إعادة «النهائي الأفريقي» تعزز سطوة «الفار» في الملاعب العالمية

تقنية التحكيم بالفيديو تهدد بتغيير مسار بطولات كبرى مستقبلاً

تقنية «الفار» ما زالت موضع جدل في الملاعب العالمية (الشرق الأوسط)
تقنية «الفار» ما زالت موضع جدل في الملاعب العالمية (الشرق الأوسط)
TT

إعادة «النهائي الأفريقي» تعزز سطوة «الفار» في الملاعب العالمية

تقنية «الفار» ما زالت موضع جدل في الملاعب العالمية (الشرق الأوسط)
تقنية «الفار» ما زالت موضع جدل في الملاعب العالمية (الشرق الأوسط)

أثار قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإعادة مباراة إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي، موجة من التساؤلات في الأوساط الكروية حول ما قد تسببه تقنية «الفار» من تغيير لمسار الأحداث في الملاعب العالمية مستقبلاً.
وكان الاتحاد الأفريقي قرر إعادة المباراة «الجدلية» في ملعب محايد بعد نهائيات كأس الأمم المقررة في مصر في وقت لاحق هذا الشهر.
وألغى الاتحاد الأفريقي مباراة الإياب بين الترجي وضيفه الوداد في تونس بعدما توقفت طويلاً بسبب احتجاجات الفريق المغربي على إلغاء هدفه في الشوط الثاني عندما كان الفريق التونسي متقدما 1 - صفر على استاد رادس الأولمبي، لكن ما زاد من حدة الموقف هو إعلان الحكم عدم قدرته الاستعانة بتقنية الفار في المباراة بسبب تعطلها.
وانتهت مباراة الذهاب في المغرب بالتعادل 1 - 1 ليتفوق الترجي 2 - 1 في مجموع المباراتين ويحتفل حينها بلقبه الثاني على التوالي.
وقررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) خلال اجتماعها الطارئ الأربعاء الماضي إعادة المباراة بملعب محايد بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا (مصر 2019)، معللة قرارها بعدم توفر ظروف اللعب والسلامة للسير العادي للمباراة».
وأضافت: «كما قررت اللجنة التنفيذية إلزام الترجي الرياضي بإعادة رمز (كأس) البطولة والميداليات إلى الكاف. كما قررت اللجنة التنفيذية اعتماد نتيجة مباراة الذهاب التي أقيمت في الرباط وانتهت بالتعادل (1 - 1)».
وكان رئيس الاتحاد الأفريقي أحمد أحمد قرر عقب الأحداث التي شهدتها مباراة الإياب الدعوة لاجتماع طارئ للجنة التنفيذية للتشاور.
وتعادل الفريقان ذهابا 1 - 1 في الرباط، وفي الإياب تقدم الجزائري يوسف البلايلي بهدف للترجي قبل أربع دقائق من نهاية الشوط الأول. واعتقد الوداد أنه أدرك التعادل في الدقيقة 59 لكن الحكم ألغى الهدف بداعي وجود تسلل.
وطالب لاعبو الوداد باللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد للتأكد من صحة هدف وليد الكرتي لكن الحكم رفض قبل أن يبلغهم بوجود مشكلة في هذا النظام بالملعب ليتوقف اللقاء لمدة طويلة.
وتدخل رئيس الاتحاد الأفريقي وتشاور مع مسؤولي الفريقين ومراقبي المباراة دون الوصول إلى حل. وبعد انتظار طويل قرر الحكم إلغاء المباراة واعتبار الترجي فائزا.
واستخدمت تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) للمرة الأولى على صعيد المسابقات الدولية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عندما تغلب المنتخب البرتغالي على نظيره السويسري في دوري أمم أوروبا، وربما يكون الاتحاد الأوروبي ممتنا لكون أهداف كريستيانو رونالدو الثلاثة (هاتريك) تصدرت عناوين الصحف.
وفي وقت مبكر من الشوط الثاني كان هناك لقطتان مثيرتان للجدل، في مباراة الدور قبل النهائي التي أقيمت أمس الأربعاء، التي أدت إلى إلغاء قرار باحتساب ركلة جزاء واحتساب أخرى بعد العودة لتقنية «فار».
في النهاية، لم يكن هناك أهمية لهذا الأمر، وتعادل المنتخب السويسري من ركلة جزاء قبل أن يسجل رونالدو هدفين في الدقائق الأخيرة من المباراة.
ولكن يويفا سوف يدون المشهد الهزلي في ملعب «الدراجاو» بمدينة بورتو، عندما توقف اللعب لأكثر من دقيقة ومع ذلك، فإن القرار الذي اتخذ لم يلق قبولا عالميا.
وقال فرناندو سانتوس مدرب المنتخب البرتغالي: «وفقا لما قيل لي، لم تكن ركلة جزاء، لذلك، يجب أن ننتبه لهذا. ليس من واجبي أن أحلل عمل الحكم، ولكنها مهمة هؤلاء الذين يملكون حق فعل هذا، وفي هذه القضية يويفا».
وبدأت الدراما عندما سقط اللاعب السويسري ستيفين زوبير على أرضية الملعب أثناء ملاحقته لكرة طولية. وبعد ذلك شن المنتخب البرتغالي هجمة مرتدة، ساعدهم في ذلك لاعبو المنتخب السويسري الذين قاموا بإيماءات بأيديهم للعودة للتلفزيون بدلا من التركيز على الدفاع.
وتعرض برناردو سيلفا للعرقلة من قبل قابيان شاير داخل منطقة جزاء المنتخب السويسري مما أدى إلى توقف المباراة، واحتسب الحكم فيليكس بريش ركلة جزاء، واتجه للقطات التلفزيونية من أجل مشاهدة الواقعة السابقة.
من هنا بدأت الأمور الصعبة. بعد إعادة اللقطة أكثر من مرة، الالتحام البسيط بين زوبير ونيلسون سيميدو كان من الممكن رؤيته. هل كان متعمدا؟
يكاد من المؤكد غير متعمد. هل كان ذلك كافيا لجعل زوبير يسقط أم هل تعمد السقوط. فقط شخص واحد، زوبير نفسه، يعلم الإجابة الحقيقية، والجميع، بما فيهم بريش، كان عليهم التخمين.
وقال فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب السويسري: «أرى استخدام الفار كثيرا في البرتغال، ألمانيا، إيطاليا. ولكن لم يسبق أن شاهدت موقفا للفار مثل هذا. في دقيقة واحدة وفي منطقتي الجزاء فرصتان لمنح ركلتي جزاء، أو منح واحدة لأي من الفريقين».
وكما كان متوقعا، على عكس الفريق الذي احتسب ضده ركلة الجزاء واعتبروا أنه عقاب خاطئ، قال بيتكوفيتش، إنه لا يمكنك رؤية عرقلة زوبير بشكل فوري.
في الواقع فار لم يحسم شيئا، باستثناء تعطيل المباراة لأكثر من دقيقة. حتى هؤلاء الذين كانوا مقتنعين بصحة احتساب ركلة الجزاء سيجدون صعوبة في قول إن بريش تغاضى عنها متعمدا.
وقال بيتكوفيتش: «يجب أن نتقبل هذا، بغض النظر عما إذا كانت النتيجة لنا أم ضدنا. هكذا سيسير الأمر في المستقبل»، وأضاف أن بريش تعامل معها بشكل جيد.
وقال سانتوس إنه يتعين على الذين يتولون هذه المهمة أن يلقوا نظرة عن قرب بشأن هذه الأزمة، كما حذر «وإلا، سينتهي بنا الأمر بقول إن الفار ليس شيئا ضروريا».
وأكد: «أعتقد أن فار أداة جيدة، ولكن لسوء الحظ، في بعض الأحيان لا يكون كذلك».


