمون على شتاء بارد وقرارات صعبة وتغييرات لا بد منها.
ولكن هذه التغييرات «لا يجوز أن تكون بأي ثمن» بالنسبة لمحمد ثور... «وحتماً ليس بثمن الجنوح نحو اليمين المتطرف كما حصل مع الاشتراكيين في الدنمارك».


مقالات ذات صلة

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

حصاد الأسبوع جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب

يوسف دياب (بيروت)
حصاد الأسبوع تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني

براكريتي غوبتا (نيودلهي (الهند))
حصاد الأسبوع تشون دو - هوان (رويترز)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
حصاد الأسبوع الشرق السودان دخل دوامة الحروب السودانية المتمددة (رويترز)

شرق السودان... نار تحت الرماد

لا يبعد إقليم شرق السودان كثيراً عن تماسّات صراع إقليمي معلن، فالجارة الشرقية إريتريا، عينها على خصمها «اللدود» إثيوبيا، وتتربص كل منهما بالأخرى. كذلك، شرق

أحمد يونس (كمبالا (أوغندا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».