حب «بيروت» يُلهم شباب لبنان على مواقع التواصل

حقيبة من سارة بيضون
حقيبة من سارة بيضون
TT

حب «بيروت» يُلهم شباب لبنان على مواقع التواصل

حقيبة من سارة بيضون
حقيبة من سارة بيضون

كما ألهمت بيروت الفنانين، فقدموا لها أجمل الأعمال الفنية، واستوحى منها مصممو أزيائها أفكاراً لتصاميمهم، تحضر العاصمة اللبنانية في السنوات الأخيرة أيضاً في عدد كبير من الماركات التجارية، خصوصاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. ماركات كثيرة وشابة استحضرت «بيروت» في أعمالها بأشكال مختلفة، لتأتي مطبوعة حيناً على الـ«تي - شيرتات» الرياضية، أو مطرّزة على الحقائب والمحفظات الصغيرة، وحيناً آخر على الفناجين والوسائد، وغيرها من الأغراض المنزلية.
كارولين نموّر، صاحبة صفحة «باذنجانة»، تشير إلى أن فكرة الصفحة بدأت بالصدفة، والأفكار التي تقدمها منذ عام 2011 هي التي عززت جماهيريتها. وتضيف أنها انتبهت إلى أن إضافة اسم بيروت فيما تقدمه شكلت إضافة إيجابية ملموسة، داخل لبنان وخارجه. فهي لم تبقَ محلية كما يتوقع البعض، بل - على العكس - أصبحت من القطع التي يُقبل عليها السياح والأجانب أيضاً، لهذا فهي تحرص أن تكون باللغتين العربية والإنجليزية، وأحياناً تكون ضمن جمل معينة، مثل «توت توت عبيروت» أو «باي باي بيروت».
بدورها، اختارت مصممة الأحذية رانيا تويني جبارة، صاحبة ماركة «بوهو شوز»، عبارة «خدني عبيروت» لتكون بمثابة شعار لماركتها، حيث طبعتها على الأحذية الرياضية وشباشب المنزل. وتشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تعلقها بلبنان، خصوصاً في الفترة التي عاشت فيها خارجه، كان السبب الرئيسي في أن تفكر في شعار يعكس هذا الحب. وتلفت إلى أن اختيارها جاء في محله نظراً للجماهيرية الكبيرة التي تحصدها المجموعة من قبل مختلف الفئات العمرية، خصوصاً من المغتربين الذي يعيشون خارج لبنان.
أما ماركة «سين بيروت» (Scene Beirut)، فهي من أول العلامات التجارية التي اعتمدت على تقاليد لبنان وثقافته الشعبية وجمال بلاد الشام والبحر الأبيض المتوسط للترويج لنفسها. ولا تُخفي صاحبة الماركة، سيلين خير الله، أن العاصمة اللبنانية هي مصدر إلهامها الدائم. وكانت الشركة قد بدأت في عام 2011، بصناعة قمصان و«تي - شيرتات» بطابع بيروتي فريد من نوعه، ومن ثم توسعت في المنتجات الأخرى، مثل الوسائد، في 2012.
وفي العام نفسه، بدأت أيضاً في إنتاج أول مجموعة من حقائب «SCENE»، محافظة على الروح نفسها، من ناحية القماش الملون والطبعات اليدوية، مستخدمة الخط العربي. وهي اليوم من الماركات اللافتة الموجودة في السوق الحرة في مطار بيروت الدولي، والمميزة بابتكاراتها «الوطنية».
وطبعاً، لا يكتمل الحديث عن بيروت كملهمة للمصممين من دون ذكر ماركة سارة بيضون (Sarah`s Bag)، فقد أطلقت سارة مجموعة من الحقائب، طبعت عليها كلمة «بيروت»، وأخرى حملت اسم «شارع لبنان»، وهو أحد الشوارع المعروفة في منطقة الأشرفية في بيروت.



5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.