مصر للحد من الهجرة غير المشروعة عبر برامج توعية للشباب

TT

مصر للحد من الهجرة غير المشروعة عبر برامج توعية للشباب

فيما عده مراقبون بأنه من «الأولويات المُلحة للتصدي إلى الهجرة غير المشروعة في مصر»، نظمت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين أمس، عددا من البرامج للشباب والأمهات والأطفال، للتوعية بمخاطر الهجرة غير المشروعة، والتعريف بسبل الهجرة الآمنة. وأكدت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن «الأم والطفل هما أساس التوعية من مخاطر الهجرة غير المشروعة، وذلك من منطلق أن الأم هي الركن الأساسي لغرس قيم الانتماء ورعاية الأسرة والحفاظ على كيانها، فضلاً عن ضرورة احتواء أطفالنا وحمايتهم من الأفكار التي تهدف للنيل منهم في هذه المرحلة العمرية بتشجيعهم على الهجرة غير المشروعة». من جهته، أكد صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي، أن إطلاق برامج توعية الأمهات والأطفال تجاه مخاطر الهجرة غير المشروعة، يأتي أيضاً من منطلق الارتقاء بالتنمية المجتمعية والحضرية في المناطق العشوائية في ضوء بروتوكول التعاون الموقع مع وزارة التخطيط. بينما قال وائل فراج، مسؤول ملف الهجرة غير المشروعة، إن «الوزارة قدمت الكثير من برامج التوعية وفق بروتوكول التعاون مع وزارة التخطيط والإصلاح الإداري (وحدة التنمية المستدامة مصر 2030)، وذلك من خلال التنسيق مع الجمعيات الأهلية في قرى محافظات (قنا، والأقصر، وبني سويف)، وبناء على التقارير التي اعتمدتها الوزارة في دراستها لتحديد العوامل المؤثرة في قرارات الهجرة غير المشروعة للشباب»، مضيفاً أمس، أن «وزارة الهجرة نفذت عدداً من برامج التوعية من مخاطر الهجرة غير المشروعة والتعريف بسبل الهجرة الآمنة وريادة الأعمال والتنمية الشاملة للشباب من الفئات المستهدفة من سن 15 إلى 35 سنة في محافظات (قنا، والأقصر، وبني سويف)، حيث تم توعية عدد 1725 من الشباب والأمهات والقصر في مراحل عمرية مختلفة، وتعريفهم بسبل الهجرة وفرص العمل المتنوعة بالمشاريع العملاقة، التي يتم تنفيذها في أنحاء البلاد وكيفية الالتحاق بها». وكانت وزارة الهجرة قد أعلنت في مارس (آذار) الماضي، زيادة فرص عمل الشباب، التي من المقرر توفيرها في إطار بروتوكول التعاون المبرم مع وزارة التخطيط والإصلاح الإداري، من 1400 إلى 4000 فرصة في ضوء خطة مكافحة الهجرة غير المشروعة. وقال المراقبون إن «الوزارة تسعى بكل الوسائل الممكنة إلى الحد من ظاهرة الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، عن طريق توفير فرص عمل وخلق شباب مؤهل لسوق العمل المحلية والدولية، وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة وتنمية مهاراتهم بالنسبة للتدريب الحرفي، وكذلك العمل على نشر ثقافة الأسر المنتجة ومشروعات ريادة الأعمال، ورفع الكفاءة الإنتاجية لأصحاب الحرف اليدوية عن طريق إلحاق الشباب المتدرب بالعمل في السوق الرسمية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.