واشنطن ومقديشو تعلنان مقتل زعيم حركة الشباب الصومالية

البيت الأبيض أكد استخدام كل الوسائل لمواجهة الجماعات الإرهابية

واشنطن ومقديشو تعلنان مقتل زعيم حركة الشباب الصومالية
TT

واشنطن ومقديشو تعلنان مقتل زعيم حركة الشباب الصومالية

واشنطن ومقديشو تعلنان مقتل زعيم حركة الشباب الصومالية

قال رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي شيخ أحمد أمس إن أحمد عبدي جودان، زعيم حركة الشباب المتشددة، قتل في غارة أميركية شنت في الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي.
وأصدر البيت الأبيض بيانا أمس أكد فيه مقتل جودان المعروف باسم «أبو الزبير»، خلال الغارة المذكورة جنوب الصومال. ولم تصدر الحركة التي تخوض صراعا مع الحكومة تعقيبا على هذه الأنباء حتى مساء أمس. وقال البيت الأبيض إن مقتل جودان (37 سنة) هو ضربة رمزية كبيرة لأكبر فرع لتنظيم القاعدة في أفريقيا، وتأتي بعد سنوات من العمل المضني من قبل المتخصصين والمخابرات والجيش، وهي خطوة للأمام في مجال مكافحة حركة الشباب. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام كل الوسائل المالية والدبلوماسية والاستخباراتية لمواجهة تهديدات حركة الشباب والجماعات الإرهابية الأخرى، كما ستواصل دعم الاتحاد الأفريقي وحكومة الصومال الاتحادية.
وكان البنتاغون قد أعلن بداية الأسبوع عن تنفيذ عملية عسكرية ضد حركة الشباب الصومالية أسفرت عن مقتل 6 من كبار قادة الحركة، لكن التقارير تضاربت حول مصير زعيم الحركة. وقال الأدميرال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون إن المسؤولين الأميركيين ما زالوا يتحققون إذا كانت الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي قد أسفرت عن مقتل جودان.
ويعد جودان زعيما لحركة الشباب منذ عام 2007، وقد ولد في مدينة هارغيسا بالصومال، وسافر إلى باكستان حيت تلقى تعليمه بالجامعة الإسلامية في الاقتصاد، وعمل في الصومال في مجال الاتصالات، وسافر إلى باكستان وأفغانستان حيث تلقى تدريبات عسكرية وكون علاقات متشابكة مع تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن. وأسس جودان حركة الشباب المجاهدين في الصومال عام 2004 لتكون ذراعا عسكرية تابعة لتنظيم القاعدة، واستطاع جذب عدد كبير من المقاتلين لجانبه، وصل إلى ما بين 7 و9 آلاف شخص، وأصبح أميرا لحركة الشباب عام 2007.
واعترف جودان المعروف باسم أبو الزبير بمسؤولية تنظيم الشباب عن الهجوم الانتحاري في العاصمة الأوغندية كامبالا عام 2010 والهجوم على قاعدة للاتحاد الأفريقي في الصومال في فبراير (شباط) 2009. وأعلن جودان مسؤولية الحركة عن الهجوم على المركز التجاري ويست غيت في نيروبي بكينيا في سبتمبر (أيلول) 3013 الذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات. واتهمت الولايات المتحدة حركة الشباب بضلوعها في عدة هجمات انتحارية في مقديشو، وفي الصومال استهدفت مسؤولين محللين وغربيين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».