شاشة الناقد: Godzilla‪:‬ King of the Monsters

«غودزيلا: ملك الوحوش»
«غودزيلا: ملك الوحوش»
TT

شاشة الناقد: Godzilla‪:‬ King of the Monsters

«غودزيلا: ملك الوحوش»
«غودزيلا: ملك الوحوش»

Godzilla‪:‬ King of the Monsters
• إخراج: مايكل دوغرتي
• تقييم: (جيد)
الوحش الذي لا يهزمه أحد

حسب معلوماتنا، فقد غودزيلا، في واحد من أفلامه السابقة، ساقه عندما أطلق عليه الجيش الياباني صواريخه المدمرة. وفي فيلم آخر شاهدنا ينفجر شظايا تتطاير في الأجواء. وفي عموم أفلام السلسلة التي بدأت في اليابان أقرب إلى ألعاب مرسومة، انتهى غودزيلا باندحاره على الأقل.
لكن هوليوود ترفض تصديق ذلك ولسبب مهم: غودزيلا يساعد الصناعة السينمائية بسبب نجوميته وها هو جزء لاحق من الفيلم (الأفضل) «غودزيلا» الذي حققه سنة 2014، غارث إدواردز الذي تسلق الوحش صوب سلسلة «ستار وورز» وأنجز أحد فصولها سنة 2017 (Star Wars‪:‬ The Last Jedi).
في ذلك الفيلم تسبب غودزيلا، وقد اجتاز المحيط من أعماق البحار اليابانية إلى ساحل كاليفورنيا، بدمار أجزاء من مدينة سان فرانسيسكو (ليس من بينها المنطقة التي عشت فيها من حسن الحظ) وفي الجزء الجديد يصلح ذلك الخطأ الفادح بالدفاع عن أميركا ضد وحوش كبيرة أخرى لا يعرف البشر كيف سيكون حالهم لولا تصدي غودزيلا لتلك الوحوش.
تلك الوحوش كثيرة، من بينها كينغ غيدورا وموثرا ورودان ووحوش أخرى تنطلق جميعها للقضاء على البشر والشجر والحجارة وملاعب البايسبول، المخرج مايكل دوغرتي يلعب دور المنسق جيداً. الفيلم يدخل في صميم الأعمال الجماهيرية متوجهاً لمحبي هذا النوع من أفلام الوحوش الذي يعود تاريخها إلى أيام السينما الصامتة. والمثير، لمن يتابع كل شيء يتلألأ على الشاشة، بما في ذلك أكثر الأفلام تخصصاً في إرضاء الجماهير، كيف نمت المؤثرات والخدع البصرية من عشرينات القرن الماضي إلى اليوم. ليس وحدها التي نمت، بل كذلك - وبالتوازي - قدرات تلك الوحوش مع عدم فاعلية القدرات العسكرية البشرية في القضاء عليها.
لكن قدرة دوغرتي في تنسيق الفيلم ليأخذ موضعه بين أفلام النوع لا تشمل تأمين شخصيات بشرية تستحق الاهتمام، وها هي الممثلة البريطانية سالي هوكينز التي عالجت بحنانها وحشاً سابقاً في فيلم غواليرمو دل تورو «شكل الماء» تؤدي دوراً أقل من قدراتها في هذا الفيلم لاعبة دور عالمة ترتسم على وجهها إمارات التعجب ذاتها التي قد ترتسم على وجه عامل باطون.
في باطن كل ذلك الحجم من المعارك الطاحنة بين غودزيلا وأعدائه يمرر المخرج رسالة معادية لما يصيب البيئة من مخاطر. هذا ليس جديداً على أفلام غودزيلا. في الخمسينات عندما بدأت السينما اليابانية التجارية إطلاقه كان التحذير وارداً منذ البداية: كل تلك التفجيرات النووية توقظ الوحوش النائمة في سبات عميق في أعماق المحيط. واليابانيون أدرى بتلك المخاطر فقد تلقوا قنبلتين نوويتين في الأربعينات نتج منها دمار رهيب، ولو أن العدو آنذاك كان من البشر.
أمر آخر يقف في خانة الإيجابيات بالنسبة لهذه السلسلة، وهي أنك تستطيع أن تعيد الوحش ذاته في حكاية جديدة (أو مستعارة إذا شئت) في كل مرّة يحلو لك ذلك. هذا شأن أصعب من إعادة بث الروح في «سوبرمان» أو سواه.
5 Godzilla - King of Monsters.jpg «غودزيلا: ملك الوحوش»



شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز