الأمين العام للأمم المتحدة يتفقد اللاجئين السوريين في كردستان العراق

كي مون تعهد بتخصيص نصف مليار دولار لهم في مؤتمر الكويت

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث إلى أفراد أسرة خلال زيارته لمخيم  للاجئين الأكراد السوريين قرب أربيل أمس (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث إلى أفراد أسرة خلال زيارته لمخيم للاجئين الأكراد السوريين قرب أربيل أمس (رويترز)
TT

الأمين العام للأمم المتحدة يتفقد اللاجئين السوريين في كردستان العراق

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث إلى أفراد أسرة خلال زيارته لمخيم  للاجئين الأكراد السوريين قرب أربيل أمس (رويترز)
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتحدث إلى أفراد أسرة خلال زيارته لمخيم للاجئين الأكراد السوريين قرب أربيل أمس (رويترز)

التقى بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس، رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة، نيجيرفان بارزاني، وبحث معهما أوضاع اللاجئين السوريين والأوضاع الإقليمية والعراقية.
وتفقد كي مون على هامش زيارته، وهي الأولى لأمين عام للأمم المتحدة إلى إقليم كردستان العراق، أحوال اللاجئين الكرد السوريين في مخيم (كوركوسك) القريب من مدينة أربيل والتقى بالكثير من العائلات النازحة وسألها عن احتياجاتها ومستوى الخدمات المقدمة إليها من قبل سلطات الإقليم، معربا عن سعادته برقي مستوى تلك الخدمات، ومؤكدا في مؤتمر صحافي مقتضب، أن الجهود التي بذلتها قيادة الإقليم وحكومته محل تقدير المجتمع الدولي.
وتحدث الأمين العام في مؤتمره الصحافي عن معاناة اللاجئين وقال: «رأيت داخل أحد المخيمات طفلتين تتحاوران فيما بينهما وواحدة تواسي الأخرى على فقد أعزاء لها، وهذه المشاهد المؤلمة هزتني، فهذه العائلات تريد مستقبلا أفضل للبلد، لكنها اليوم غير مطمئنة على ذلك المستقبل». وأضاف «هؤلاء اللاجئين وبغض النظر عن المناطق التي نزحوا منها، هم هاربون من الظلم والاضطهاد، وهم بحاجة إلى السلام والأمن والاستقرار، إنهم يبحثون عن العدالة والعيش بكرامة، لذلك سأسعى أنا، وممثلي الخاص الأخضر الإبراهيمي، إلى تحقيق السلام لهم، وندعو المجتمع الدولي إلى مساعدتهم إلى أن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم».
وتعهد الأمين العام بتقديم مساعدات كبيرة لهؤلاء النازحين في إقليم كردستان وقال: «غدا (اليوم) سيعقد في الكويت مؤتمر دولي لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وسنعلن من هناك عن برنامج للمساعدات بمبلغ 500 مليون دولار سيقدم إلى كردستان لخدمة اللاجئين». وأضاف «كما سيعقد في الأسبوع المقبل مؤتمر دولي بجنيف حول السلام في سوريا، ونأمل أن تنجح الجهود الدولية من أجل تحقيق السلام المنشود من قبل السوريين لكي يعود جميع اللاجئين إلى ديارهم ويعيشوا في بلدهم بسلام وكرامة».
وفي اتصال مع الدكتور ديندار زيباري نائب رئيس مكتب العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان ومسؤول شؤون المنظمات الدولية بالحكومة، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة كي مون كانت تاريخية، لأنها أول زيارة رسمية لأمين عام للأمم المتحدة إلى كردستان، لذلك أحيطت باهتمام بالغ من قبل قيادة الإقليم. وأضاف زيباري «تباحث الأمين العام أيضا حول الشأن العراقي مع رئيس الإقليم وشدد على ضرورة توزيع الثروات الوطنية بالعراق بشكل عادل بما يحقق الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وأن يلتزم جميع الأطراف بمضامين الدستور والعمل بموجبه لحل الخلافات والمشكلات العالقة بين الفرقاء السياسيين»، ومن جهته, شدد رئيس الإقليم أيضا على مسألة الالتزام بالدستور معد ذلك مفتاح الحلول لجميع مشكلات البلد، مؤكدا التزام قيادة الإقليم بروح ومبادئ وأسس الدستور، كما دعا بارزاني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لدعم اللاجئين السوريين في الإقليم.



برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
TT

برنامج أممي يحذر من خطر سوء التغذية الحاد في اليمن

معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)
معدل انعدام الغذاء الكافي انتشر بين 62 ‎%‎ من سكان اليمن (الأمم المتحدة)

حذَّر برنامج الأغذية العالمي من أن سوء التغذية الحاد في اليمن لا يزال يشكل تهديداً خطيراً لحياة الأشخاص، مع وجود 17.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعيشون في المرحلتين الثالثة والرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، من بينهم 6 ملايين شخص في حالة طوارئ، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف.

وفي تحديثه الشهري، أكد البرنامج استمرار تدهور وضع الأمن الغذائي بسرعة، حيث يواجه 62 في المائة من السكان في جميع أنحاء اليمن الآن استهلاكاً غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى معدل يسجله البرنامج في اليمن على الإطلاق.

