الناطق باسم الجيش الليبي في بنغازي: نستعد لمعركة حاسمة لاجتياح المدينة

قال لـ {الشرق الأوسط} إن مقاتلين من «داعش» انضموا للميليشيات

مقاتلان في مجلس شورى بنغازي الذي يضم عناصر من {القاعدة} يعتليان دبابة بالقرب من معسكر القوات الخاصة في بنغازي (رويترز)
مقاتلان في مجلس شورى بنغازي الذي يضم عناصر من {القاعدة} يعتليان دبابة بالقرب من معسكر القوات الخاصة في بنغازي (رويترز)
TT

الناطق باسم الجيش الليبي في بنغازي: نستعد لمعركة حاسمة لاجتياح المدينة

مقاتلان في مجلس شورى بنغازي الذي يضم عناصر من {القاعدة} يعتليان دبابة بالقرب من معسكر القوات الخاصة في بنغازي (رويترز)
مقاتلان في مجلس شورى بنغازي الذي يضم عناصر من {القاعدة} يعتليان دبابة بالقرب من معسكر القوات الخاصة في بنغازي (رويترز)

أكد العقيد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) أن قوات الجيش التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر على وشك شن ما وصفه بمعركة حاسمة لاجتياح بنغازي وطرد الميليشيات المسلحة والمتطرفة المتواجدة فيها، مشيرا إلى أن قوات الجيش الليبي نجحت على مدى اليومين الماضيين في إنزال هزيمة كبيرة وإلحاق خسائر فادحة بالمتطرفين على مستوى المقاتلين والعتاد العسكري.
وقال حجازي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقره في مدينة بنغازي، إن «قواتنا تتقدم في مختلف المحاور والاتجاهات.. قتلنا أكثر من 200 من الخوارج المتطرفين.. حملتنا العسكرية مستمرة ونحن بصدد القيام بعملية اجتياح لبنغازي».
وأرجع حجازي تأخر الحسم العسكري في المواجهات الضارية بين قوات الجيش والمتطرفين إلى تحصن هؤلاء بالمناطق السكنية، مؤكدا أن الجيش يتفادى قصف المناطق الآهلة بالسكان حرصا على سلامة المدنيين.
وأضاف العقيد حجازي: «قواتنا ما زالت مسيطرة على قاعدة بنينا الجوية»، نافيا بذلك مزاعم ما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي الذي يضم مقاتلين من تنظيم أنصار الشريعة وعدة ميليشيات إسلامية متطرفة متحالفة معه، عن اقتراب المتطرفين من القاعدة الجوية، موضحا «نحن نقوم بقصفهم بالمدفعية والطائرات، وأتحداهم أن يعلنوا حجم خسائرهم».
وكشف الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي في مدينة بنغازي، النقاب عن وصول متطرفين من مقاتلي درع ليبيا الوسطى ومدينة مصراتة التي تقع غرب ليبيا وتعد ثالث كبرى مدنها، إلى مدينة بنغازي مؤخرا للانضمام لصفوف المتطرفين، موجها انتقادات عنيفة لمصراتة ووصفها بأنها مدينة خارجة عن الشرعية وتصدر الإرهاب.
وقال العقيد محمد حجازي: «للأسف باتت مدينة مصراتة تتحدى شرعية الدولة الليبية، هذه المدينة تم اختطاف قرارها السياسي والعسكري والأمني.. نعم المدينة مختطفة وهذا أمر مؤسف للغاية»، موضحا أن مقاتلين من تنظيم داعش المتطرف أيضا ويحملون الجنسيات الباكستانية والجزائرية والمصرية، قد انضموا حديثا إلى الجماعات المتطرفة في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي، مشيرا إلى أن معركة الكرامة التي يشنها اللواء حفتر منذ مارس (آذار) الماضي مستمرة حتى القضاء على الإرهاب والمتطرفين ومن وصفهم بالخوارج الجدد.
وتعهد حجازي باستمرار الغارات الجوية التي يقوم بها سلاح الطيران التابع لعملية الكرامة من أجل القضاء على الإرهابيين وقصف جميع مواقعهم العسكرية ودحرهم نهائيا. قائلا: «الغارات الجوية ستتواصل.. وسيتم تكثيفها على كل المدن المختطفة سواء درنة وبنغازي (شرقا) وطرابلس (غربا) وأي مواقع أخرى نعتقد أن فيها تجمعات للإرهابيين أو مخازن أسلحة تابعة لهم.. لن نتوقف عن قصفهم باستخدام الطائرات».
