قيادات عسكرية يمنية تتفقد الخطوط الأمامية وتعايد المقاتلين

إفشال تقدم الانقلابيين في قريشية البيضاء

TT

قيادات عسكرية يمنية تتفقد الخطوط الأمامية وتعايد المقاتلين

أكد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي، عزم القيادة السياسية والعسكرية المضي نحو استكمال بناء المؤسسة العسكرية وفق أسس وطنية باعتبارها الضمان الآمن لاستكمال معركة دحر الميليشيا الحوثية وتحقيق أمن اليمن وأمن جيرانه.
جاء ذلك خلال زيارته، الأربعاء، ومعه عدد من رؤساء هيئات ومديري دوائر وزارة الدفاع بزيارة إلى مقر قيادة قوات التحالف العربي بمحافظة مأرب حيث كان في استقباله خلال الزيارة قائد قوات التحالف العربي بمحافظة مأرب اللواء الركن حمدان الشمري، وقائد قوات الواجب الإماراتية العميد الركن سلطان ناصر.
وخلال الزيارة، أشاد الفريق المقدشي بمواقف الأشقاء في دول التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعم وإسناد من دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودهم الداعمة لليمن وتضحياتهم المعمدة بالدم لمساعدة الشعب اليمني في استعادة دولته وشرعيته ومساندة الجيش الوطني في العمليات العسكرية التي يخوضها ضد الميليشيا الحوثية الانقلابية.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) ثمّن وزير الدفاع «الوقفة الشجاعة للأشقاء مع اليمن في معركة المصير الواحد والمصلحة المشتركة لصد الخطر الحوثي الإيراني الذي تجاوزت شروره وأخطاره حدود وجغرافيا اليمن وباتت تهدد المصالح العربية والعالمية في المنطقة».
إلى ذلك، تتواصل المعارك في مختلف جبهات القتال أشدها في تعز والبيضاء بوسط اليمن والضالع بجنوب البلاد.
تزامن ذلك مع قيام عدد من قادة الجيش الوطني بزيارة للخطوط الأمامية في جبهات القتال في البيضاء والضالع ونهم، البوابة الشرقية لصنعاء وكذا الحديدة. الساحلية حيث تواصل الميليشيات تصعيدها العسكري.
وخلال زيارته لمواقع الجيش الوطني في نهم، الأربعاء، أشاد قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن محسن الخبي، بالدور الذي يقوم به الجيش الوطني ضد الميليشيات الحوثية في سبيل تحرير الوطن واستعادة مؤسسات الدولة المغتصبة.
ورافق اللواء الخبي خلال الزيارة العميد ياسر عابد قائد لواء حفظ السلام وعدد من ضباط المنطقة العسكرية السابعة.
ولليوم الثاني، تتواصل المواجهات في جبهة القريشية في البيضاء بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الانقلاب، من جهة أخرى، وسط استمرار المعارك في جبهة قانية ومعارك الكر والفر في جبهة الزاهر. وتصدت قوات الجيش والمقاومة في القريشية، مساء الثلاثاء، لمحاولة تقدم مجاميع حوثية إلى مواقعهم في جبل نوفان الاستراتيجي ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بحسب ما أكده مصدر في المقاومة الشعبية الذي أشار إلى سقوط قتلى وجرحى آخرين في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة قانية إضافة إلى مقتل ٤ من عناصر الجيش وإصابة ٢ آخرين.
وتفقد محافظ محافظة البيضاء قائد محور البيضاء، اللواء الركن ناصر الخضر السوادي، الأربعاء، الوحدات العسكرية والأمنية بمحوري البيضاء وبيحان حيث اطلع على مستوى الانضباط والجاهزية القتالية والتجهيزات والإمكانات والاحتياجات اللازمة والجهود التي تبذلها قيادة الألوية في التأهيل والتدريب والإعداد القتالي بإسناد ودعم من التحالف. واستمع المحافظ من القيادات العسكرية إلى شرح مفصل عن سير العمليات القتالية ومستوى الإعداد والتدريب والتجهيزات اللازمة لجنود وضباط وصف ضباط في محوري البيضاء وبيحان.
وعلى صعيد متصل، أشاد نائب رئيس هيئة العمليات الحربية اللواء الركن ناصر الذيباني، بصمود وبسالة الجيش الوطني المرابطين في كافة الجبهات في البيضاء خصوصا في أيام عيد الفطر المبارك، والتصدي لميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وثمن الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني في مختلف الجبهات والحاقه هزائم فادحة بميليشيا الحوثي الانقلابية. وشدد، بحسب ما نقل عنه موقع الجيش اليمني «سبتمبر.نت»، على اليقظة ورفع الجاهزية القتالية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
جاء ذلك خلال زيارته ومعه مدير دائرة الدفاع الوطني العميد علي محسن عقيل، ومدير دائرة الاتصالات العسكرية العميد فؤاد حامد عطية، الثلاثاء، بزيارة عيدية لأفراد الجيش الوطني المرابطين في الخطوط والمواقع الأمامية بجبهة قانية شرق محافظة البيضاء. وأكد قادة الألوية والوحدات العسكرية وأفراد الجيش الوطني المرابطين في جبهة قانية استمرارهم واستعدادهم الكامل لاستكمال معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وبدعم القيادة السياسية وإسناد من التحالف.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.