3.5 مليون مستفيد من المساعدات الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (الأمم المتحدة)

وبحسب التحديث الأممي، فقد بدأ «برنامج الأغذية العالمي»، الشهر الماضي، توزيع المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، في إطار الاستجابة السريعة للطوارئ، حيث وصل إلى 1.4 مليون شخص في 34 مديرية، بهدف تخفيف آثار قرار وقف المساعدات الغذائية هناك، نهاية العام الماضي، بسبب الخلافات مع سلطات الحوثيين.

ورداً على الزيادة «المثيرة للقلق» في سوء التغذية الحاد بمناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ذكر البرنامج الأممي أنه بدأ، في أغسطس (آب)، استجابة طارئة في 6 مديريات بمحافظتي الحديدة وتعز (غرب وجنوب غرب)، بما في ذلك توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية وتوسيع نطاق المساعدات الغذائية لمدة شهرين لتشمل 115400 نازح.

البرنامج أكد أن وضع الأمن الغذائي في اليمن يتدهور. وفي الوقت نفسه، تشهد مناطق سيطرة الحكومة زيادة مقلقة في سوء التغذية الحاد. وذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الأخير أظهر أن سوء التغذية الحاد في اليمن «لا يزال يشكل تهديداً خطيراً».

أضرار الفيضانات

مع تسبُّب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات شديدة بمناطق واسعة من اليمن في أغسطس (آب)، وتضرُّر ما لا يقل عن 400 ألف شخص، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأنه بدأ تنفيذ خطة استجابة أولية بالتنسيق مع السلطات المحلية، من خلال تقديم المساعدة الطارئة، عبر آلية الاستجابة السريعة المشتركة بين الوكالات.

وبحلول نهاية أغسطس (آب) الماضي، قال البرنامج إن آلية الاستجابة السريعة ساعدت 120 ألف شخص متضرر من الفيضانات في جميع أنحاء اليمن. وعلاوة على ذلك، كان البرنامج يستعد للاستجابة الطارئة لـ157 ألف شخص في 40 منطقة متضررة من الفيضانات، لإكمال آلية الاستجابة السريعة وتغطية الاحتياجات.

توسيع نطاق الوقاية من سوء التغذية بين النازحين في اليمن (الأمم المتحدة)

وخلال الفترة ذاتها، اختتم البرنامج الأممي توزيع الدورة الثانية للعام الحالي، وبدأ الاستجابة السريعة للطوارئ الغذائية في مناطق سيطرة الحوثيين، التي صُممت من أجل الاستجابة لانعدام الأمن الغذائي المتزايد خلال فترة التهدئة الحالية؛ إذ تستهدف العملية 1.4 مليون شخص في 34 مديرية. وحتى نهاية الشهر الماضي، وصل البرنامج إلى 239 ألف شخص.

وفي ظل الموارد المحدودة، ولتعزيز تدابير الضمان، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإجراء عملية إعادة استهداف وتسجيل المستفيدين من المساعدة الغذائية العامة، وتم الانتهاء بنجاح من تمرين تجريبي في مناطق سيطرة الحوثيين، ويستعد البرنامج الآن لجولة توزيع أغذية لمرة واحدة في المنطقتين التجريبيتين كمرحلة أخيرة من المشروع، وتجري مناقشة توسيع نطاقه.

جهود مستمرة

في مناطق سيطرة الحكومة، ذكر برنامج الغذاء العالمي أنه تم الانتهاء من جمع البيانات لـ3.6 مليون مستفيد؛ إذ تستمر الاستعدادات لمرحلة تحديد الأولويات، التي ستحدد قائمة منقحة لحالات المستفيدين من المساعدة المالية العامة والمساعدات الغذائية الجزئية.

ووفق ما أورده البرنامج، فقد ساعد 739 ألف امرأة حامل ومرضع، بالإضافة إلى فتيات وأطفال، في إطار برامج علاج سوء التغذية الحاد والمتوسط، كما قدم البرنامج المساعدة لـ84 ألفاً من الأطفال والرضع في إطار الوقاية من سوء التغذية الحاد، من أصل 103 آلاف شخص مستهدَف، بموجب مخصصات صندوق التمويل الإنساني.

محافظات يمنية عدة سجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

ونبَّه البرنامج الأممي إلى أن مشروع التغذية المدرسية التابع له يواجه نقصاً حاداً في التمويل. ونتيجة لذلك، يخطط في البداية لمساعدة 800 ألف طالب في جميع أنحاء اليمن شهرياً خلال العام الدراسي الحالي، وهو عدد يساوي أقل من نصف العدد الإجمالي للطلاب الذين تم الوصول إليهم، العام الماضي، وبلغ عددهم مليونَي طفل.

ووفق البيانات الأممية، قدم برنامج الغذاء الدعم لـ59 ألف يمني، في إطار برنامج الصمود والتعافي من آثار الأزمة، وسلَّم 1.8 مليون لتر من الوقود إلى المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي المحلية.

وأضاف البرنامج أنه تم توفير 125 ألف لتر من الوقود لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، من خلال آلية توفير الوقود بكميات صغيرة، كما تم نقل 69 متراً مربعاً من المواد الطبية إلى ميناء الحديدة لصالح أحد الشركاء.