في المقابل، وصف سكان ونشطاء في مدينة بنغازي لـ«الشرق الأوسط» الوضع أمس بالمدينة نفسها بأنه هادئ وكذلك بعض الضواحي التي لطالما شهدت قصفا عشوائيا على مدى اليومين الماضيين كالقوارشة.
وتحدث السكان عن تحركات في محيط منطقة بنينا وتمركز قوات مجلس شورى بنغازي في ثلاثة محاور حول بنينا الاستراتيجية والتي بها المطار المدني والقاعدة الجوية ومعسكر الدفاع الجوي، بالإضافة لكونها مدخلا استراتيجيا في اتجاه مرتفعات الرجمة حيث تتمركز القوت التابعة للواء حفتر.
وطبقا لرواية ناشط سياسي بالمدينة طلب عدم تعريفه، فقد خفت حدة المواجهات من واقع بعض المشاهدات وعدم سماع دوي القصف والانفجارات بتلك المناطق، مضيفا: «لكن من وقت لآخر تواصل طائرات السلاح الجوي قصفها لمواقع مجلس شورى ثوار بنغازي».
وقال إعلامي محلي في بنغازي لـ«الشرق الأوسط»: «تبدو الحياة شبه طبيعية هنا، ورغم غياب المؤسسات الأمنية ومظاهر الحماية؛ فإن نسب الجريمة متدنية والأهالي والمدنيون يحاولون ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل أو بآخر رغم الضيق والتضييق الذي يمارس عليهم»، موضحا أنه تم مقتل أحد الرجال البارزين من ضباط الشرطة العسكرية أول من أمس وهو المقدم ونيس العوامي، الذي شغل منصب آمر سجن الشرطة العسكرية وكذلك آمر السجن السياسي سابقا.
وتابع: «في المجمل بنغازي هادئة والهدوء نسبي، وكذلك مواقع الاشتباكات منذ يومين لم تعد الاشتباكات بالحدة المعهودة».
وتشهد بنغازي وبها المقار الرئيسية لشركات النفط المملوكة للدولة جولات قتال منذ إعلان اللواء حفتر في مايو (أيار) الماضي، تدشين عملية الكرامة العسكرية والحرب على الإسلاميين الذين يسيطرون على المنطقة دون منازع.
وتحالف حفتر مع قوات الصاعقة الخاصة في الجيش؛ لكن رغم ذلك تمكن الإسلاميون من الاستيلاء على عدد من معسكرات الجيش في بنغازي.
وحاولت القوات الإسلامية أن تسترجع المطار العسكري والمدني من القوات الحكومية في المدينة الساحلية في مواجهة هي جزء من مشهد أوسع للفوضى التي تعم البلاد منذ الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي قبل ثلاث سنوات.
في غضون ذلك، نفى العقيد سليمان حسن رئيس المجلس العسكري بالكفرة وآمر القوات الليبية السودانية المشتركة، ما تردد عن هبوط طائرة سودانية تحمل شحنة أسلحة متجهة إلى قاعدة معيتيقة.
ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن حسن قوله: إن هذه الشحنة كانت عبارة عن إمدادات عسكرية ولوجستية للقوة المشتركة من الجيش الوطني التي يترأسها والمكلفة بالتمركز في نقطتي السارة والعوينات، مشيرا إلى أن هذه النقاط تعد عسكرية يتمركز بها الجيش الوطني لحماية الحدود، مؤكدا أنه تم تفريغ هذه الشحنة أمام مرأى بعض الضباط العسكريين ومشايخ وأعيان وأمراء الكتائب بمدينة الكفرة وذلك لتفنيد أي شائعات بهذا الخصوص.
في سياق آخر، أعلنت بعثة الأمم المتحدة مؤخرا أن القتال في مدينتي طرابلس وبنغازي الرئيسيتين أدى إلى نزوح 100 ألف شخص، كما فر نحو 150 ألف شخص بينهم عمال أجانب من البلد المنتج للنفط. وتخشى القوى الغربية وجيران ليبيا من تحولها إلى دولة فاشلة مع عجز الحكومة المركزية في السيطرة على مقاتلين سابقين ساعدوا عام 2011 مع حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، ثم بدأوا لاحقا بقتال بعضهم البعض للسيطرة على السلطة.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».