مقالات ذات صلة

«أبطال أفريقيا»: الهلال السوداني إلى ربع النهائي

رياضة عربية الهلال السوداني إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا (نادي الهلال)

«أبطال أفريقيا»: الهلال السوداني إلى ربع النهائي

بلغ الهلال السوداني دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك عقب تعادله مع ضيفه مولودية الجزائر 1/1.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
رياضة عربية إبراهيم عادل يحتفل بهدفه المذهل في مرمى الترجي (نادي بيراميدز)

«دوري أبطال أفريقيا»: هدف مذهل يمنح بيراميدز نقاط الترجي

حول بيراميدز المصري تأخره بهدف أمام ضيفه الترجي التونسي إلى الفوز 2-1 بفضل هدفين متأخرين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية بيراميدز قال إن الجمهور التونسي مرحب به (الترجي التونسي)

أزمة الجماهير تشعل مواجهة بيراميدز والترجي في «الأبطال»

اشتعلت أزمة بين فريقي بيراميدز المصري والترجي التونسي قبل مواجهة الفريقين، الأحد، في القاهرة، ضمن الجولة الرابعة من المجموعة الرابعة لبطولة دوري أبطال أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
رياضة عربية شباب بلوزداد يعول على جماهيره ضد الأهلي في أبطال أفريقيا (نادي شباب بلوزداد)

بعد سداسية الأهلي… بلوزداد يحث الجماهير على الحضور في «الإياب الأفريقي»

في أول رد فعل له بعد هزيمة قاسية 6-1 أمام الأهلي المصري، قدم مجلس إدارة شباب بلوزداد الجزائري اعتذاره لأنصار الفريق.

«الشرق الأوسط» (حسين داي)
رياضة عربية وسام أبو علي (الشرق الأوسط)

وسام أبو علي: كنا مثل الوحوش الجائعة أمام بلوزداد

أبدى الفلسطيني وسام أبو علي، مهاجم فريق الأهلي المصري، سعادته بالفوز الكبير الذي حقّقه فريقه على شباب بلوزداد الجزائري، مشدداً أن هدفهم دائماً هو الانتصارات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.