علماء يحددون الحد الأقصى لـ«التحمّل البشري»

نتائج الدراسة قد تساعد الرياضيين على تجنب استنزاف طاقتهم في فترة قصيرة (أرشيف - إ.ب.أ)
نتائج الدراسة قد تساعد الرياضيين على تجنب استنزاف طاقتهم في فترة قصيرة (أرشيف - إ.ب.أ)
TT

علماء يحددون الحد الأقصى لـ«التحمّل البشري»

نتائج الدراسة قد تساعد الرياضيين على تجنب استنزاف طاقتهم في فترة قصيرة (أرشيف - إ.ب.أ)
نتائج الدراسة قد تساعد الرياضيين على تجنب استنزاف طاقتهم في فترة قصيرة (أرشيف - إ.ب.أ)

في بحث فريد من نوعه، قام عدد من العلماء بدراسة الحد الأقصى لقدرة الإنسان على التحمل، وقدرة الجسم البشري على بذل المجهود.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد حلل علماء من جامعة ديوك الأميركية، تأثير بعض الأحداث والرياضات المرهقة على جسم الإنسان ومدى قدرة الجسم على تحمل هذه الأحداث.
وقامت الدراسة بتحليل مشاركة كل عداء في سباق طويل ركضوا فيه مسافة 3080 ميلاً من كاليفورنيا إلى واشنطن على مدار 140 يوماً، حيث كانوا يركضون 6 أيام في الأسبوع لعدة أشهر.
ودرس العلماء تأثير ذلك على أجسادهم، حيث قاموا بتسجيل معدل السعرات الحرارية التي تم حرقها أثناء السباق كما سجلوا أيضا ما يعرف بـ«معدل الأيض المستريح» في أجسادهم قبل بدء السباق.
و«معدل الأيض المستريح» هو مصطلح يعبر عن السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الراحة والاسترخاء.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة «Science Advances»، أن استخدام الطاقة بدأ مرتفعاً جدا في بداية الماراثون، حيث وصل إلى 15.6 ضعف معدل الأيض المستريح لديهم، ولكن في نهاية المطاف انخفض إلى 2.5 ضعف المعدل.
ودرس العلماء أيضا معدل الأيض لدى المشاركين في دورة فرنسا الدولية للدراجات «Tour de France» حيث وجدوا أن راكبي الدراجات استخدموا 4.9 ضعف معدل الأيض المستريح لديهم في البداية إلا أنه انخفض أيضا بعد 23 يوماً من الدورة ليبلغ 2.5 ضعف المعدل.
ومن هنا، وجدت الدراسة أن الحد الأقصى للتحمل هو 2.5 ضعف معدل الأيض المستريح في الجسم، أو ما يعادل حرق 4000 سعر حراري، مشيرة إلى أن أي معدل أكبر من ذلك سيكون غير محتمل بالنسبة لأي شخص الطبيعي، ولن يستمر طويلا.
ويرى الباحثون أن الرقم 2.5 قد يرجع إلى الجهاز الهضمي البشري، وليس له علاقة بالقلب أو الرئتين أو العضلات، حيث وجدوا أن الجسم لا يستطيع هضم واستيعاب ومعالجة ما يكفي من السعرات الحرارية والمواد المغذية للحفاظ على مستوى أعلى من الطاقة.
وقال الدكتور هيرمان بونتزر، المشارك في الدراسة: «يمكنك أن تقوم بمجهود مكثف لبضعة أيام، يتجاوز قدرتك على التحمل، ولكن ذلك لن يستمر طويلا».
وقال بونتزر إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تساعد الرياضيين على تحقيق هدفهم بذكاء وتجنب استنزاف طاقتهم في فترة قصيرة.
وأشار إلى أن النتائج تساعد أيضا متبعي الحميات الغذائية على تحديد معدل الأيض المناسب لجسمهم على المدى البعيد.
ولفتت الدراسة إلى أن النساء الحوامل «متخصصات في التحمل»، ويعشن في حدود الحد الأقصى للتحمل البشري، حيث إن استخدامهن للطاقة خلال فترة الحمل يبلغ 2.2 ضعف معدل الأيض المستريح.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
TT

شجرة تاريخية في بريطانيا تُواجه الفأس

لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)
لا تستحق تذوُّق الفأس (حملة إنقاذ الشجرة)

 

من المقرّر اقتلاع شجرة بلوط (سنديان) عمرها 120 عاماً، وذلك بعد 4 سنوات من الجدال حولها.

وغضب المشاركون في حملة لإنقاذها بسبب القرار الذي يؤثّر في شجرة بلوط الملك جورج العتيقة الواقعة في شارع ويفينهو بمقاطعة إسكس بشرق إنجلترا قرب العاصمة لندن.

جاء ذلك بعد زَعْم سكان حيّ كليفتون تراس القريب بأنّ جذور الشجرة كانت تضرّ بمنازلهم. وذكر مجلس بلدة ويفينهو أنّ القصة كانت «مزعجة بشكل عميق»، لكنهم اضطرّوا لجلب الفأس. ولم يؤكد أعضاء المجلس موعد تنفيذ قرار قطع الشجرة خوفاً من أن تُعرِّض محاولات عرقلة عملية التنفيذ أمن الناس للخطر.

مع ذلك، صرَّح المشاركون في الحملة لشبكة «بي بي سي» بأنهم يعتقدون أنه قد خُطِّط للعمل خلال إغلاق ساحة رَكْن سيارات في المكان من 13 إلى 15 يناير (كانون الثاني). وقال دانكان بون، المُقيم في منطقة ويفينهو منذ 26 عاماً، إنه سيشعر بـ«الاشمئزاز» لاقتلاع الشجرة من مكانها. وأوضح: «لطالما كانت جميلة تثير الإعجاب ولا تستحقّ هذه المعاملة. إنها أقدم من المنازل، وأقدم كثيراً من ساحة رَكْن السيارات».

عمرها 120 عاماً (حملة إنقاذ الشجرة)

وإذ وقّع أكثر من 1200 شخص، خلال 48 ساعة، على التماس لإنقاذ الشجرة، أضاف بون: «ذلك يوضح مدى حبّ الناس لها، وأنه من السهل العثور على حلّ آخر سوى قطعها».

بدوره، حذَّر أحد المُشاركين في الحملة، فيليب جورج، من أن يؤثّر هذا القرار في الحياة البرّية، بما فيها الطيور والسناجب. ويعتقد أنّ تربة الحصى قد تكون السبب في حدوث انهيار أرضي، داعياً إلى إجراء تحقيق شامل قبل اقتلاعها. وأضاف: «ينبغي ألا تُقتَلع حتى يثبُت بالدليل القاطع أنها السبب في ذلك الضرر المذكور».

على الجانب الآخر، أشار مجلس البلدة إلى 3 تقارير سابقة تخلُص إلى أنّ شجرة البلوط هي المسؤولة عن الضرر. وسيعرّض أي تأجيل لعملية اقتلاعها المجلس للمسؤولية المالية على مستوى يتجاوز ما لديه من احتياطي نقدي، وفق تصريح السلطات. وأضاف المجلس أن عليه الاعتراف بالهزيمة، مع «الندم العميق» بعد 4 سنوات من المفاوضات مع مسؤول التأمين. وقال: «الأمر برمّته مزعج جداً للمجلس وأعضائه ولعدد من السكان الذين يتّخذون موقفاً حاسماً تجاه مستقبل الشجرة».